من دفتر الوطن

ويسألونك عن الغد!!

عبد الفتاح العوض :

نسأل أنفسنا كيف ستكون سورية غداً.. وأين وما هذا الطريق إلى الغد.
البعض يشكك في إمكانية العودة إلى الحالة الطبيعية لسورية، فهذا الدمار في القلب والروح والجسد السوري يحتاج إلى معجزات للشفاء.
ثمة من يقول نحتاج عشر سنوات أو عشرين، وآخرون يتحدثون عن عقود أكثر والبعض يبالغ بعدم إمكانية رؤية سورية في حالة طبيعية على الأقل في مداهم المنظور.
قبل أن أناقش أياً من هذه الهواجس، هل من المبكر الحديث عن اليوم التالي للأزمة؟
بمعنى آخر.. هل نحن قريبون أم بعيدون عن حل الأزمة السورية؟!
أضواء نهاية النفق تبدو في بعض الأحيان واضحة للعيان لكنها في أحيان أخرى تتلاشى حتى لا يستبين للناظر نهاية قريبة لهذا النفق الطويل والغارق في كل الاحتمالات الممكنة.
وأضواء نهاية النفق تتبدى علامات في وضوح الحديث عن الحل السياسي وكذا في إدراك أن هذا الحل ليس طلاسم من الصعب إدراكها، بل هو خطوات واضحة ملخصة بنقطتين: توسيع دائرة المشاركة.. والاحتكام لصناديق الانتخاب.
غير ذلك ليس إلا تنويعات قد تضر أكثر مما تنفع.. أو هي شروح لقانون واحد.. الحل بالحوار ولا غيره، ثم إن المشتركات بين الدول الفاعلة في الأزمة السورية صارت أكثر.
فالآن لا أحد يجرؤ على الأقل «علناً» على محاباة التنظيمات الإرهابية المسلحة ومغازلتها لأنها فقط تحارب النظام.
لقد مرت فترة من الزمن تعاملت دول مع بعض هذه التنظيمات على أنها «معارضة»!
وأيضاً انتهت أو أوشكت أن تنتهي فرص الحديث عن معارضة مسلحة «معتدلة».. والإدارة الأميركية أوقفت التدريب مجبرة.
السلاح يعني إرهاباً وليس له اسم آخر إلا إذا كان شرعياً ومشروعاً.
أعود هنا إلى مناقشة هواجس السوريين في مدى إمكانية رؤية سورية في حالتها الطبيعية بعد الذي جرى.. وما جرى خطير ومؤلم وكبير. بلا ادعاء تفاؤل..
مرحلة ما بعد الأزمة ستكون استعادة السوريين لحياتهم الطبيعية ولرونق بلدهم بأسرع وأكثر مما يتوقع أحد.
ليس لأن الانتعاش هو حالة تحدث بعد مراحل الحروب والمآسي.. وهذا أحد قوانين الحياة العجيبة.
بعد مراحل السبات تزهر الحياة مثل الربيع بعد الشتاء.
بل لأن السوريين يمتلكون أيضاً خاصية مميزة تتمثل في قدرتهم على التجدد.. طائر الفينيق يمتلك الجنسية السورية ولهذا فإن انبعاث الحياة السورية لن يحتاج إلى وقت طويل.
اليوم التالي للأزمة.. يوم مشرق..

أقوال:
• القائد هو تاجر الأمل.
• بالخيال تستطيع رؤية المستقبل.
• إنني أهتم بالمستقبل لأني سأقضي فيه بقية حياتي.

خربشات
• يخرج علينا «محلل» لا أدري في أي مختبر يعمل ويقول لك على مسؤوليتي وأنا مسؤول عن هذا الكلام.. وينتهي البرنامج بالتمنيات السعيدة للمشاهدين الأعزاء.!
.. يقول متابعون: من هذا ليقول على مسؤوليته.. وهو لا يكاد يكون مسؤولاً عن نفسه!!..
بعض هذا الخراب من «تحليلاتكم»!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن