سورية

إيذاناً بعودة التمثيل الدبلوماسي.. إعادة افتتاح السفارة الليبية في دمشق ورفع العلم الليبي فوقها … المقداد: مقدمة طبيعية لتعود أعلام أخرى ونضالنا واحد ضد الإرهاب … الحويج: عودة العلاقات ليست موجهة ضد أحد لكنها لمصلحة الشعبين

| سيلفا رزوق

اعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن عودة العلم الليبي ليرفرف في سماء دمشق هي مقدمة طبيعية لتعود أعلام أخرى، مشدداً على أن النضال ضد الإرهاب سوف يستمر، رغم التصعيد الذي يقوم به النظام التركي الفاقد للصلة بالواقع، مبيناً أن السيناريو الليبي مشابه تماماً للسيناريو السوري.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي عبد الهادي الحويج، عقب إعادة افتتاح السفارة الليبية بدمشق ورفع العلم الليبي عليها إيذاناً بعودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الشقيقين، شدد المقداد على أن القرار السوري هو تحرير كل ذرة تراب من الأرض السورية، ودعم الأشقاء في ليبيا لتحرير أرضهم.
بدوره أكد الحويج، أن السفارة الليبية تمثل الحكومة الشرعية التي تعبر عن الليبيين جميعاً، واصفا افتتاح سفارة بلاده في دمشق باللحظة التاريخية والمهمة.
المقداد وخلال المؤتمر الصحفي الذي حضره أيضاً رئيس الوفد الليبي الذي يزور سورية حالياً نائب رئيس الوزراء عبد الرحمن الأحيرش، والمكلف بوزارة الدفاع اللواء يوسف فرحات، ورئيس جهاز المخابرات الليبية اللواء مصطفى المكرعن، اعتبر أنه «عندما يرتفع العلم الليبي في سماء دمشق فهذا يعني أن أمور الدول العربية تسير باتجاه الأمام، فقد عانينا خلال الفترة الماضية من تطورات مقلقة ومازالت تلقي بثقلها على الساحة العربية»، مشيراً إلى أنه عندما تتخذ الدولة السورية قراراً حاسماً بعودة العلاقات مع الأشقاء في ليبيا فهذا اعتراف بأن المعركة التي نخوضها في سورية وليبيا هي معركة واحدة موجهة ضد الإرهاب ومن يدعم هذا الإرهاب.
ولفت المقداد إلى أن عودة العلم الليبي ليرفرف في سماء دمشق هي مقدمة طبيعية لتعود أعلام أخرى، وقال: «إذا كانت ليبيا في أوضاعها الحالية تحدت الكل وعادت لترفع علمها في دمشق وإن شاء اللـه سيرتفع العلم السوري في سماء ليبيا، فهذا دليل على أن أمتنا العربية تتعافى، وانحسار الهجمة الغربية الكونية على بلدينا».
وأكد المقداد أن النضال ضد الإرهاب سوف يستمر، رغم التصعيد الذي يقوم به النظام التركي الفاقد للصلة بالواقع، مبيناً أن السيناريو الليبي مشابه تماماً للسيناريو السوري، وكل ما حدث منذ سنوات في سورية وما حصل في ليبيا يثبت أن العملاء يسقطون مهما قامت بعض الدول بتقديم الدعم اللامحدود لأدواتها.
وقال: «ليبيا بلد مستقل وسورية تدعم نضال الشعب الليبي وما يقوم به الجيش العربي الليبي وما تقوم به الحكومة الشرعية في بنغازي»، معبراً عن أمله بأن تتمكن ليببا من استعادة الجزء المتبقي الذي يسيطر عليه الإرهاب، مشدداً على أن ليبيا ينبغي أن تبقى موحدة ولا يمكن أن تتجزأ مهما كانت هناك رغبات غربية أو محاولات للعملاء الغربيين، معيداً التذكير بأن رفع العلم الليبي في سورية مقدمة لكي يصحو بعض المترددين لكي يعود إليهم وعيهم انطلاقاً من مصالح شعبنا في كل هذه الدول العربية، وسورية منفتحة ونحن أرض العرب والعروبة ولا عمل عربياً مشتركاً دون القيادة السورية.
نائب وزير الخارجية والمغتربين، وفي رد على سؤال لـ«الوطن»، أكد أن القرار السوري هو تحرير كل ذرة تراب من الأرض السورية، وأضاف: إن قرار سورية أيضاً هو دعم الأشقاء الليبيين لتحرير الأرض الليبية من مغتصبي الأرض فالعدو واحد فإذا انهزمت تركيا في طرابلس فهي هزيمة لها في سورية وإذا انهزمت في سورية فهي هزيمة لها في طرابلس.
وقال: «ثقة سورية كاملة بالأصدقاء الروس وهي غير قابلة للتشكيك وهم يعملون مع سورية في إطار القانون الدولي وتنفيذ الشرعية الدولية وفي إطار تنفيذ قرارات أستانا ومعركتنا واحدة ضد الإرهاب وهذا يشكل الأبعاد التي ستجري عليها أي مباحثات قادمة بين الأصدقاء الروس والطرف الآخر».
ووصف المقداد ما يقوم به أردوغان بخصوص اللاجئين بالابتزاز، معتبراً أن المشكلة هي أن قادة الاتحاد الأوروبي الذين يتباهون كذباً بأنهم يؤمنون بحقوق الإنسان لا يخافون على المواطن السوري، لكنهم يخافون من ترحيل هذا المواطن السوري إلى بلدانهم، فالقضية ليست إنسانية كما يكذبون، معتبراً أن العنوان هو أردوغان الذي يريد ابتزازهم، مذكراً الأوروبيين بأنه عندما فتحت الدولة السورية الممرات الإنسانية كي يعبر السوريون إلى وطنهم وأن يبقوا على أرضهم قامت المجموعات الإرهابية بقيادة أردوغان بمحاربتهم وزرع الألغام في طرقاتهم، حتى لا يبقوا على أرض الوطن، لذلك من يتباكى على السوريين عليه التوجه إلى العنوان الحقيقي وهو أردوغان الذي يبتز الاتحاد الأوروبي بشكل مفضوح وعلني، وعلى الغرب أن يكون صريحاً مع ذاته ومتوافقاً مع مبادئه ويستحي مرة واحدة من أن يكون أداة لابتزاز أردوغان وأداة لقمع تطلعات الشعب السوري في مكافحة الإرهاب وإعادة أرضهم.
المقداد، كشف أن جهداً عربياً كبيراً يبذل في سبيل استعادة سورية مقعدها في الجامعة العربية، لكن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة جداً على بعض الدول العربية، المتأثرة بها والتي تنفذ قراراتها، مؤكداً أن سورية منفتحة، وتأمل من الأنظمة العربية العودة إلى شعوبها وإلى ضمائرهم وإلى قراراتهم الوطنية المستقلة التي تملي عليهم ألا يبعدوا أي قطر عربي عن العمل الفعال فسورية هي قلب العروبة النابض ومن دون هذا القلب لا حياة.
وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين على أن سورية وليبيا تخوضان معركة واحدة، وسورية تضع كل مقدراتها تحت تصرف الأشقاء في ليبيا لأن المعركة ضد الإرهاب واحدة وأن العمل المشترك ضد نظام أردوغان ومحاولاته المجنونة للتغلغل في الجسد العربي مستمر، معبراً عن تطلعه إلى تطوير العلاقة ليس فقط بالتنسيق وإنما الاندماج الكامل في الموقف، لمحاربة العدو الإرهابي الواحد، محذراً من خطورة السماح لأردوغان بالتدخل في أي بلد عربي، فهو رمز للإرهاب ورمز للعدوان ورمز للكذب والدجل والتضليل.
الحويج اعتبر بدوره أن السفارة الليبية تمثل الحكومة الشرعية التي تعبر عن الليبيين جميعاً، واصفاً افتتاح سفارة بلاده في دمشق باللحظة التاريخية والمهمة، وأنه من الطبيعي أن تكون هناك علاقات بين ليبيا وسورية، مشدداً على أن عودة العلاقات ليست موجهة ضد أحد لكنها لمصلحة الشعبين، لأن القضية واحدة والدفاع المشترك واحد ضد العدو المشترك.
وأكد أن افتتاح السفارة السورية قريب بعد تحرير طرابلس بفعل القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، وبفعل الحكومة الليبية برئاسة عبد اللـه الثني ومجلس النواب المنتخب شرعياً بقيادة المستشار عقيلة صالح الرئيس المؤقت للبلاد، مبيناً أن لدى البلدين دستوراً وحكومة ومجلس نواب، وبالتالي الحكومات التي تأتي عبر الدبابات غير معترف بها.
ولفت الحويج إلى أن التمثيل الليبي في سورية سيكون على أعلى المستويات، وسيصل السفير الليبي قريباً جداً، وهذه رسالة للجميع على مدى وأهمية العلاقات بين البلدين.
وكشف الحويج أنه وخلال زيارة الوفد الليبي إلى سورية فتحت جميع الملفات وجرى النقاش فيها، ومن ضمنها التعاون الأمني والمعلوماتي ومكافحة الإرهاب، وتفكيك الميليشيات والمرتزقة الإرهابيين، الذين جاء بهم النظام التركي المجرم من إدلب والآن يوجودن في العاصمة طرابلس، مؤكداً أن المعركة سيخوضها الليبيون حتى آخر نقطة دم لاستعادة السيادة وطرد المحتلين، مؤكداً أن ليبيا ستعود لكل الليبيين.
ووجه الحويج كلامه للنظام التركي المجرم قائلاً: إن هؤلاء الذين جئت بهم إلى طرابلس سيعودون إليك بالتوابيت فطرابلس ليست نزهة وسيدافع الليبيون عن أنفسهم ولن يسمحوا بتدخل أحد بهم، معتبراً أن التحالف اليوم بين سورية وليبيا ليس ضد أحد، هو تحالف الخير وضد الإرهاب والعدوان.
الحويج لفت إلى أن ليبيا لن تألو جهداً ولن تدخر وقتاً إلا بعودة العلاقات الطبيعية بين سورية والدول العربية، وهي ستبذل كل جهد يعزز ويساهم في عودة العلاقات الطبيعية، وهذا هو منطق الأمور إلى حالتها الطبيعية، كاشفاً أنه وفي المرحلة القريبة القادمة سترفع رايات عربية أخرى، وسيكون صوت ليبيا هو صوت سورية وصوت سورية هو صوت ليبيا في المنابر الدولية، وسيكون مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري مندوباً لليبيا أيضاً في المنظمة الأممية بعدما اختطفت حكومة السراج مقعد ليبيا في الأمم المتحدة.
وبين الحويج أن أردوغان هو مجرم حرب يقوم بنقل المئات من الإرهابيين المرتزقة الذين جيء بهم من إدلب، عبر موانئ في المدن الليبية إلى أوروبا، وما يقوم به هذا المجرم لا يهدد به ليبيا وسورية وإنما يهدد به أوروبا والعالم، وبالتالي على الأوروبيين الحذر وعليهم ألا يتعاملوا مع هذا النظام وأن يدينوا هذا النظام وأن يتعاونوا في الحرب المشتركة على الإرهاب.
وخلال ندوة أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق وحملت عنوان « الدور التركي في تخريب الأمن القومي- سورية وليبيا نموذجاً»، بحضور المقداد والحويج، أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين، أن الخيار في سورية اليوم إما النصر وإما النصر، رغم محاولات الولايات المتحدة وأوروبا منع هذا الانتصار، معتبراً أن تهديدات أردوغان لا تسمعها إلا الآذان الصماء، وعلى أردوغان أن يعلم أن كل ما يقوله أصبح سخرية أمام كل شعوب العالم.
وتحدث المقداد عن النقاشات المستفيضة حول العلاقات الاقتصادية، التي جرت خلال زيارة الوفد الليبي إلى سورية، حيث ستحضر وفود اقتصادية ليبية قريباً إلى دمشق وستذهب وفود سورية إلى ليبيا وهذه الوفود ستناقش العلاقات الاقتصادية من مختلف جوانبها، وقد يشارك في هذه الوفود وزراء الاقتصاد والسياحة والنقل وغيرهم من الجهات المعنية بتعميق العلاقات.
ولفت المقداد إلى أن ليبيا اعتمدت في الفترة الماضية في اقتصادها على تركيا، وتركيا الآن عدوة لسورية وليبيا، معبراً عن قناعته بأن القيادة الليبية تريد إنهاء هذا النوع من العلاقات مع تركيا والاستغناء عنه، واستبداله بالعلاقات الحقيقية مع سورية ومع الاقتصاد السوري والجهات المعنية السورية، وهذا سيبدأ خلال الأيام القليلة القادمة.
الحويج بدوره، أكد أن ليبيا بقرارها الاقتصادي الجديد تغير البوصلة 180 درجة باتجاه المنتجات السورية والشركات السورية واليد العاملة السورية.
وتحدث الحويج عن الارتكابات الإجرامية لعصابات السراج، وكيف طلبت الحكومة الليبية من القبائل والشعب الليبي ومن اللواء حفتر مساعدتها للتخلص من النظام الإرهابي في طرابلس، معتبراً أن حكومة السراج لم تمنح الثقة من مجلس النواب وهي فاقدة للشرعية، كما أن الدستور يقول إن عمرها سنة ويمدد لها سنة أخرى وبالتالي صلاحية هذه الحكومة انتهت في أيلول 2017، كما أن الليبيين اليوم أمام حكومة تغتصب السلطة، وهي غير معتمدة، وهم سيقاومون حتى استعادة الشرعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن