رياضة

لمستقبل رياضي وعلمي

مالك حمود :

تنجح رياضتنا كثيراً عندما تتعامل بالمنطق العلمي والأكاديمي.. وتتفوق حينما تعطي أهل العلم والمعرفة باختصاصهم مكانتهم وفرصهم في العمل والتعبير.
كلام العلم والرياضة يلتقيان من خلال مذكرة التفاهم التي وقعها الاتحاد الرياضي مع جامعة دمشق، بهدف تطوير التعاون المشترك في مجالات البحث والتدريب على أن تقوم الجامعة بإتاحة المجال أمام المهندسين العاملين في الاتحاد للتقدم إلى دراسات التأهيل والتخصص التي تمنحها الجامعة في كلية الهندسة المعمارية.. للخطوة أهميتها وفوائدها لكنها تبقى ضيقة لاقتصارها على عدد محدود من الرياضيين، على حين تبدو رياضتنا بحاجة لخطوات أوسع وأكبر لتخديم وتحفيز عدد أكبر من الرياضيين الشبان والمتفوقين وتفتح أمامهم آفاق التحصيل العلمي واستمرار التفوق الرياضي وتطويره إلى تألق ونجاحات وإنجازات.
وهنا السؤال: لماذا لا يتم العمل على إعادة نظام التفوق الرياضي لتسجيل الرياضيين في الجامعات السورية، ولماذا لا يتم التنسيق مع وزارة التعليم العالي على إلزام الجامعات الخاصة (وما أكثرها في بلدنا) على احتضان الرياضيين المتفوقين بمنح دراسية داخلية، وذلك ضمن أعداد معينة وملبية ووفق مقاييس محددة للتفوق الرياضي الحقيقي، ولا ننكر بأن بعض الجامعات تبادر من نفسها بإعفاء بعض الرياضيين المتميزين من رسوم التسجيل سواء للعب مع الفريق الرياضي للجامعة أو من باب التشجيع الرياضي، لكنها تبقى أيضاً محدودة وحالات خاصة، لكن لماذا لا تأخذ الأمور الصفة الرسمية والعامة وعدم اقتصارها على مبادرات قد لا تكتمل، ومن يضمن لتلك الجامعة استمرارها باحتضان ذلك الرياضي طوال سنوات دراسته الجامعية؟ الأمثلة موجودة، وإحدى الجامعات الخاصة سحبت المنحة الدراسية من أحد الرياضيين الحائزين الميدالية الذهبية في البطولة العربية، ومتى؟ بعدما صار في الصف الثالث باختصاصه الجامعي..! وحجة إدارة الجامعة (الضائقة المالية وتخفيف النفقات)..! ولم تنفع كل محاولات إعادة الطالب حينها، ليترك الدراسة الجامعية على أثرها ويسافر.
ليس الهدف من الكلام فتح المواجع وإنما التذكير بالأولويات والضرورات، وحينما نؤمن المستقبل الدراسي للرياضي المتفوق نكون قد حافظنا على رياضتنا قوية ومستمرة. وأمنا الحافز المشجع للرياضي على العطاء وعدم القلق من المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن