سورية

محللون: مشاركة روسيا بضرب الإرهاب تدعم التسوية السياسية للأزمة السورية

وكالات :

أطلقت التطورات في سورية ودخول القوات الجوية الروسية على خط ضرب معاقل الإرهاب، وغيرها من التطورات المرتبطة بإيجاد حل سياسي للأزمة، موجة كبيرة من التحليلات والمواقف لسياسيين بحثوا في مستقبل الحل للأزمة في سورية وأسباب نجاح الروس حيث أخفق تحالف واشنطن الستيني في محاربة الإرهاب وغيرها من الملفات المحورية في المنطقة.
وأكد مستشار وزير الإعلام علي الأحمد، أن الحل السياسي للأزمة في سورية لم يتراجع بسبب التدخل العسكري الروسي، بل على العكس تماماً، «لا يمكن لأي فعل سياسي أن يتحقق بشكل موضوعي إذا كان الإرهاب هو الذي يتحكم على الأرض، لذلك قبل أي شيء يجب القضاء على مفاعيل الإرهاب في سورية».
وقال الأحمد في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «الدولة السورية منذ بداية هذه الأزمة، تقول دائماً: إن المسار السياسي هو مسار أساسي وضروري، ولكن الذي عطل هذا المسار هو الحراك المسلح الذي تحول إلى إرهاب مستشر يهدد، ليس فقط سورية، وإنما الإقليم والعالم».
وأضاف: «صحيح أن أصوات المدافع والأسلحة هي التي تعلو الآن، لكن المسار السياسي هو مسار أساسي ولا يمكن التنازل عنه على الإطلاق، لأنه جزء حقيقي من الحل»، موضحاً أنه «على جميع الذين يريدون أن يلتزموا بالمسار السياسي، أن يعرفوا أنه في الأزمات.. عليهم أن يقفوا خلف مؤسسات الدولة السورية، وعلى رأسها مؤسسة الجيش، ليتم القضاء على المجاميع الإرهابية»، مؤكداً أنه عندها فقط يكونون شركاء حقيقيين في العملية السياسية، مشدداً على أنه «لا يمكن المشاركة في العملية السياسية من خارج إطار الدولة السورية».
من جانبه أكد المحرر السياسي لمجلة «تيدين» التشيكية بيتر بوداني، أن الضربات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سورية لن تغير الأوضاع بشكل بارز في سورية فقط وإنما ستؤثر بشكل كبير في السياسة العالمية.
وقال بوداني في تعليق نشره في العدد الأخير من المجلة ونقلته وكالة «سانا» للأنباء: «إن الغرب تلقى من الكرملين درساً لا يسره وموضوعه هذه المرة أن الرئيس فلاديمير بوتين يتقن وبسرعة وبثقة كبيرة بالنفس الدخول في حرب ستغير بشكل بارز الأوضاع ليس في ساحة قتال محددة هي سورية وإنما ستؤثر وبشكل كبير في السياسة العالمية».
وأشار إلى أن اليوم الأخير من أيلول سيدخل التاريخ لأن بدء الضربات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سورية جعل روسيا تصطف من جديد إلى جانب القوى العظمى الأمر الذي توجب على الغرب قبوله رغماً عنه.
وانتقد ردود فعل بعض وسائل الإعلام الغربية وبعض السياسيين من دول الشرق الأوسط على الغارات التي يشنها سلاح الجو الروسي على مواقع التنظيمات الإرهابية في سورية، واصفاً إياها بـ«المواقف التهكمية».
وأوضح بوداني أن الأميركيين مع ما يسمى بالتحالف الدولي لم يخفقوا عسكرياً في قتالهم ضد تنظيم داعش الإرهابي فقط وإنما ظهرت شبهات قوية فيما إذا كانوا يريدون تدمير وتصفية التنظيم أصلاً، مبيناً أن التدخل العسكري الغربي ضد داعش هو على مستوى أقل من المطلوب للقضاء عليه لو أرادوا ذلك. إلى ذلك قال المحلل بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى اندرو توبلر: إن الدعم الذي تقدمه كل من روسيا وإيران لسورية يعتبر ضخماً جداً مقارنةً بالدور الذي تؤديه الولايات المتحدة الأميركية في سورية.
وأضاف في مقابلة مع شبكة «CNN» الأميركية: إن «الدعم الإيراني الروسي يعني أن من يفكر بإمكانية تخلي طهران وموسكو عن (الرئيس بشار) الأسد من خلال اتفاق دبلوماسي فهو يحلم من وجهة نظري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن