ثقافة وفن

عالم الفن في عيون فنانة شابة … الغوص في تفاصيل الوسط الفني يصيب بالإرهاق وقد يدفع لترك الوسط كله

وائل العدس :

بعد ثلاثة أعوام على تخرجها، نجحت روبين عيسى بخلق ستايلها الخاص، فقدمت خلال رمضان الماضي أربعة أدوار مختلفة شكلاً ومضموناً نجحت من خلالها بتبوؤ مراكز الصدارة بين أبناء جيلها.
الفنانة الشابة ارتدت الثوب الشامي في مسلسل «حرائر»، وقدمت كاركترات كوميدية في «بقعة ضوء11»، ثم شاركت في المسلسل الاجتماعي «امرأة مع رماد»، ومن سوء حظها أن مسلسل «الخطايا» لم يعرض بعد علماً أنها ظهرت بخماسيتين منه على أن يعرض قريباً، قبل أن تتسلح بالجرأة وتفتتح موسمها الدرامي الجديد بإحدى خماسيات الجزء الرابع من «صرخة روح»، وتتبعه بمشاركة في مسلسل «نبتدي منين الحكاية».
تعتبر نفسها شغوفة بخشبة المسرح وتتمنى أن يتطور الوضع المادي فيه كيلا يضطر الفنانون لهجره والتوجه إلى الدراما طمعاً بلقمة العيش…. روبين عيسى حلت ضيفة على صحيفة «الوطن» من خلال الأسطر التالية:

ظهرت بأربعة أعمال هذا الموسم، ما سر هذه الانطلاقة رغم حداثة تخرجك في المعهد العالي؟
قال لي البعض: إنهم يشعرون بأني خريجة قديمة، وهناك من ألمح أنني تأخرت في الدراما، وآخرون طالبوني بإيقاف عملي في المسرح والمباشرة في الدراما، والحقيقة أن التزامي بالمسرح كان حائلاً دون تقدمي الدرامي خلال العامين الماضيين، وأنا بكل الأحوال فرحة بما قدمته، وأرى أنني لم أتأخر وأسير في الطريق الصحيح.

كنت انتقائية هذا العام أم سعيت للانتشار؟
لم تكن كل الأدوار المعروضة جيدة، لكني بالمقابل لا أوافق إلا على ما يروق لي، فأقرأ النص بتمعن وبعدها أتخذ قراري.
هناك الكثير من النصوص التي تعتمد على الاستهتار والاستسهال، وأعتقد أن لديّ القدرة على التمييز لأكون انتقائية إلى حد ما، لذا أحاول خلق توازن بين العروض المقدمة وما يلفتني، وأعتذر إن لم أقتنع بها.

إذا عُرض عليك دور بمردود مالي جيد، هل توافقين عليه إن لم تقتنعي به؟
هناك نص ممتاز، وآخر معقول وثالث سيئ، فإن كان النص معقولاً ومردوده جيداً أفكر بالموافقة، أما إذا كان رديئاً فلن أقبل حتى لو عُرض عليّ مبلغ كبير، لأنني إن وافقت فسأؤذي نفسي لذا أدرس خطواتي وأتجنب الفاشلة منها.

ما معايير النجومية بالنسبة لك؟
الجمهور هو الحكم دائماً وأبداً، وأنا كممثلة أحب مهنتي وأستمتع بها وأقدم فيها ما استطعت، وأترك الانطباع للجمهور ليحدد مدى اتقاني ونجوميتي لاحقاً.

هذا الجمهور انتقد مسلسل «صرخة روح» بأجزائه الثلاثة لكنك شاركت في الرابع مؤخراً.
عندما عُرض عليّ الدور أخبروني أن العمل يحمل شيئاً جديداً هذا العام، فقرأت النص ووجدت أنه راعى الكثير من الانتقادات التي وجهت للأجزاء السابقة، ورأيت أن هناك أموراً كثيرة مختلفة، كما أنني أحببت شخصيتي كثيراً.

هل هي شخصية جريئة؟
ليست جريئة بالمفهوم الخاطئ لمعنى الجرأة، قرأت النص ولم أر فيه شيئاً مسيئاً، والشركة تريد كسر النظرة المأخوذة عن العمل رداً على الانتقادات.

أين تقف خطوطك الحمراء؟
خطوطي الحمراء تتعلق في كل شيء مؤذ للمشاهد، لا يمكن أن ننقل الواقع الحياتي كما هو إلى الشاشة، فقد يخدش الحياء بالنظر إلى طبيعتنا الشرقية وعاداتنا وتقاليدنا.
هناك جرأة تخدم المشهد ولا تخدش المشاهد، أما ما هو مبتذل ومسف فيمكن استبداله بحلول أخرى، وعندما أقرأ نصاً من هذا النوع أطلب تعديله أو أرفضه نهائياً.

هل مسرحية «ليلي داخلي» كانت المدخل لك لدخول الدراما؟
يجوز الوجهان، فقد قدمتني للوسط الفني وكانت بمثابة دعاية لي، وعرضتها في دمشق وطرطوس واللاذقية، وشاركت من خلالها بمهرجان المسرح العربي في الشارقة ومهرجان قرطاج بتونس، وأخذت مني وقتاً طويلاً وتصادف ذلك مع عدة عروض تلفزيونية، فكنت أعتذر عنها مضطرة لأجل المسرحية، لكني كنتُ مستمتعة بها.

عادة ما تسرق الدراما الفنانين من المسرح، هل ستبتعدين عن المسرح؟
المسرح ركن أساسي بالنسبة لي، وهذا العام سأعيد تقديم «ليلي داخلي» بمهرجانات محلية وخارجية، ولن أتوقف عن العمل في المسرح، لكن حينما ألتزم بالمشاركة في عمل تلفزيوني أو سينمائي لن أتركه، وعندما يعرض عليّ عمل في المسرح بشخصية جديدة لم أقدمها من قبل وبشكل لا يتعارض مع عمل درامي ملتزمة به فبالتأكيد سأشارك، وفي حال تزامنت الفرصتان معاً فسأختار الأفضل الذي يقدمني بشكل صحيح.

وماذا عن الشهرة؟
لا أفكر بها حالياً، ولا أعرف إن كنت سأفكر بها لاحقاً، لكني أشعر أن الأمور تأتي وحدها، وعليّ تقديم ما لدي بحب وإخلاص، فهناك ممثلون لمعوا بعد تخرجهم بعام واحد، وآخرون بقوا عشر سنوات قبل أن يسطع نجمهم.

باعتبارك أكاديمية، هل تشعرين أن هناك فرصاً تسرق منك لمصلحة أشخاص غير خريجين؟
لا أفضل التفكير بهذه الطريقة، بل أفكر بما يريحني، وأدرك تماماً أن ما من أحد يسرق فرصة الآخر.
أسمع الكثير من هذه القصص وأخبروني مراراً أن اسمي طرح في أكثر من عمل لكن حصل تغيير ولم تتم دعوتي، لكني لا أبحث بالموضوع ولا أتساءل لمَ أسندوا الدور لغيري، وأحاول عدم الغوص بهذه الأمور وأقول لنفسي إن هذا الدور بالأساس لم يكن لي، فأنا متصارحة مع نفسي من هذه الناحية.
في السنة الأولى لتخرجي لم أكن أفكر بهذه الطريقة، ووقتها كنت أحضّر لعمل مسرحي، وسمعت الكثير من الأحاديث حول العمل بالدراما وأن اسمي كان مطروحاً وكنت أتضايق لكن فيما بعد تخلصت من ذلك، لأن الغوص في تفاصيل الوسط الفني وملاحقة الأحاديث يصيب الفنان بالإرهاق وقد يدفعه لترك الوسط كله.

ملامحك حادة وقوية هل ممكن أن تؤطرك بنوع معين من الأدوار؟
لا أظن ذلك رغم أننا نعاني من مشكلة النمطية، فترى ممثلاً معيناً في الأدوار الشريرة دوماً بسبب تنميط المخرجين له رغم أن لديه موهبة وقدرة على تأدية أدوار كثيرة غير أدوار الشر.
وأتمنى ألا أقع في هذا المطب، وأن أساعد نفسي لكي أنتقي أدواراً مختلفة وألا أتشابه تجنباً للوقوع بفخ التنميط.

عملتِ مع عدة مخرجين، إلى أي مدى يمنحك العمل معهم الثقة وخاصة أنك في البدايات؟
كنت مرتاحة بتعاوني مع المخرجين في جميع مشاركاتي، ومنهم أسماء نتابعها من الصغر ولهم علاقة بذاكرة الطفولة مثل الأستاذين نجدة أنزور وباسل الخطيب، ومن الطبيعي أن أكون فخورة بالعمل معهما، والحمد لله لم تواجهني أي سلبية بعملي مع كل المخرجين.

هل تفضلين أن تكوني محسوبة على مخرج ما؟
أحب أن أكون طليقة وأن أعمل مع جميع المخرجين، ولكي يحسب الفنان على مخرج معين يحتاج الأمر لوقت طويل، وبعد عدة أعوام قد أعمل مع مخرج ما في كل أعماله ووقتها سيحسبونني عليه لكني أتمنى العمل مع الجميع، وليس لدي مشكلة أن أكرر تعاوني مع مخرج أحبه وأحب أعماله، وعملي مع مختلف المخرجين يطورني أكثر.

شكلك أصبح جميلاً عما قبل، هل خضعت لعمليات تجميل؟
أراقب نفسي على الدوام، وعندما أكون منزعجة أو مرهقة نفسياً يظهر ذلك على وجهي، وعندما أسرّ يخبرني من حولي بأن هناك لمعة وضوءاً يشعان من وجهي، كما أن الثقة بالنفس تلعب دوراً بهذا الأمر.
أهتم بما يقوله المحيطون بي عني وعن مظهري، وأؤمن بالشكل الطبيعي لأنه كلما حافظت عليه تميزت، وهناك مفهوم خاطئ أن تغيير الشكل وإجراء عمليات تجميل أمر جيد، لأن كل تفصيل في الوجه يحكي أمراً ما له علاقة بحياتي ويميزني عن غيري، وإخفاء الملامح أو تغييرها أو اللعب بخطوط الوجه يغير من هوية هذه الملامح ويقلل من خصوصية الممثل.
أنا مع عمليات التجميل التي تصحح ما هو مؤذ مثل شكل الأنف.

ماذا يعني لك اسمك؟ من اختاره لك؟ وهل ترين صعوبة في تعامل الناس بخصوص اسمك لكونه يطلق على الذكور والإناث؟
اسمي يمثلني وأشعر بخصوصيته، وأغلب أصدقائي ينادونني «روبي» وأنا أطلب منهم أن ينادونني «روبينا» لأنني أشعر أنه يحمل إيقاعاً خاصاً يشبهني.
خالتي هي التي أطلقت علي هذا الاسم، وله عدة معان وهو مأخوذ من الرابية أي المعلمة باللغة السيريانية، فكلمة «روبينا» تعني معلمتنا، وهناك حجر كريم اسمه «الروبين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن