سورية

تناقض سعودي ألماني بشأن دور الرئيس الأسد … شتاينماير: مصلحة الجميع يجب أن تكون في الحفاظ على سورية كدولة

وكالات :

اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن إطلاق روسيا عمليتها العسكرية لضرب التنظيمات الإرهابية في سورية زاد من تعقيد الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل سياسي في سورية، وشدد على أهمية المحافظة على سورية دولة موحدة بغض النظر عن الدور الذي من الممكن أن يؤديه الرئيس بشار الأسد.
وفي حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية المملوكة من آل سعود نشر أمس، شدد شتاينماير، الذي التقى في ثاني أيام زيارته إلى السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز، على ضرورة أن يكون هناك تنسيق في الإجراءات بين واشنطن وموسكو على المستوى العسكري من أجل الحيلولة دون المزيد من التصعيد، وأشار إلى أن بلاده «ستراقب عن كثب حقيقة استهداف الغارات الروسية فعلاً لجماعتي تنظيم داعش والقاعدة».
ووصل شتاينماير إلى السعودية قادماً من إيران، في مسعى منه لفتح قنوات اتصال بين البلدين اللذين تصاعدت حرارة الحرب البادرة بينهما مؤخراً وباتت تغطي مسارح العراق وسورية ولبنان.
وكشفت زيارة شتاينماير عن تناقض ألماني سعودي بشأن دور الرئيس الأسد في حل الأزمة السورية.
ففي مؤتمر صحفي مشترك عقده شتاينماير مع نظيره السعودي عادل الجبير في ختام زيارته للسعودية وعقب مباحثاته مع الملك سلمان، كرر الجبير موقف السعودية الرافض لأي دور يؤديه الرئيس الأسد في أي حل سياسي للأزمة في سورية، وفقاً لما نقله موقع «العربية نت».
ودعت ألمانيا صراحة إلى التفاوض مع الرئيس الأسد لإنهاء الأزمة السورية. وأشار شتاينماير إلى أن الأهمية للمحافظة على سورية موحدة بغض النظر عن الدور الذي من الممكن أن يؤديه الرئيس الأسد.
وفي مقابلته مع «الشرق الأوسط»، قال الوزير الألماني رداً على سؤال عن إمكانية أن يكون الرئيس بشار الأسد جزءاً من الحل في سورية: «يجب أن تكون مصلحة الجميع في الحفاظ على سورية كدولة يمكن أن تتعايش فيها يوماً ما كل المجموعات العرقية والدينية سلمياً من جديد، وقد لا يكون دور (الرئيس) الأسد بالأهمية المصيرية التي يتصورها البعض».
من جهة أخرى، دعا شتاينماير في المؤتمر الصحفي السعودية ودولاً خليجية أخرى إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين الهاربين من الحرب والعنف في الشرق الأوسط. وبرز تناقض ألماني سعودي حيال دور الرئيس الأسد في حل الأزمة السورية.
وقال شتاينماير، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز»: «بالطبع نريد المنطقة بأكملها هنا في الخليج العربي أن تشارك في تقديم مساعدات إنسانية للاجئين». مبيناً أن هذا ينطبق أيضاً على إيواء اللاجئين. وتواجه الدول الخليجية انتقادات لعدم استضافة لاجئين سوريين، وترد هذه الدول على تلك الانتقادات بالتأكيد أنها استضافت بالفعل مئات الآلاف من السوريين منذ 2011 بينهم نصف مليون في السعودية ومئة ألف في الإمارات لكن ليس كلاجئين.
وفي حديثه مع «الشرق الأوسط»، نفى الوزير الألماني أن تكون بلاده قد وافقت على استقبال ما بين 800 ألف ومليون لاجئ في السنة الحالية، وقال: «ليس هذا صحيحاً تماماً، إننا لم نختر مثل هذا العدد أبداً»، وبيّن أن بلاده «فوجئت» بمدى تدفق اللاجئين الهائل من الشرق الأوسط، وخصوصاً من سورية. وأشار إلى أن «قدرات الاستيعاب المنتظمة للمؤسسات الآوية في ألمانيا (وصلت) إلى حدودها منذ زمن، وعلى الرغم من ذلك نواجه مهمتنا وهي مساعدة الأشخاص الذين يلجؤون إلى ألمانيا هرباً من العنف والحرب بكل ما في وسعنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن