سورية

اعتبر أن جيش أردوغان لن يكون قادراً على فعل شيء و«حميميم» بمفردها وبما تمثله تفوقه … «مداد»: من غير المتوقع تغير خرائط القوة في إدلب ولا أن يعود الزمن إلى الوراء

| الوطن

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات – مداد»، أنه في ظل الوضع الراهن في إدلب «من غير المتوقع أن تتغير خرائط القوة ولا أن يعود الزمن إلى الوراء»، وفي الوقت ذاته لفت إلى أن جيش النظام التركي لن يكون قادراً من دون مساعدة واشنطن أو «الناتو» أو «إسرائيل» على فعل شيء، نظراً لأن قاعدة «حميميم» بمفردها وبما تمثله تفوقه قوة.
وفي ورقة تحليل سياسات بعنوان: «معضلة إدلب: حدود الرهانات وأفق الحرب»، وتلقت «الوطن» نسخة منها أشار المركز إلى أن معركة استعادةِ إدلب وريف حلب تمثلُ نقطةَ تحولٍ كبيرة وحاسمة في الحرب السورية، ليس لميزان القوة وخرائط السيطرة العسكرية فحسب، وإنما للسياسات والرهانات حول الحدث السوري ككل أيضاً.
ورأى المركز في الورقة التي أعدها عضو الهيئة العلمية في المركز، عقيل محفوض، أن المواجهة في إدلب هي مواجهات متوازية ومتداخلة، وتكاد تكثف المشهد السوري كاملاً.
واعتبر، أنه في ظل الوضع الراهن في إدلب «من غير المتوقع أن تتغير خرائط القوة ولا أن يعود الزمن إلى الوراء، لأن إكراهات الحدث السوري تضع حدوداً لتهديدات تركيا بالحرب، وتميل بتأثير روسيا ووزنها وتفاهماتها الدولية لأن تعزز قدرة الجيش السوري على العمل في تلك المنطقة، ما يعني توسيع نطاق سيطرته هناك».
وبيّن المركز في الورقة أن الاعتراضات التركية قد تُبطِئ بعض الشيء مَسار تفكيك «إمارة القاعدة» في إدلب، إلا أنها لن تغير كثيراً من اتجاهات الأمور، ومن المحتمل أن يتم التوصّل في وقت قريب إلى تفاهمات جديدة بين روسيا وتركيا حول الوضع في إدلب.
وبعد أن اعتبر المركز أن أردوغان يلعب على الحواف الخطرة، أوضح أن الجيش السوري والقوات الحليفة سوف يتصدون له، ولن يتحمل الكثير من الخسائر.
وأشار إلى أن السوريين، وكذلك الخبراء والمتخصصين في الشؤون التركية، يعلمون أن جيش أردوغان لم يتغلّب على عدة مئات من المقاتلين الكرد في شرق الأناضول، ومن ثم فإن الجيش التركي لن يكون قادراً من دون مساعدة واشنطن أو الناتو أو «إسرائيل» على فعل شيء في سورية، إذ إن قاعدة حميميم الروسية بمفردها وبما تمثله تفوقه قوة، ولا بد أن أردوغان يدرك ذلك.
ورأى المركز، أنه يمكن تركيز المسارات أو الاتجاهات المحتملة أو المرجحة للموقف بين سورية وتركيا في إدلب وريف حلب في النقاط الرئيسة الآتية:
أولاً: التصعيد والحرب، ومن المرجح أن يكون هذا المسار في حال حدوثه، محدوداً ومؤقتاً، ولن تساعد الظروف الإقليمية والدولية، تحديداً من قبل روسيا وإيران، على القيام بأي تغيير في خرائط السيطرة، كما أن دخول واشنطن أو حلف «الناتو» على خط الحرب، أمر مستبعد في الظروف الراهنة، إذ لا مؤشرات جدية عليه.
ثانياً: التهدئة أو الحل، وهو مسار ضعيف نسبياً، إذ إنه مرتبط بالتوصل إلى تسوية أو حل شامل للأزمة السورية، وهذا أمر دونه صعوبات كبيرة وكثيرة، وهذا يتجاوز تركيا نفسها إلى فواعل أخرى، في مقدمها الولايات المتحدة وأوروبا وعدد من الدول العربية، ولا ننسى دور «إسرائيل»!
ثالثاً: مسارات متوازية، وهذا هو المسار الأكثر ترجيحاً، وهو سمة الحدث السوري عموماً، ومن المتوقع أن تستمر التفاهمات والتجاذبات بين أنقرة وكل من موسكو وطهران، وكذلك الأمر بين أنقرة وواشنطن.
ورأى المركز، أنه من الممكن أن تتمكن موسكو وأنقرة من التوصل إلى ديناميات جديدة، أو التأكيد على ديناميات سابقة، لضبط الموقف حول إدلب.
وتحدث عما سماها «تقديرات»، تتضمن طرح موسكو على أنقرة، إقامة «شريط حدودي» يكون تحت رقابة وإشراف مشترك، روسي-تركي، تنسحب إليه الجماعات المسلحة الموالية لتركيا، ويكون ضابطاً لعمليات اللجوء والتسلل عبر الحدود، حسب أولويات أنقرة واعتباراتها الأمنية، فيما تعود إدلب إلى سلطة الدولة السورية، إضافة إلى تجديد الدعوة إلى إقامة دينامية أمنية سورية-تركية مشتركة، بضمانات روسية، تأخذ بالاعتبار بروتوكول أضنة 1998، مع إشراك أنقرة في سياسات الحل والتسوية للحرب السورية.
ورأى المركز، أن ديناميات الحدث السوري وإكراهاته لن تجعل من عودة إدلب إلى حضن الوطن أمراً يسيراً، ولو أن منوال الحرب وخبرتها لدى السوريين، تجعلهم أكثر تفاؤلاً، ذلك أن الوضع في إدلب ليس أكثر تعقيداً مما كان عليه في المنطقة الجنوبية، درعا والقنيطرة، وقد كانت الرهانات المعادية لدمشق هناك أكبر، بل وأكثر قوة باعتبار ظروف وفواعل الحرب هناك.
وأشار إلى أن معضلة إدلب سوف تترك ندوباً أو جروحاً وتمزقات يتطلب شفاؤها أو تجاوزها وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً؛ ولفت إلى أن التركي ألقى فيها «بذوراً» يتطلب استئصالها أو احتواء مفاعليها سنوات وربما عقوداً من العمل على المستوى الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن