رياضة

خسر ثماني مباريات ودخل مرماه 24 هدفاً … منتخبنا الشاب دفع ضريبة الإهمال وسوء الإدارة

ناصر النجار :

من باب المصلحة العامة والغيرية الوطنية نمارس في (الوطن) دورنا في عملية النقد البناء الذي يهدف إلى كشف السلبيات، للعمل على معالجتها وتصويبها، من هنا تحدثنا بصراحة عن منتخبي الناشئين والشباب من خلال كشف الأخطاء الخفية التي أدت إلى فشل المنتخبين معاً في تجاوز التصفيات الآسيوية، وقد كنا أبطالها في كل التصفيات السابقة تقريباً.
وإذا كان خروج منتخب الناشئين من التصفيات بتعادلين أزعجنا كثيراً فكيف بالشباب وقد نالوا علامة الصفر أداء ونتائج، والمعيب أن يظهر منتخبنا الشاب بما لا يليق باسم فريق وليس منتخباً، وللأسف فإن ما نذكره اليوم لا ينتمي إلى باب (الشخصنة) فهدفنا المصلحة العامة فقط..
والمسؤولية بنظرنا يتحملها مدربنا عمار الشمالي وبنسبة أكبر اتحاد كرة القدم، وهو مسؤول مباشر عن أي فشل لأنه المعني المباشر بالمنتخبات.

مسؤولية المدرب
يتحمل المدرب المسؤولية من باب أنه من صنع المنتخب، فهو اختار اللاعبين واختبرهم وغربلهم، ووصل إلى قناعة تامة بتشكيلته الأخيرة.
واتحاد كرة القدم لم يقصّر على صعيد المعسكرات والمباريات، فلعب المنتخب ما شاء له أن يلعب محلياً، وأقام معسكرات حسب رغبة المدرب آخرها في اللاذقية، وخارجياً أقام معسكرين الأول في إيران والثاني في الصين لعب فيهما خمس مباريات على مستوى عال مع منتخبات إيران واليابان وأوزبكستان والصين.
ما وجدناه بعد كل ذلك، منتخب عديم الفاعلية، ليس له شكل فريق، ولم نلمس أنه يلعب وفق خطة، والأغرب أنه فاقد اللياقة البدنية، فاضطر لتعمّد إضاعة الوقت وادعاء الإصابة، وهذا للأسف كان أسلوب الفريق في المباريات، ما يدل على سوء الإعداد والتحضير.
وللأسف لعب منتخبنا ثماني مباريات خسرها جميعاً، وسجل فيها خمسة أهداف ودخل مرماه 24 هدفاً، وهذه الحصيلة تتكلم عن حقيقة المنتخب.
ولن نتدخل في المسألة الفنية، لكن بكل الأحوال لو كان المنتخب جاهزاً بدنياً فقط لاستطاع التأهل بالفوز على اليمن وتركمانستان، وللأسف كان منتخبنا فارغاً من كل شيء!

المسوغات
من غير المقبول أن نخوض بمسوغات باتت غير مقبولة، فموضوع الأزمة لها جانب، لكننا لا نحمّلها ما اقترفت يدانا، وعلينا أن نتذكر أننا خسرنا مع اليمن وتركمانستان ولم نخسر أمام دول متقدمة بكرة القدم وتعيش بسلام، ومبرر الأجواء المناخية بات من الماضي، ومدربنا احتاط لذلك بمعسكر في اللاذقية، فضلاً أن أجواءنا باتت بحرارتها مماثلة لأجواء خط الاستواء، ونسأل: هل الذين فازوا علينا لعبوا تحت المكيفات!
سوء الإدارة

يتحمل اتحاد كرة القدم المسؤولية كاملة لأنه معني بالمنتخبات الوطنية بشكل مباشر، ونلاحظ أن اتحاد كرة القدم سخّر كل إمكانياته واهتماماته لمنتخب الرجال وللمنتخب الأولمبي، وأهمل بقية المنتخبات، وإذا كنا دفعنا الضريبة باهظة في منتخبي الناشئين والشباب، فإننا نخشى أن ندفعها ثالثة بالمنتخب المونديالي، فالأجواء غير مبشرة حتى الآن!
في الأمر الأول: لم يعيّن اتحاد كرة القدم مشرفاً على الفريق بعد إقالته للمشرف السابق الذي أثبت عدم جديته واستغلاله لمنصبه لأمور شخصية وكما نعلم فإن مهمة المشرف متابعة المنتخب بكل شيء وخصوصاً أحواله الفنية، لكن للأسف بدل أن يعود المشرف من معسكرات المنتخب بتقرير فني كان يعود بتجارة خاصة!
في الأمر الثاني: المشاكل والخلافات داخل اتحاد كرة القدم دفع ضريبتها منتخب الشباب، وخصوصاً عندما أدار اتحاد كرة القدم ظهره للرأي الذي رشح المنتخب المونديالي ليكون بديلاً في المشاركة بالتصفيات الآسيوية، وخصوصاً بعدما تبين عدم صلاحية المنتخب، وبالمقابل يكسب المنتخب المونديالي احتكاكاً هو أفضل من احتاكه بدورة تشرين.
في الأمر الثالث: إهمال دوري الفئات جعلت خيارات المدرب في انتقاء اللاعبين محدودة، لأن الخيارات لم تكن مبنية على الواقع الفني بقدر ما بنيت على ترشيح المدربين أو غيرهم، وللأسف دخلت فيها الحسابات الضيقة.
في الأمر المهم: أهمل اتحاد الكرة منتخبه الشاب، فوجدناه قبل السفر بلا مسؤول تجهيزات وبلا مرافقين، وبتجهيزات ناقصة، ولم ينل الوداع الذي يساهم برفع معنويات الفريق وتحفيزهم على الجهد والعطاء، وللأسف غادر منتخبنا مهزوماً بالإهمال وبتصريحات مدربه الذي قال مراراً قبل السفر: لا تتوقعوا من هذا المنتخب شيئاً!
فكيف سيحقق المنتخب شيئاً أمام مثل هذه الظروف والعوامل والأجواء النفسية الملبدة بالإهمال واللامبالاة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن