الأولى

«النصرة» قلّصت المسار ومرتزقة أنقرة تخرج عن «توجيهاتها»! … الجيش يحافظ على التهدئة وتركيا تفشل في أول اختبار لتسيير الدوريات المشتركة على «M4»

| حلب - خالد زنكلو

حافظ الجيش العربي السوري على التهدئة المعلنة وسارية المفعول في آخر منطقة لخفض التصعيد في ادلب في يومها العاشر أمس، في إطار «اتفاق موسكو» الروسي التركي، وفي ظل إخفاق النظام التركي بصفته ضامناً للاتفاق في أول اختبار له بتسيير دوريات مشتركة مع الجانب الروسي في الموعد المحدد لها على طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بـ«M4» بدءاً من سراقب شرقي المحافظة.
وجدد مصدر ميداني في ريف إدلب الشرقي لـ«الوطن»، تأكيده على تمسك الجيش السوري باتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على مكتسباته، وعلى رأسها فتح الطريق الدولي حلب اللاذقية ابتداء من بلدة الترنبة على بعد ٢ كيلو متر، من مدينة سراقب لجهة الغرب وعلى امتداد ٧٠ كيلو متراً، حتى تل الحور أقصى الحدود الإدارية الغربية لمحافظة إدلب.
وأضاف المصدر: إن يوم أمس لم يشهد أي خروقات من قبل الإرهابيين على طول خطوط الاشتباك من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وحتى ريف حلب الغربي بالتزامن مع استعداد الجانبين الروسي والتركي لتسيير أول دورية مشتركة على جانب الطريق الدولي.
وفيما أنهت الجهات المختصة السورية منذ يومين تهيئة الأوتستراد الدولي أمام حركة المرور من مدخل اللاذقية الشرقي باتجاه حلب، وحتى آخر نقطة لوجود الإرهابيين، خسر النظام التركي رهان موسكو عليه لتهيئة الظروف الملائمة لتسيير أول دورية مشتركة بين الطرفين على جانبي الطريق سوى لمسافة قصيرة، دفعت موسكو على لسان وزارة الدفاع الروسية أمس إلى إعلان «تقليص المسار» للدورية و«إمهال» الجانب التركي «مدة إضافية»، لم تحدد فترتها، «لتحييد الإرهابيين وتأمين مسار الدوريات وضمان سلامة السكان»، وذلك بعد تجمع عشرات المحتجين على الطريق الدولي عند مفرق بلدة النيرب وعرقلتهم لمرور الدورية.
وقال شهود عيان لـ«الوطن»: إن الدورية المشتركة الروسية التركية انطلقت أمس، بمرافقة طائرات مسيّرة لمراقبتها، كل في مسارها شمال وجنوب الأوتستراد الدولي اعتباراً من بلدة الترنبة ولمسافة لا تتعدى ٤ كيلومترات باتجاه بلدة النيرب غرباً، حيث تجمهر نحو ٦٠ معتصماً من الرافضين للعملية، وفتح الطريق أمام حركة المرور، الأمر الذي اضطر الدورية للتوقف دون إكمال مهمتها.
وبين الشهود أن هناك عقبات كثيرة تنتظر تسيير الدورية المشتركة لاحقاً، ومنها وجود سواتر ترابية على الطريق الدولي، قام محتجون حرضتهم «جبهة النصرة» على إقامتها ومواصلة حركة الاحتجاج عندها، في ظل تهاون وعجز جيش الاحتلال التركي عن إزالتها على الرغم من آلاف الجنود والآليات التي استقدمها إلى المنطقة المحيطة بالطريق.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيات شكلتها تركيا في إدلب لـ«الوطن»، أن الاستخبارات التركية دعت أمس، وعقب إخفاق أنقرة بتسيير الدورية المشتركة، قادة الميليشيات المشكلة لما تسميه «الجيش الوطني» إلى اجتماع سيعقد اليوم الإثنين عند الحدود التركية، لمناقشة سير عملية تطبيق بنود «اتفاق موسكو»، وإعادة تسيير الدورية المشتركة مع روسيا بعد إزالة العراقيل التي تعترضها.
وأعربت المصادر عن قناعتها بأن النظام التركي قادر لو أراد، على فرض قراراته وأجندته على جميع المرتزقة والإرهابيين، لكن ما يحدث على الأوتستراد الدولي لا يتعدى كونه مسرحية من مسرحيات زعيم أنقرة رجب طيب أردوغان، للمماطلة بتنفيذ الاتفاق والالتفاف عليه لتعديله ونسفه، كما فعل تماماً باتفاق «سوتشي» لعام ٢٠١٨ والخاص بالمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن