رياضة

جهابذة التنظير والتخطيط أوصلوا منتخب السلة للحضيض وهروب الأجنبي ما زال غامضاً

| مهند الحسني

توسمنا خيراً بالتصريحات والوعود التي أطلقها الجهاز الفني لمنتخب كرة السلة بعد دورة دبي الدولية، بأن المنتخب سيكون بصورة مغايرة وجميلة في دورة الملك عبد الله، فبغض النظر عن فوزه الوحيد على المنتخب البحريني في ختام مبارياته بالدورة غير أن خساراته الثلاث تركت الكثير من إشارات الاستفهام، وأعطتنا انطباعاً غير مريح حيال ما ينتظره من مواجهات صعبة في النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية، فالمنتخب لم يظهر بصورة جميلة، وكانت هناك أخطاء جسيمة، ولم يتمكن المدرب وخاصة في لقاء لبنان من إيجاد حلول، فبدا المنتخب بأكمله خارج التغطية.
لسنا جناة على المنتخب، لكن من الضروري وضع النقاط على الحروف، مع وجود فسحة تحضيرية ضيقة تفصلنا عن لقاء المنتخب الإيراني، ما نتمناه أن يتلافى الجهاز الفني جميع الأخطاء، لأن اللعب أمام إيران لن يكون سهلاً.

بين الوطني والأجنبي
استبشرنا خيراً عندما قرر الاتحاد إسناد مهمة قيادة منتخبنا في التصفيات الآسيوية لمدرب وطني، لأنه يعلم بواطن وخفايا وإمكانيات لاعبينا، وازداد تفاؤلنا بمباريات تحضيرية على مستوى عال، كنا نطالب بها دوماً قبل أي استحقاق رسمي، لكن المفاجأة كانت صدمة غير متوقعه في المستوى والأداء، نعم نحن في مباريات ودية تجريبية، لكن الفريق لم يكن يملك أي هوية أو شخصية سواء من الناحية الدفاعية، أم من الناحية الهجومية، ، شعرنا وكأن هناك من يريد أن يوصل رسالة لنا، أن ما قام به كل من المدربين نيناد أو ماتيتش لم يكن صواباً، فبعد أن أصبح معدل أعمار المنتخب 27 عاماً تقريباً، ، ارتفع وأصبح 31 عاماً تقريباً، ووجدنا من لم يتم انتقاؤهم سواء على مستوى الـ16 لاعباً أم في القائمة الأساسية، قد أصبحوا أساسيين، وبزمن طويل داخل الملعب، وجدنا لاعبين بغير مراكزهم، ومهامّ لبعض اللاعبين لا تتناسب وإمكانياتهم، فقدنا متعة اللعب السريع بغياب طارق الجابي (الذي كان خارج قائمة الاستدعاء للسفر إلى البطولة في الأردن) الذي تكلمت عنه الإحصائيات على مستوى آسيا باعتباره من أفضل اللاعبين على مركزه الأساسي، وليس على مركز صانع الألعاب، اختفى كل من وليام حداد وشريف العش عن صناعة اللعب رغم أنهما كانا الخيار الأول للمدربين الأجانب.
عبد الوهاب الحموي الأميز من ناحية الطول وأي مدرب يتمنى أن يبني من حوله الفريق، أصبح بديلا وبأزمنة زمنية قصيرة، ولم نستطع من خلاله ومن خلال زملائه طوال القامة من بناء الهجوم السريع، ومن تحصين دفاعاتنا، والسؤال هنا: هل قام مدرب الفريق بالتنويع بالأفكار الدفاعية حتى نتمكن من مفاجأة الخصوم، مع العلم أن لدينا لاعبين مميزين بالتسديد من خارج القوس، ولماذا كان عدد محاولات الفريق بالإجمال قليلة.
ضعف نسب الرمية الحرة يتحمل اللاعبون جزءاً كبيراً من المسؤولية، ، كذلك التعامل مع الدفاع الضاغط يتحمل اللاعبون جزءاً من المسؤولية بعدم الاستفادة من خبرتهم وتجاربهم خلال تصفيات كأس العالم، رغم شعورنا بأن اللاعبين قد قدموا أداء جيداً ضد منتخب البحرين، وبغض النظر عن مستواه، ولكن إما أن اللاعبين قد تم إعطاؤهم الأريحية باللعب والاستمتاع، وإما أنهم قد حرروا أنفسهم من التقييد، وقرروا أن يستمتعوا داخل الملعب وأطلقوا العنان لإمكانياتهم الحقيقية.
مدرب المنتخب دائماً يطلب التكلم بلغة الأرقام، ولغة الأرقام والإحصائيات تقول إن هناك خللاً واضحاً في أداء المنتخب دفاعياً وهجومياً، إمكانيات اللاعبين أكبر مما شاهدناه وتفاؤلنا كبير بتحقيق نتيجة إيجابية في النافذة الأولى، ولكن هل يستطيع الجهاز الفني خلال الفترة القصيرة من إيجاد الحلول الناجعة لعودة البسمة للشارع الرياضي السلوي.

هروب الأجنبي
تساؤلات كثيرة وأسئلة عديدة دارت حول الأسباب الحقيقية لعدم إكمال اللاعب الأجنبي الذي لعب مع المنتخب بدورة دبي لمسيرته مع المنتخب، وخسارة جهوده وعدم القدرة على تعويضه بمجنس آخر لضمه، وكيف يمكن لمثل هذا الأمر وبمثل هذا الوقت الحساس أن يتم؟ وهل يوجد فعلاً من ضغط على اللاعب ليهرب، أو سهل له عملية الهروب؟ وهل كانت مغادرة اللاعب للمنتخب بعلم الإدارة، أم من دون علمها، وهل استلم كامل مستحقاته عن فترة لعبه خلال بطول دبي، أم عن كامل فترة تعاقده مع المنتخب، ولماذا كانت إدارة اتحاد كرة السلة والمنتخب نائمة في العسل، وقبلت بأن يسافر اللاعب من دون العودة إليها، ولماذا لم تحتفظ بجواز سفره وفق ما هو متعارف عليه خلال فترة البطولة، وهل وقعت معه عقداً يحدد حقوقه والتزاماته، وهل ما يتداوله البعض صحيح بأن اللاعب تعرض لمعاملة سيئة من بعض الإداريين واللاعبين بقصد تطفيشه وتهريبيه لعدة أسباب أبسطها إفساح المجال لبعض اللاعبين ممن فقدوا فرصة المشاركة في وجود هذا اللاعب، وأخطرها أن وجود اللاعب المجنس يفقد اتحاد اللعبة وإدارة المنتخب الحجة في تبرير الخسائر المتوقعة في النوافذ القادمة لمشاركة المنتخب، وخصوصاً عند المقارنة بين مشاركة نادي الوثبة الناجحة بمشاركة المنتخب الهزيلة، لذا فقد تضافرت عدة مصالح دفعت باللاعب للهرب، وعدم إكمال مسيرته مع المنتخب.

ضبابية
ما أكد هذه المزاعم هو الضبابية التي شابت تصريحات اتحاد السلة حول قضية هروب اللاعب، وهل كان الأمر بإرادة اللاعب المنفردة، أم بتخطيط مشترك بين عدة أطراف، وهل تسلم اللاعب كامل مستحقاته، أم استلم فقط ما يعادل فترة لعبه في بطولة دبي، ولماذا لم تبادر إدارة المنتخب لاتخاذ إجراء فوري لضمان حقوق اتحاد كرة السلة، وضمان ضم اللاعب للمنتخب كمجنس؟!

خلاصة
ما زالت سلتنا ترزح وتأنّ تحت وطأة الضعف والجهل الإداري الذي بات في ميدان سابق سريع مع الضعف الفني والمالي، فأصبحت رياضتنا مفتقدة جميع عناصرها، وتقوم على بعض المبادرات الفردية الفاشلة، ومتابعة جماهيرية تتلقى الإحباط تلو الآخر.
لن نغلق ملف اللاعب الأجنبي الهارب حتى تتضح الصورة، ونقف على السبب الحقيقي لهروبه، ومن المسؤول عن ذلك، ولن نقبل بأن تغيب المحاسبة كما غيبت في كثير من المناسبات عمن أخطأ هنا وهناك مرة بقصد وأخرى عن عمد، وستكشف الأيام أن وراء هروب اللاعب متورطين من داخل المنتخب لا نستطيع تحديد صفتهم أو أسمائهم، ولكن لا يعقل في عام 2020 أن يشهد (بورظان) سلتنا صفعة جديدة ساذجة من (غواوير) الظل في سلتنا، وللحديث بقية.

لغة الأرقام
خسر المنتخب في دورة الملك عبد اللـه أولى مبارياته أمام الأردن بواقع67-75، وأمام العراق 60-63، وأمام لبنان 75-87، وفاز في مباراته الأخيرة على البحرين بواقع 81-64.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن