الخبر الرئيسي

جنود أردوغان يفرّون من الجبهات ومرتزقته لا تثق به … الهدنة صامدة في إدلب وإرهابيو المناطق المحتلة يتناحرون

| حلب - خالد زنكلو

صمدت الهدنة، التي أقرها «اتفاق موسكو» الروسي التركي في إدلب، في يومها الثالث أمس، وتراجعت الخروقات إلى حدودها الدنيا في ظل تمسك الجيش العربي السوري بوقف إطلاق النار واكتفائه بالرد على اعتداءات الإرهابيين الذين أبدوا استياءهم وعدم ثقتهم بزعيم أنقرة رجب طيب أردوغان، جراء خذلانه لهم في مواقفه وتصريحاته الإعلامية الرنانة التي لم ترتق إلى سقف طموحاته والنتائج التي تمخضت عنها مفاوضاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الفائت.
وبين مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن وقف إطلاق النار ظل صامداً يوم أمس على طول خطوط الاشتباك في أرياف اللاذقية وحماة وإدلب وحلب، والتي ظلت هادئة باستثناء بعض المحاور كما في سهل الغاب الشمالي الغربي ومحيط بلدة كفر نبل في جبل الزاوية، حيث عمد الإرهابيون إلى إطلاق قذائف مدفعية باتجاه نقاط تمركز الجيش السوري الذي رد على مصادر إطلاق النار.
وأشار المصدر إلى أنه بالتوازي مع الخروقات المحدودة في إدلب وحماة، حافظ الجيش السوري على رباطة جأشه وحيّد سلاح الجو عن القيام بأي طلعات أو غارات على امتداد منطقة خفض التصعيد الأخيرة في إدلب، وخلت سماء المنطقة من الطيران الحربي السوري والروسي على الرغم من استخدام جيش الاحتلال التركي لطائرات مسيّرة فوق الشريط الحدودي بإدلب مع تركيا.
في الغضون، واصل جيش الاحتلال التركي حشوده باستقدام أكثر من ٣٠٠ شاحنة ومدرعة وناقلة جند أمس عبر معبر كفرلوسين شمال إدلب إلى نقاط تمركز جديدة في محيط أوتستراد سراقب جسر الشغور، الذي يشكل جزءاً من طريق عام حلب اللاذقية الواجب تسيير دوريات مراقبة روسية تركية على ضفتيه في ١٥ الجاري، تمهيداً لفتحه أمام حركة المرور، بموجب «اتفاق موسكو»، وذلك وفق قول مصادر أهلية في ريف إدلب الغربي لـ«الوطن»، والتي أكدت إنشاء نقطة مراقبة لجيش الاحتلال التركي غرب مدينة أريحا في بلدة أورم الجوز ذات الموقع الإستراتيجي على الطريق الدولي، والتي يتفرع منها طريق جبل الزاوية حيث أسس جيش الاحتلال العديد من النقاط أهمها نقطة النبي أيوب المطلة على الطريق وعلى سهل الغاب.
مصدر معارض مقرب من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر الميليشيات الممولة والتابعة للنظام التركي في إدلب، أوضح لـ«الوطن» أن المئات من مرتزقة جيش الاحتلال تركوا جبهات القتال على خطوط التماس منذ إعلان بنود اتفاق بوتين أردوغان، وتوجهوا إلى حيث تقيم عائلاتهم في البلدات الحدودية مع تركيا بعدما يئسوا من سياسة أردوغان التي تفتعل إطلاق الفقاعات الإعلامية دون أي أساس قوة على الأرض، بدليل هزيمة جيش احتلاله المنكرة في أرياف إدلب وحلب أمام الجيش السوري وتخليه عن مرتزقته وشروطه لقبول الهدنة المجحفة بحقهم.
وأشار المصدر إلى أن النظام التركي عتّم على عدد قتلاه خلال المعارك الأخيرة التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار، والتي تجاوزت أكثر من ٢٠٠ قتيل خلال أسبوع، وما يزيد على ٤٠٠ جريح أصيب معظمهم في معارك سراقب والمناطق المحيطة بها، لاسيما النيرب وقميناس، وداخل مطار تفتناز.
ونوه إلى هروب أكثر من ٣٠٠ جندي تركي من خطوط التماس ونقاط المراقبة المحدثة التركية في إدلب وريف حلب الغربي، وخصوصاً المتطوعين منهم، والذين جرى تعويض أعدادهم وفرض قيود وعقوبات مغلظة على الفارين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن