سورية

تلويح قطري بتدخل عسكري مع الرياض وأنقرة وتصاعد في الحركة الدبلوماسية … لقاء رباعي روسي أميركي تركي سعودي في فيينا الجمعة.. وبوتين يطلع أردوغان وسلمان على نتائج زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو

الوطن- وكالات :

تصاعدت وتيرة الحركة الدبلوماسية من حول الحرب في سورية، بالترافق مع التلويح القطري بتدخل عسكري قطري سعودي تركي في سورية «لإنقاذ الشعب من النظام». وشملت الحركة الدبلوماسية اتصالين هاتفيين أجراهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الملك السعودي والرئيس التركي شرح لهما فيها ما دار خلال مباحثاته مع الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى اتصال هاتفي بين رئيسي الدبلوماسية الروسية والأميركية وضعا خلاله اللمسات الأخيرة على اجتماع فيينا الذي سيجمعهما يوم غد مع نظيريهما التركي والسعودي.
وذكر الكرملين، وفقاً لموقع «روسيا اليوم» أن بوتين أبلغ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز هاتفياً بنتائج زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو. وأكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» حصول الاتصال بين سلمان وبوتين. وأوضحت أن بوتين وسلمان بحثا العلاقات الثنائية، إضافة إلى الأوضاع في المنطقة ومستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. كما أطلع بوتين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس الأسد إلى روسيا، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وأوضح بيسكوف أنه جرى خلال الاتصال الهاتفي مناقشة الوضع في سورية وبحث التطورات الأخيرة هناك.
في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر رئاسية تركية أن أردوغان أبلغ نظيره الروسي أنه يشعر بالقلق من أن الهجمات على حلب بسورية والمناطق المحيطة بها قد تثير موجة جديدة من اللاجئين. وصعد الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه وسلاح الجو الروسي حملته في محافظة حلب، وبالأخص ريفيها الشرقي والجنوبي بقصد تطهيرها من إرهابيي «جبهة النصرة» وتنظيم داعش.
وأضافت المصادر: إن أردوغان سلط الضوء في المكالمة على الأهمية التي توليها تركيا لقتال «كل الجماعات الإرهابية بما في ذلك داعش»، مشيراً إلى الصلات بين وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية السورية، ومقاتلي «حزب العمال الكردستاني». وترفض روسيا اعتبار العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب منظمات إرهابية.
في غضون ذلك، تلقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جون كيري بحثا خلاله التطورات في سورية والتحضيرات لاجتماع روسي أميركي سعودي تركي، يعقد غداً الجمعة في العاصمة النمساوية على مستوى وزراء الخارجية، بحسب ما نقل موقع «روسيا اليوم» عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.
والإثنين الماضي، اقترح كيري عقد لقاء دولي حول سورية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والسعودية والأردن وتركيا على مستوى وزراء الخارجية. ولم تمض ساعات على اقتراح كيري حتى سارع مصدر روسي مطلع إلى الكشف عن اجتماع لوزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية سينعقد قريباً في فيينا لبحث سبل دفع العملية السياسية في سورية قدماً إلى الأمام.
وسبق هذه الاجتماع بروز تحول ضئيل في المواقف الأميركية والسعودية والتركية من مسألة تنحي الرئيس الأسد. وباتت واشنطن والرياض وأنقرة «تقبل» ببقاء الرئيس الأسد، لكن لفترة قصيرة «قبل أن يتنحى عن السلطة».
وفي هذا السياق، نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تعديل موقف بلاده حيال التسوية السورية، موضحاً أن أي عملية سياسية في البلاد يجب أن تأتي بضمانات على رحيل الرئيس الأسد. وقال: «ما أكدناه كحل دبلوماسي في مؤتمري جنيف 1 و2، واضح، وهو مرحلة انتقالية تضمن رحيل (الرئيس) الأسد، وليس بقاءه». وأردف مؤكداً: «المسألة الرئيسية هي أن تؤدي هذه المرحلة الانتقالية إلى رحيل (الرئيس) الأسد. ومهما كان مضمون النقاشات الجارية وراء الأبواب المغلقة، فإننا بحاجة إلى صيغة تضمن رحيله».
وشدد داود أوغلو على أن بلاده «لن توافق» على مرحلة انتقالية لا يقبلها الشعب السوري، مؤكداً ضرورة التركيز على صيغ رحيل الرئيس الأسد، عن السلطة. وأفاد أنه حتى في حال اتفاق الجميع على صيغة للمرحلة الانتقالية، إذا لم يقتنع أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري، مليونين و200 ألف منهم في تركيا، بأنها ستحمل السلام، ويرغبون في العودة إلى بلادهم فإن تلك العملية الانتقالية ليست حقيقية. وعلق المسؤول التركي على زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا، قائلاً: «ليته يبقى في موسكو لفترة طويلة.. بل ليته يبقى فيها دائماً، لتبدأ بذلك المرحلة الانتقالية». هذه المواقف تختلف عن أجواء التصعيد التي بثتها الدوحة. وأعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، عزم بلاده التدخل عسكرياً في سورية إذا اقتضت المسألة ذلك بالتعاون مع تركيا والسعودية!
وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية للأخبار، قال العطية: إن قطر ليس لديها مصالح جيوسياسية أو أجندة في سورية، مضيفاً: «إذا تتبعت الموقف القطري فقد بذلنا كل المحاولات وطرقنا كل الأبواب لإيجاد حل سلمي في سورية». وأضاف: «أي شيء سيؤدي إلى حماية الشعب السوري لن ندخر جهداً للقيام به مع السعوديين والأتراك، مهما كان هذا الشيء، وإذا كان التدخل العسكري سيحمي الشعب السوري فبالطبع سنقوم به».
وقبل أيام أجرت القوات القطرية، بالتعاون مع القوات التركية، تدريبات عسكرية باسم «نصر 2015»، يهدف إلى تدريب القوات القطرية على التخطيط والسيطرة، حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» عن منسق التدريبات عن الجانب القطري، والذي لم يشر إلى مكان وزمان التدريبات. وعن بروز ما يسمى قوى (4+1) «الحكومة السورية وروسيا والعراق وإيران إلى جانب حزب اللـه»، قال العطية: «نحن لدينا خياران في المنطقة: الأول يتمثل في الصراع وهو ما نحاول دائماً تجنبه، والخيار الثاني يتمثل في الحوار الجدي لحل مشاكلنا في بيتنا»، مضيفاً: «نحن لا نخشى أي مواجهة، ولهذا سندعو إلى الحوار من موقع القوة، لأننا نؤمن بالسلام، والطريق الأقصر للسلام يكون بالحوار المباشر».
وانتقد موقف مجلس الأمن الدولي في التعاطي مع الملف السوري، قائلاً: «مجلس الأمن الدولي لا يقوم بما فيه الكفاية لحماية الشعب السوري، لذلك حملنا على عاتقنا نحن وأصدقاؤنا مهمة القيام بكل ما بوسعنا لحماية الشعب السوري، عبر دعم المعارضة السورية المعتدلة».
وتحدث المسؤول القطري عن دعم بلاده لحركة «أحرار الشام الإسلامية»، قائلاً: «لنفتح أولاً سجل أحرار الشام، هؤلاء ليسوا حلفاء تنظيم «القاعدة»، وهم مجموعة سورية تحارب لتحرير البلاد، ونحن لا نعتبرها مطلقاً متطرفة أو إرهابية»، في تعام عن مشاركة «الأحرار» في تحالف «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة».
وأبلغ العطية رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة أن قطر «ما زالت تبحث عن طرق بديلة تحت مظلة الأمم المتحدة لإنقاذ الشعب السوري».
وذكرت وكالة «قنا»، أن العطية استقبل الثلاثاء الخوجة حيث بحثا الأزمة السورية ومجريات الأمور الداخلية والمبادرات الدولية ومستجداتها على الساحة الدولية، في إطار دعم الحقوق المشروعة للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سورية الوطنية والإقليمية في ظل سيادتها واستقلالها.
وذكر الائتلاف على موقعه أن خوجة بحث مع العطية «التداعيات الخطرة على سورية والمنطقة، وأهمية بدء تحرك مشترك تساهم فيه السعودية وقطر وتركيا لوقف التصعيد العسكري الذي يهدد وحدة سورية وأمن المنطقة، والعودة إلى المسار السياسي من حيث انتهت مفاوضات جنيف وفق قرارات مجلس الأمن، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن