رياضة

سنة الكون

محمود قرقورا :

لكل بداية نهاية ولكل أجل كتاب، ومصير أي لاعب مع كرة القدم كتابة أغنية الوداع بمشاعر ممزوجة بالفرح حيناً والحزن والأسى حيناً آخر.
عظماء الكرة في أي بلد يقاسون بمدى ما حققوه من إنجازات، ولكن الذاكرة تبقى حافظة القياسيين من ممثل أعلى وهداف تاريخي، ويمثلهما عندنا ماهر السيد ورجا رافع.
عقب مباراة سورية وأفغانستان الأخيرة ضمن التصفيات المونديالية أعلن رجا رافع الهداف التاريخي لمنتخب سورية اعتزاله الدولي كرد فعل على آراء قاسية وردود أفعال لم تنصفه، وكأنه مسؤول مباشر عن الخسارة أمام اليابان.
لا شك أن القرار متوقع ولكن إكرام النجوم لا بالقسوة عليهم والتخلي عنهم عندما يكونون بحاجتنا، ونجزم أن رجا يستحق نهاية دولية مختلفة مئة وثمانين درجة عن النهاية الحالية، ولذلك يجب العمل على تحضير كرنفال اعتزالي يليق به، وإذا عجز أصحاب الشأن عن ذلك فلتكن مباراة سورية وكمبوديا المقبلة بمنزلة مباراة اعتزالية يشارك في دقائق معدودة أواخر المباراة المحسومة سلفاً من جهة والتي لن تؤثر نتيجتها في سير عجلة منتخبنا المونديالية من جهة ثانية.
عندما نرجع إلى تاريخ الكرة السورية نجد قلة قليلة حظيت بكرنفال اعتزالي كسمير سعيد على هامش بطولة العالم العسكرية التي استضافتها دمشق 1977 وكيفورك مردكيان الذي يتذكر الجميع ليلته الوداعية مع معشوقته، وأذكر اعتزال وليد أبو السل في مدينته درعا بلقاء بين سورية والعراق وكذلك نزار محروس الذي حظي بمشاركة فنان الشعب دريد لحام، وبقية النجوم ودّعوا دون ضجيج بمباريات محلية لا ترتقي لسمعتهم وبصمتهم في كرة القدم السورية.
نتمنى من أصحاب الشأن التحرك فعلياً في اتجاه رد اعتبار رجا رافع، وإذا لم تكن مباراة كمبوديا سبيلاً فلتكن مباراة مع إحدى دول الجوار، وما أجملها من مناسبة إن اجتمع ماهر السيد ورجا رافع في مباراة أخيرة يحمل كل منهما شارة القيادة في شوط!
طلبنا ليس تعجيزياً ولكن يحتاج جدية في التعامل مع الطرح فهل من آذان مصغية كي يبقى تمثيل الوطن شرفاً أسمى من الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن