سورية

فنّدت كذب النظام التركي فيما يخص عدد المهجّرين من إدلب.. وألمانيا هربت إلى الأمام بدعم «مناطق آمنة» … روسيا تجدّد التأكيد: سنواصل دعم سورية في حربها على الإرهاب

| وكالات

مع العد التنازلي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان واصلت موسكو التأكيد على أنها «ستواصل دعم سورية في حربها على الإرهاب»، وأكدت إمكانية عقد قمة روسية تركية إيرانية حول إدلب، وفي الوقت نفسه نفت الأنباء عن التخطيط لقمة رباعية بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا يوم الجمعة، وفندت كذب النظام التركي فيما يخص عدد المهجرين من إدلب.
في المقابل انصاعت ألمانيا إلى ابتزاز أردوغان بورقة المهجرين ودعت لإعلان ما تسمى «منطقة آمنة» شمال سورية، في حين زعمت فرنسا أن الأعمال العسكرية السورية ضد الإرهابيين والدعم الجوي الروسي في إدلب يمكن أن تمثل «جرائم حرب».
وفي التفاصيل، أفاد المكتب الصحفي للكرملين في بيان، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني بأن الرئيس بوتين بحث هاتفياً مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الوضع في إدلب السورية وتطورات الأحداث في ليبيا.
وقال الكرملين: إن الطرفين بحثا بشكل مفصل ملفات التسوية السورية على ضوء تفاقم التوتر الحالي في منطقة إدلب لخفض التصعيد، كما عبّرا عن الأمل بإحراز نتائج خلال القمة الروسية التركية المقررة في موسكو في 5 آذار الجاري.
وأكد أنه «في هذا السياق يتم التعبير عن الأمل في عقد القمة الروسية التركية القادمة في الخامس من آذار في موسكو».
من جانبه، قال الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال عن آفاق انعقاد قمة ثلاثية حول إدلب تجمع الرؤساء الرئيس بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني وأردوغان: «بالفعل، جرى الحديث عن إمكانية مثل هذا اللقاء خلال محادثة بين رئيسنا والرئيس الإيراني حسن روحاني، لكن وقتها لم يتسن التنسيق بشكل نهائي بين جداول الرؤساء الثلاثة…».
وأضاف: «هذا اللقاء يبقى على الأجندة، وإذا تسنى التوفيق بين جداول الرؤساء سيعقد».
ونفى بيسكوف ما نقلته وكالة «بلومبرغ» عن أحد البرلمانيين الألمان حول احتمال عقد مباحثات بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبوتين وأردوغان ونظيرهما الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل.
وتطرق بيسكوف إلى الاتهامات التي وجهتها لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سورية إلى القوات الروسية باستهداف المدنيين بشكل عشوائي في إدلب، مؤكداً أن موسكو ترفض هذه الاتهامات رفضاً قاطعاً ولا تتفق مع هذه المزاعم على الإطلاق.
وقال: «هذه الاتهامات صدرت في غضون يومين أو ثلاثة بعد أن شن الإرهابيون في إدلب هجومهم على القوات السورية. من الواضح أن أي لجنة لم يكن بإمكانها الحصول على معلومات موثوقة عما يجري على الأرض هناك، فضلاً عن أن تقرير اللجنة لا يذكر العمليات الهجومية التي تنفذها الجماعات المسلحة، ما يجعل أي استنتاجات صادرة عن هذه اللجنة أحادية على أقل تقدير».
ولفت بيسكوف إلى أن هذه اللجنة ليست مؤسسة رسمية تابعة للأمم المتحدة.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدوره وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي بيكا أفيكو في هلسنكي أمس جدد، وفق وكالة «سانا»، التأكيد أن بلاده ستواصل دعم سورية في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل نهائي.
وشدد لافروف في تصريحاته التي أدلى بها قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيس بوتين وأردوغان يوم الخميس المقبل في موسكو، على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب وقال: «لا يمكن استغلال موضوع اللاجئين على حساب مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية وحل هذا الموضوع يكون عبر تنفيذ اتفاقات سوتشي حول إدلب».
وأوضح لافروف أن بعض الدول الغربية تدعم الإرهابيين وتستخدمهم أداة لتحقيق أجندات جيوسياسية.
في الأثناء، أكد رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية التابع لوزارة الدفاع اللواء بحري أوليغ جورافلوف، أن مزاعم ممثلي تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن تدفق ملايين اللاجئين من إدلب وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك لا أساس لها من الصحة، رافضاً الادعاءات بأن العمليات الجوابية التي تشنها القوات الحكومية السورية في إدلب، فجرت أزمة إنسانية هناك، بحسب «روسيا اليوم».
وأكد جورافلوف، أن عدد مَنْ عبروا الحدود إلى تركيا لا يتجاوز 35 ألف شخص.
في المقابل، وفي محاولة من ميركل للهروب إلى الأمام، ورضوخاً للابتزاز التركي بورقة المهجرين دعت لإعلان أسمته «مناطق آمنة» في شمال سورية، ونقلت «رويترز» عن مشاركين في اجتماع للمستشارة الألمانية مع أعضاء البرلمان، قولهما: إنها أبلغتهما بتأييدها لإقامة مناطق آمنة في شمال سورية، وأضافا: إن ميركل انتقدت رفض بوتين المشاركة في اجتماع مع أردوغان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي الإطار ذاته، وبنفس السياسة الألمانية، زعم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أن الأعمال العسكرية السورية ضد الإرهابيين والدعم الجوي الروسي في إدلب يمكن أن تمثل جرائم حرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن