ثقافة وفن

في عيد الأم حقائق عالمية غير معروفة

| سوسن صيداوي

نكبر ويكبر فينا حبّنا لأمهاتنا، فالحبل السرّي بيننا لم ينقطع حقاً من بعد الولادة، بل يبقى رابطاً بيننا بغريزة وعاطفة كبيرة لحب والدتنا سرّ وجودنا في حياتنا، ولأنّ لعيد الأم قيمة إنسانية لا محدودة كان تكريماً لها اختيار يوم للاحتفال بأمهات العالم بطقوس كلّها فرح ومباهج، مع أنني أفضل ألا يكون تكريم ست الحبايب في يوم عيدها فقط، بل أن يكون إكرامها يومياً وبكل المناسبات، ولكن سأكتفي في موضوعي هذا بمناسبة عيد ربيعي، يوم أمي الغالية، بأن أدعو لها ولكلّ أم في العالم بدوام القوة والصحة الجسدية، وأن يمتلئ قلبهنّ دائماً بالأمان والسلام والحب الكبير الذي منحونا إياه حتى اللحظة.
وسأذهب معكم بالحديث عن تقاليد دوليّة وطقوسيّة للاحتفال بهذا اليوم الذي يختلف تاريخه باختلاف دول العالم.

عيد الأم بتواريخ مختلفة
لتكريم رمز الحنان والعطاء اللامحدود، التي بذلت ذاتها ونفسها بالتضحيات لأجل الأبناء، يقام احتفال سنوي مختلف التواريخ في أنحاء العالم من أجل الأمهات، وهذا الاحتفال انتشر في القرن العشرين ويصادف في العالم العربي 21 آذار من كل عام، ومصر هي أول دولة تحتفل بعيد الأم في التاريخ المذكور أعلاه، والبداية كانت منذ عام 1956 عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه في صحيفة أخبار اليوم المصرية، وقصّت عليه قصة حياتها وكيف أنها صارت أرملة وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير «فكرة» يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل والتذكير بفضلها.
أما عن دول العالم، يُحتفل بهذه المناسبة في الولايات المتحدة الأميركية في ثاني أحد من أيار، لذلك يختلف تاريخ الاحتفال به من عام لآخر، وهناك الكثير من الدول في العالم التي حذت حذوها وتحتفل معها في هذا اليوم من الدول على سبيل الذكر:استراليا والنمسا وبلجيكا وبنغلاديش والصين وكندا وكولومبيا والبرازيل وكرواتيا والإكوادور وإستونيا وفنلندا وألمانيا واليونان والهند وإيطاليا واليابان ولاتفيا وماليزيا ومالطا والفلبين وجنوب إفريقيا وسويسرا وتايوان وهولندا وتركيا وفنزويلا وزامبيا.
في حين تحتفل بريطانيا بعيد الأم في الأحد الأخير من شهر آذار من كل عام ويعرف بأحد الأمهات، وأما عن الخلفية التاريخية للاحتفال فإنه ليس لها علاقة بالأمهات وتعود إلى القرن السادس عشر، وارتبطت بزيارة المسيحيين للكنيسة الأم في عيد الفصح، وفي الماضي كان الموظفون يحصلون على عطلة للعودة إلى مساقط رؤوسهم للصلاة مع أسرهم وخلال طريق العودة كان هؤلاء الموظفون الشباب يحملون الزهور لأمهاتهم.
بينما دولة النرويج هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتفل بعيد الأم في شباط، وتحديداً في ثاني أحد منه، وهو تقليد ديني في الأساس، وفي مكان آخر من العالم، في السويد تحتفل بعيد الأم في آخر يوم أحد من حزيران، أما فرنسا فتحتفل به في أول يوم أحد من حزيران سنوياً.

عادات وتقاليد احتفالية دولية
مظاهر الاحتفال في يوم الأم تختلف باختلاف دول العالم، وسندور معكم حول العالم بمحطات تختلف عنا في طقوسها الاحتفالية، فعلى سبيل الذكر أولى المحطات في الولايات المتحدة الأميركية، فيوم الأم يكون عطلة رسمية وترفع فيه الرايات الأميركية فوق البنايات العامة والخاصة، وثاني محطة في المكسيك حيث يحتفل الشعب المكسيكي في اليوم العاشر من أيار. في حين في إثيوبيا يستمر الاحتفال من يومين إلى ثلاثة أيام فور انتهاء موسم الشتاء.
أما اليابان فتنظم معرض «أمي» الذي يتضمن رسوم الأطفال لأمهاتهم، فضلاً عن إقامة المعرض المتجول كل أربعة أعوام.
في حين يحتفل الشعب الإسباني في الثامن من كانون الأول، وهذا اليوم يرتبط بيوم تكريم الكنيسة للسيدة مريم العذراء، ومحطتنا التالية في صربيا التي تحتفل في الأحد الأول من كانون الأول، وتستمر الاحتفالات لثلاثة أيام.
أما محطتنا الأخيرة في الهند، حيث يستمر الاحتفال بالعيد عشرة أيام في تشرين الأول، ويطلق عليه «درجا برجا»، وهو اسم قديسة في المعتقدات الهندوسية، ويمثلونها على أنها طويلة القامة، ولها عشر أذرع وتحمل في كل ذراع سلاحاً للقضاء على الشر.
احتفاليات الأبناء بأمّهاتهم

في عيد الأم وما هو معتاد بأن يبحث الأولاد -بحسب الإمكانات- على ما يثير فرحة أمهاتهم في يومها، وتتنوع الهدايا لست الحبايب ما بين الورود والهدايا والشوكولا والعطور والحلويات، ولكن هناك اختلاف في الطقوس الاحتفالية لهذا العيد فمثلاً في أستراليا تتميز مراسم العيد بارتداء شعبها اللون الأبيض لتكريم الأم المتوفاة، والألوان الزاهية للاحتفال بالأمهات الأحياء، أما كما ذكرنا أعلاه في صربيا حيث يحتفلون بعيد الأم لثلاثة أيام ولكن تكون الاحتفالات الشعبية على الشكل التالي: ففي يوم العيد الأول يقوم الآباء بتقييد الأبناء ثم إطلاق سراحهم فور الاعتراف بولائهم، وفي اليوم الثاني يقيد الأبناء الأمهات حتى تُعطى لهم الحلوى والهدايا، أما اليوم الثالث فيحتفل الأبناء بعيد الأب ويقيّدون الأب ثم يطلقون سراحه بعد أن يمنحهم وعده بشراء الملابس الجديدة، على حين في الهند من عاداتهم في هذا اليوم أن يقوم الأبناء بإهداء الأم المال وغسل ملابسها كتكريم لها، وفي السويد يحضّر الأبناء الفطور لوالدتهم التي تبقى في فراشها مسترخية طوال الوقت وتطلب الأمور التي تريدها، في كرواتيا يلجأ الأطفال إلى تقييد والدتهم في السرير خلال نومها لتستيقظ فتجد نفسها غارقة في الهدايا الجميلة التي وضعت إلى جانبها، وفي اليابان يحتفل اليابانيون بعيد الأم من خلال طهي الطعام لأمهاتهم إلى جانب إهدائهن ورد القرنفل الأحمر، وأخيراً في المكسيك تمتلئ الشوارع والساحات بالألوان المبهجة والزينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن