رياضة

بعد خسائر كرة الاتحاد المتلاحقة … اليعقوبي خارج أسوار القلعة والسيد أبرز المرشحين

| حلب– فارس نجيب آغا

جميع الاتهامات التي كالها مدرب الاتحاد التونسي قيس اليعقوبي على لاعبيه لم تكن مقرونة بدلائل ومع كل خسارة كانت هناك شماعة وكبش يتم التضحية به لكن خطاباته وحنكته الإعلامية لاقت صدى عند جماهير النادي وهذا واقع لا مناص منه من خلال التحسر على رحيله في منصات المواقع مع هجمة شرسة قادها الصف الذي خرج من بوابات الانتخابات خاسراً، ولم يوفر شيئاً إلا وأقحمه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها النادي وهؤلاء بلا شك هم أبعد ما يكونون من أبناء النادي الذين كرسوا العداء منذ بداية الحملة الانتخابية بشكل علني، والتي قادها أشخاص مستهلكون ومفلسون تماماً همهم النقد وتصويب الأسهم السامة فقط وتجاربهم السابقة كانت فاشلة بامتياز، ومشكلتهم أن الضغينة والحقد يعتصران قلوبهم ولم يكونوا يوماً أوفياء لناديهم، حيث تضررت مصالحهم.
وما ساعد على حالة الاحتقان أكثر الرسائل المخفية المتواصلة للمدرب التونسي قيس اليعقوبي رفقة زوجته مع الجماهير والتي اطلعنا على جزء منها حيث لم يوفر شيئاً إلا وكاله لمجلس الإدارة واللاعبين مع كلمات خارجة عن النص الرياضي، علماً أننا كنا مطلعين على كل كبيرة وصغيرة لكن الجاحد هو من ينكر ويقلب الحقائق وهو ما حدث بالضبط لمدرب يقال إنه محترف على الورق في حين شهدنا على الواقع فريقاً مهلهلاً لا حول له ولا قوة.
وإذا أشحنا وجوهنا عن الهزائم التي تلقاها الفريق أمام الجزيرة والوثبة تحديداً نجد أن اليعقوبي وقع بأخطاء قاتلة لا يفعلها مدرب حديث الولادة مع إصراره على ترك عدد من اللاعبين في حلب تحت بند قرار فني وهم بأتم الجاهزية واصطحاب لاعبين مصابين لا يمكنهم المشاركة نهائياً وهو موقف يوضح مدى الفجوة التي وصلت إليها الأمور لمدرب يقوم بتصفية حساباته مع لاعبيه دون النظر لمصلحة الفريق والنادي، وهذا شيء تكرر في عدة مناسبات ولا يمكن قبوله إطلاقاً لأنه في المحصلة سيدفع ثمنها النادي.
اليعقوبي مع كل خسارة كان يخرج بتصريحات ملونة تساعده في جذب الجماهير تجاهه ويصعّد الموقف بشكل متعمد ضد مجلس الإدارة التي صبرت عليه كثيراً، ونحن هنا نتكلم بما نعلم من حقائق نمتلكها ونضع يدنا عليها بالمقابل لن نبرئ ساحة اللاعبين فهم مقصرون تجاه الملايين التي نالوها ولم يقدموا ما يمكن أن يخرجهم من دائرة التقصير مع فوضى لا مثيل لها من حيث الناحية الانضباطية التي كانت سبباً رئيسياً في تدهور الفريق والجهاز الفني لعدم وجود شخصية قيادية لها وزنها توقف الجميع عن حده.
الخسارة يمكن أن تحدث لأي فريق مهما كان حجمه ووزنه لكن هناك أموراً كثيرة كان يجب الوقوف عندها والعمل على حلها بسرعة قبل أن تتفاقم وخاصة بين المدرب ولاعبيه حيث وصلت الأمور بينهم لحد القطيعة النهائية فكان لا بد من قرار ينهي حالة الجدل، فإما التضحية بالفريق أو التضحية بالمدرب وكان القرار الثاني هو الأرجح كونه لم يعد هناك بد من رحيله نتيجة حالة الإفلاس التي لازمته طوال الأشهر التي عمل بها ومن يراجع سيرته الذاتية كمدرب يع تماماً مدى تواضعه، فهو خرج بتجارب فاشلة وسريعة مع الوحدات الأردني ومن قبله العربي القطري، فيما شهدنا حزمة عقوبات طالت اللاعبين من قبل مجلس الإدارة ونعتقد أنها تأخرت كثيراً وكان من المفترض أن تكون بعد هزيمة الوحدة في دمشق.

أخطاء وقرارات
مباراة الوثبة كانت الامتحان الأخير للمدرب الذي أخفق به وبجدارة مع أخطاء جسيمة تدعو أي متابع يتوقف عندها مطولاً، فبغض النظر عن الحصص التدريبية التي كانت متواضعة ولم تمكن الفريق من إظهار هويته ونفسه بشكل لائق أمام الخصوم مع عدم استغلال فترة التوقف بالشكل الأمثل، فجاءت مواجهة الوثبة لتدق المسمار الأخير في النعش الاتحادي مع حزمة خلافات بين المدرب واللاعبين دفع ثمنها الفريق حين ضحى اليعقوبي بمحمد الغباش وسامر السالم بقرار فني ولم يدرجهما ضمن لائحة الفريق المغادر لحمص، وبالمقابل أصر على رفع اسم وائل عيان لإشراكه في هذه المباراة، علماً أنه أرسل كتاباً خطياً منذ أسابيع يطلب فيه من مجلس الإدارة فسخ عقد المذكور مع سامر السالم وعبد الناصر حسن عبر تناقض صارخ يكشف عن عدم الاحترافية والفوضى التي سيطرت على عمله في زوايا عديدة كانت القرارات فيها ارتجالية لحد كبير ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل شهدنا حضوراً في التشكيل الأساسي لوائل عيان وزكريا عزيزة ومحمد عنز وبدلاء تمت مشاركتهم بالشوط الثاني أمثال طه دياب ومحمد الأحمد، وجميع هؤلاء لم يشاركوا في مباراة رسمية منذ أشهر طويلة وتم الزج بهم أمام فريق خرج بهزيمة في ديربي حمص، أي إنه سيكون على أتم الاستعداد لاصطياد الاتحاد وكان من المفترض انتقاء عناصر تكون أكثر جهوزية وخبرة ميدانية، فدفع الفريق الثمن باهظاً وتلقى ثلاثة أهداف يصعب هضمها بسهولة مع أداء هزيل وأشباه لاعبين في أرض الملعب.

عقوبات مالية
مجلس الإدارة وبناءً على ما تقدم وفي جلسة استثنائية حيث تم الاتفاق على فسخ عقد المدرب التونسي قيس اليعقوبي ومساعده صابر بن جبرية بالتراضي وتصفية مستحقاتهم المالية وتكليف الكابتن أحمد هواش ريثما يتم التعاقد مع مدرب جديد والأخبار تشير إلى فتح قنوات حوار مع المدرب الوطني حسام السيد فضلاً عن خصم 50 بالمئة من قيمة رواتب اللاعبين عن شهري كانون الثاني وشباط وإيقاف جميع المستحقات حتى إشعار آخر، فيما تقدم مساعد المدرب الكابتن أسامة حداد باستقالته معتبراً فيها أنه قدم كل ما بجعبته ولم يعد لديه المقدرة على مواصلة العمل.

انحدار أخلاقي
نادي الاتحاد يعيش دوامة ليست وليدة اليوم بل هي تراكمات سنوات طويلة وتحتاج لمن يتصدى لهذا الأمر ويكون على قدر من القوة والمسؤولية وخاصة أن هناك تدهوراً من الجانب الأخلاقي ومن يتابع منصات مواقع التواصل يتأسف لحالة الانحدار الجماهيري والكلمات المعيبة التي بات فيها القدح والذم شيئاً سهلاً وفي متناول الكبير والصغير عبر التطاول على أعراض الناس وكله يمثل دور الضحية ويوزع شهادات ملوثة والمشكلة الكبرى أن من يدّعي حبه للنادي أول من يسعى لتجييش الجماهير ويحرض على أعمال الشتم والفوضى يوم الجمعة حين يستضيف الاتحاد الساحل بالدوري الممتاز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن