رياضة

إخفاء الشباب

مالك حمود :

ما كنت أود الكتابة عن كرة السلة للأسبوع الثاني توالياً، لكن الأحداث تفرض نفسها، فعملنا السلوي يفترض تقوية المسابقات خصوصاً الفئات العمرية وصولا للمنتخبات الوطنية ولكن اتحاد السلة يفاجئنا بالتوجه نحو إلغاء دوري الشباب!
قد تكون حجته بأن الاتحاد الآسيوي ألغى تلك الفئة من روزنامة مسابقاته الرسمية، وثمة حجة أخرى تتمثل بفقر أنديتنا للاعبي تلك الفئة نتيجة الهجرة ما يدفع عدداً كبيراً من الأندية للرغبة في عدم المشاركة في الدوري على اعتبار أن اتحاد السلة استمزج آراء الأندية بشكل مسبق، ومع احترامنا لوجهة نظر الاتحاد لكن كل هذه الأسباب لا تشكل موجبا لإلغاء المسابقة الرسمية الخاصة بالفئة الأهم لكونها الرابط بين الناشئين والرجال، فإلغاء فئة الشباب من أجندة المسابقات الآسيوية لا تعني التأثر بها وإسقاطها على سلتنا التي يحتاج فيها اللاعبون الشباب إلى أكبر قدر ممكن من المباريات الرسمية، وقد تكون الفكرة أن هؤلاء الشباب سوف ينضمون لفرق الرجال في أنديتهم وهنا السؤال: كم لاعباً من فئة الشباب يمكنه اللعب مع فريق الرجال؟ أو يمكن أن يأخذ فرصته؟! وهل وجود اللاعب الشاب على كرسي الاحتياط يعتبر الحل الفني المجدي والمفيد له؟! وحتى لو كانت رغبة الأندية عدم المشاركة بالمسابقات الرسمية لهذه الفئة فهل نتركها على راحتها؟!
مشاركة الأندية في مسابقات الفئات العمرية أهم من مشاركتها في مسابقة الرجال التي باتت تعتمد على لاعبين معمرين، فالبناء الشامخ يستمد قوته من قوة أساساته، وحينما يفرض على الأندية المشاركة في دوري الشباب فسوف تعمل بجد واجتهاد لبناء فريق شاب وإعداده وتحضيره للمشاركة نظرا لوجود الدافع وغياب الكيفية، وحتى لو كان لديها نقص في اللاعبين من عمر تلك الفئة فالحل سيكون في ترميم فرقها من فئة الناشئين، وعندها نكون حافظنا على ما تبقى من لاعبي تلك الفئة وحافظنا على حاجتهم الفنية في التسلسل التحضيري وصولا لفئة الرجال، وبذات الوقت نكون قد وفرنا للاعبين الناشئين عدداً إضافيا من المباريات التي تمنحهم الخبرة والتمرس خصوصاً أنها ستلعب في دوري الشباب وعلى مبدأ (زيادة الخير خير) وما أحوج اللاعبين الصاعدين للمباريات الرسمية!
نقدر اهتمام الاتحاد بالناشئين واستحداث حوافز ومسابقات إضافية ونوعية لها للموسم القادم، ولكن العمل يجب أن يكون متكاملا، وتجنبا لوجود فجوة في بنيان سلتنا فإننا نرجو من اتحاد اللعبة إعادة النظر في فكرته والبحث في المصلحة الحقيقية للسلة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن