شؤون محلية

القاضي الشرعي الأول بدمشق لـ«الوطن»: 1000 معاملة إذن سفر يومياً للقاصرين في المحكمة الشرعية … 50% من عقود الزواج تتم بوكالات من خارج القطر

ميليا عبد اللطيف :

أكد القاضي الشرعي الأول في دمشق محمود المعراوي في تصريح خاص للوطن أنه يتم انجاز ما بين 500-1000 معاملة إذن سفر يومياً للقاصرين الذين أولياؤهم خارج البلد ما يدل على ازدياد الهجرة بين هذه الفئة العمرية، مبيناً أن أغلب تلك المعاملات تتجه إلى دول مختلفة حيث تحتل لبنان المرتبة الأولى تليها تركيا وبعدها تأتي دول أوروبا وأبرزها هولندة- ألمانيا بالمرتبة الثالثة وقد ارتفعت الهجرة إليها من 10% العام الماضي لتصل إلى 25% هذا العام، علماً أنه لا يوجد إحصائية دقيقة لكن يتضح ذلك من خلال التعامل اليومي مع تلك القضايا أمّا الهجرة إلى بقية الدول العربية فتأتي في المرتبة الأخيرة.
وأشار القاضي الشرعي الأول إلى أن 50% من عقود معاملات الزواج أو تثبيتها يومياً تتم بموجب وكالات من خارج القطر فعندما تأتي للمحكمة الشرعية معاملة عقد زواج أو تثبيته يكون مرفقاً بوكالة من البلد الذي يقيم فيه كلا الزوجين أو أحدهما ويتم ذلك بعدة أساليب إما معاملة زواج إدارية تقدم للمحكمة الشرعية إدارياً وبعد التدقيق والتأكد من أنها مكتملة يتم الموافقة عليها وتصديقها من المحكمة، وهناك أيضاً حالات تثبيت زواج يكون فيها الزوجان إما متزوجان عرفياً قد يكون عند المرأة حمل أو أن لديهما طفلاً لكنهما غير مسجلين في المحكمة لذلك يتم العمل على الإسراع في تثبيت زواجهما، وهذا مؤشر آخر على تزايد الهجرة بدليل كثرة عدد الوكالات الواردة إلى المحكمة من خارج سورية.
ومن وجهة نظره الشخصية يرى القاضي المعرواي أن الهجرة بمثابة الخطأ الكبير على أبناء سورية، لأن السوري عندما يهاجر يفقد كرامته وهويته العربية، والأخطر من ذلك يفقد معتقده فهو يمضي على أوراق في البلد المضيف مفادها الالتزام بعادات وتقاليد تلك البلد لافتاً أن الإنسان الشرقي يمتلك قيماً وعادات موروثة لكنها تضيع بين ثنايا الهجرة فلا يجد لها مكاناً هناك، حيث يختلف الموروث الثقافي والحضاري السوري كلياً عن الموروث في بلاد الغرب وفي المحصلة فإن ذلك يؤدي إلى تفكيك العائلة السورية وضياعها، وختم القاضي الشرعي الأول بالقول رغم كل ما حصل في سورية نتيجة الحرب الظالمة عليها فهي لا تزال مملوءة بالخيرات.. وتحتاج لأهلها ولسواعد شبابها وأفكارهم ونشاطهم موجهاً نداء لكل أبناء سورية بعدم مغادرتهم لها، ويقول لا ننسى مقولة أحد رجال الدين والعلماء الكبار عندما نصح أحدهم بعدم السفر حيث قال الإقامة عين الكرامة، مبيناً أن المال الذي يعطى للسوريين من الدول التي يهاجرون إليها، لها أهداف وغايات أخطرها سلبهم الثقافة- العقيدة – الفكر- إضافة إلى ضريبة الهجرة الكبيرة التي سوف تظهر نتائجها وتداعياتها السلبية على الأجيال القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن