قضايا وآراء

الديمقراطيون: «الأولوية ليست للإيديولوجيا وإنما لمن يستطيع هزيمة ترامب»!

| دینا دخل اللـه

لا شك في أنه من الضروري التأكيد، مرة أخرى، على أن ما يحدث في الانتخابات الرئاسية الأميركية يهم العالم، ويهمنا بشكل خاص كوننا نتعرض لمشاريع الهيمنة الأميركية المباشرة.
على الرغم من أن السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز كان متصدر الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي بدأت قبل نحو الشهر، إلا أن منافسه الأبرز في الانتخابات نائب الرئيس السابق جو بايدن استطاع أن يتفوق عليه وأن يحصد أغلب أصوات المندوبين في الولايات التي صوّتت حتى الآن.
وبعد انسحاب باقي المرشحين الديمقراطيين، انحصر السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة بين المرشحين بايدن وساندرز، فكيف استطاع جو بايدن التفوق على ساندرز مع أن الأخير يمثل ثورة في النظام الحزبي والسياسي الأميركي؟
معطيات كثيرة ساعدت جو بايدن في التفوق على منافسه بيرني ساندرز لعل أهمها:
1- قد يتفق الناخبون الديمقراطيون وخاصة الشباب منهم مع بيرني ساندرز في نظرته للكثير من قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة، كضرورة تأمين الرعاية الصحية المجانية للجميع والتعليم وقروض الطلبة وضعف النظام المالي، كما أنهم يتفقون معه في فكرة أن النظام الأميركي يعمل ضد المواطنين البسطاء، لكن معظم الناخبين الديمقراطيين يعتبرون أن بايدن هو الأقدر على هزيمة الرئيس الحالي دونالد ترامب، لذلك يأمل أغلب الديمقراطيين أن يعطي مؤيدو ساندرز أصواتهم لبايدن، إذ رأت صحيفة «الغارديان» أن رغبة الديمقراطيين الأولى هي هزيمة ترامب «وليس الإصلاح الاجتماعي»، لذا يرون أن بايدن هو الخيار الآمن والأفضل لإتمام هذه المهمة مقارنة بساندرز. ولكن وفق رأي الكاتبة كيتي هيرزوغ «يمكن أن يصوّت الشباب الداعمون لساندرز لمصلحة ترامب احتجاجاً على خسارة مرشحهم، وفي هذه الحالة التصويت لبايدن لن يكون آمناً».
2- اعتبر الكثيرون أن النجاح الكبير الذي حققه بايدن في الانتخابات التمهيدية ابتداء من «الثلاثاء الكبير» في الثالث من الشهر الجاري إلى الآن يعود إلى أن المؤسسة الديمقراطية أنقذته. إلا أن صحيفة «واشنطن بوست» ترى أن ما حدث هو أن الأميركيين من أصل إفريقي هم الذين أنقذوا بايدن.
يقول الكاتب آرون بليك إن «بايدن راهن بحملته على الانتظار لنتائج التصويت في الولايات ذات الأعداد الكبيرة من الناخبين ذوي أصول إفريقية»، خاصة أن مؤيدي بايدن أغلبهم من كبار السن والأميركيين الإفريقيين.
استثمر بايدن تأييد جيمس وي كليبرن، أحد قادة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، لتحقيق فوز كبير في ولاية ساوث كارولاينا، حيث الناخبون الإفريقيون يشكلون 57 بالمئة من عدد الناخبين، فقد حصل بايدن على 57 بالمئة، أما ساندرز حصل على 18 بالمئة، وأكدت الصحيفة أن استطلاعاً للرأي أجرته الصحيفة بالتعاون مع شركة «ايبسوس» العالمية للأبحاث في كانون الثاني الماضي أظهر أن بايدن سيحصل على تأييد 48 بالمئة من أصوات الأميركيين الإفريقيين في جميع أنحاء البلاد.
3- عدم قدرة ساندرز على توسيع دائرة الناخبين الديمقراطيين، إذ كتب فيليب بومب في «واشنطن بوست إن ساندرز «لم يقدم تأكيدات دقيقة على حجته في أنه جدير بالانتخاب»، كما أن عدد الناخبين الشباب الذين شاركوا في التصويت كان قليلاً، وأظهرت استطلاعات الرأي أن واحداً من ثمانية ناخبين فقط كانت أعمارهم تتراوح بين 18 و29 عاماً، على حين كان عمر ما يقارب الثلثين فوق 45 عاماً وهم من أنصار جو بايدن بالأغلب.
4- تقليدياً يصوت الأميركيون اللاتينيون لمصلحة الحزب الجمهوري لأنهم يعتبرون الحزب الديمقراطي حزباً يسارياً يذكرهم بالأنظمة اليسارية الاشتراكية التي كانت في بلادهم ككوبا وفنزويلا ونيكاراغوا إلا أن الديمقراطيين منهم يفضلون بايدن المعتدل عن ساندرز الاشتراكي، هذا ما أكده المستشار في الإستراتيجية السياسية فيرنان أماندي لمجلة «بوليتيكو» إذ قال: «في كل مرة يفتح فيها ساندرز فمه ويعيد التأكيد على أنه اشتراكي يعطي لبايدن في فلوريدا المزيد من الناخبين اللاتينيين».
من الواضح أن هذه المعطيات جعلت جو بايدن المرشح الأوفر حظاً في نيل ترشيح حزبه لخوض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس ترامب. لكن هل ستكون كفيلة بإيصال جو بايدن لسدة الرئاسة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن