المدرب الوطني أحمد الصالح : خلافي مع عمار الشمالي ليس شخصياً وتدريب الجزيرة مسؤولية من ينتمي إليه

الحسكة- دحام السلطان :

تواصل كرة الجزيرة رحلة المشوار التحضيري للفريق بقيادة ابن النادي المدرب الوطني أحمد الصالح تمهيداً للدوري الكروي، ويبدو أن برنامج التخطيط للمرحلة الحالية قد أخذ بموجبه الكادر الفني «وبالكلام النهائي» الاعتماد على الموهوبين الصغار كبدائل للكبار، على حد رأيهم ووجهة نظرهم..! فإلى أين ستسير كرة أسود الشرقية بطاقمها الفني الجديد- القديم بعد اعتمادها على كوادرها الشابّة.؟ وما حظوظها التي ستطمح في الوصول إليها في منافستها للكبار؟ وهل سينجح القائمون عليها وسيقطفون ثمار ما خططوا له؟ هذا كله سيجيب عنه المدير الفني أحمد الصالح الذي باشر مع المجموعة، منذ أن عاد من معسكر منتخب الوطن للشباب الأخير في اللاذقية قبل مغادرته إلى السعودية لخوض تصفيات كأس آسيا:

• تأخرت، أو ربما ترددت في هذا الموسم عن التزامكم مع نادي الجزيرة فما السبب؟
التردد في البداية كان يمنعني من الالتزام مع النادي، لعدم وجود الحافز في ضوء الظروف الراهنة التي تمر على النادي بعد رحيل الكبار نتيجة للظروف التي دفعت أكثرهم للسفر خارج البلاد، واحتراف البعض الآخر في الأندية المحلية، ومع ذلك فإن الغيورين على النادي والمحبين له وهم الذين يحملون همومه هو ما شجّعني على قبول المهمة، وتأخرت في الالتزام عن الموعد المحدد مع الطاقم الذي تمت تسميته في حينه، نتيجة لالتزامي مع منتخب الشباب بصفتي مساعداً للمدرب عمار الشمالي، ومن شروط التدريب في المنتخبات عدم الالتزام مع الأندية فنياً والتفرّغ الكامل للمنتخب.

• لماذا تخليت عن المنتخب قُبيل بداية استحقاقه الآسيوي؟
لم أتخل عن المنتخب، والعمل في المنتخبات الوطنية وسام وشرف لكل مدرب في سورية، ولكن بعد الأحداث الأخيرة التي مرت على مدينة الحسكة وتعرّض منزلي للأضرار المادية، كان لزاماً عليّ أن أكون بجانب أسرتي والبقاء في الحسكة، لذلك قمت بتقديم اعتذاري عن السفر مع المنتخب إلى المدرب عمار الشمالي أولاً، وإلى رئيس اتحاد الكرة اللذين تفهّما موقفي ووافقا على قبول استقالتي.

• ولكن قيل: إن هناك خلافاً شخصياً وعميقاً بينك وبين المدرب شمالي؟
الخلاف موجود، وهو طبيعي يحصل مع كل من يعمل في التدريب، وينطلق من وجهات النظر ومفردات الآراء حول البرنامج التدريبي للمنتخب وإمكانية انسجامه مع ما هو متوفر بين أيدينا من أدوات فنية في الملعب ومدى نجاح ذلك البرنامج معها، ولكنه خلاف في الرأي، ولا يمكن لذلك الخلاف أن يكون شخصياً بعيداً عن المصلحة العامة للمنتخب التي ينبغي أن نتفق عليها معاً.

• كيف تصف ما حصل للمنتخب، وأنت كنت قبل التصفيات واحداً من كوادره؟
هي نكسة حقيقية وغير مسبوقة لكرتنا الشابة التي خسرت المباريات الثلاث، ودخول مرمانا تسعة أهداف، وبصراحة ستظل هذه النكسة تحز في نفسي لأنها تعتبر أول هزة ووصمة سوداء لمنتخباتنا الوطنية بفئة الشباب في تاريخ مشاركاتنا، على الرغم من الدعم الذي قدّمه اتحاد اللعبة من مستلزمات واحتياجات ومعسكرات داخلية وخارجية قل مثيلها عن السنوات السابقة، ولذلك فإن هناك حلقة مفقودة كانت داخل المنتخب ينبغي الوقوف عندها والاستفادة منها في القادمات من الأيام!

• بالعودة لنادي الجزيرة، ماذا أعددتم وأنتم في طور العد التنازلي لدخول المنافسة؟
قبلت المهمة دون قيد أو شرط، وهي مسؤولية لكل مدرب ينتمي إلى النادي وينبغي عليه ألا يدخّر جهداً تجاهها، وخلاف ذلك هو حالة هروب وسلبية مطلقة تُسجل على جميع المدربين الذين يتجاهلونها في نادي الجزيرة، ولذلك وصولاً إلى إنجاز عملية حرق المراحل وقطع أطول مسافة من الزمن في أقصر فترة ممكنة، فقد جلست مع الإدارة على طاولة مستديرة ووضعنا جميعاً خطوط تفاهم عريضة معاً، بعد أن لمست التجاوب الملحوظ منها، ووصل كل منا إلى نقطة تفاهم موحدة، وبدأنا العمل بوجود الكادر الذي كان مكلفاً مسبقاً من الإدارة، والذي ظل يحتاج إلى مدرب للحراس فقط، وأنجزنا تقريباً فترة الإعداد العام والخاص للفريق ودخلنا اليوم طور المباريات التجريبية.

• هل الأدوات المتوافرة بين يديك تفي بالغرض للدخول بها إلى صراع الأقوياء؟
وضعت مع الطاقم المساعد الخطوط العريضة للعمل مع المواهب من الشباب الذين تم الاعتماد عليهم بشكل كبير في الفريق لتأهيلهم وتهيئتهم ليكونوا الرافد الرئيس لكرة النادي في الدوري بنسبة 90%، بعد تطعيمهم بعدد قليل من الخبرة لتعويض النقص في بعض المراكز، وقد أثبت أولئك الشباب بأنهم يمتلكون زخماً كبيراً من العطاء وأصبحت عيون الكشافين تتجه إليهم لخطب ودهم عن طريق أبناء النادي المحترفين في الأندية المحلية، وأنا أعد بأن هؤلاء الشباب سيصنعون ثوباً جديداً لفريق الجزيرة، وسيشهد الدوري بروز مواهب كروية جديدة من مستوى هداف منتخبنا المونديالي الناشئ عبد الرحمن بركات وسواه من أبناء المحافظة، وسيشد الفريق الرحال إلى العاصمة دمشق بـ23 لاعباً لتنفيذ معسكر تدريبي في السابع عشر من الشهر الجاري.