سورية

«الشعب السوري له كلمة الحسم بشأن مستقبل بلاده» ترددت تكراراً في قمة موسكو … الرئيس الأسد يؤكد: أي تحركات عسكرية لا بد أن تتبعها خطوات سياسية.. وبوتين: جاهزون للمساعدة ليس فقط في العملية العسكرية وإنما في السياسية … وسائل إعلام وصفت الزيارة بأنها «صاعقة للعالم».. ومحللون رأوا فيها «ضربة روسية كبيرة»

الوطن – وكالات :

في زيارة فاجأت المجتمع الدولي بأسره، ووصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها «زيارة صاعقة للعالم» حل الرئيس بشار الأسد الثلاثاء ضيفاً على الكرملين، وسط تحليلات رأت فيها «ضربة سياسية روسية كبيرة» تعكس جدية المواقف الروسية تجاه سورية.
وخلال الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة من الرئيس الروسي وجرت الثلاثاء وأعلن عنها رسمياً يوم أمس تم عقد لقاءي قمة أحدهما موسع شارك فيه إلى جانب الرئيسين الأسد وبوتين وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين، وآخر ثنائي بين الرئيسين، وتم خلال اللقاءين مناقشة الحملة العسكرية على التنظيمات الإرهابية في سورية التي يشارك فيها سلاح الجو الروسي.
وبينما أعرب الرئيس الأسد عن تقدير الشعب السوري للدعم الروسي المستمر له منذ بداية الأزمة، واعتبر أن مشاركة القوى الجوية الروسية في عمليات ضرب الإرهاب في سورية ساهمت في وقف تمدد التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن أي تحركات عسكرية لا بد أن تتبعها خطوات سياسية، أعرب الرئيس بوتين عن استعداده للمساعدة ليس فقط في العملية العسكرية لضرب الإرهاب وإنما في العملية السياسية في سورية، على حين أكد الرئيسان أن الكلمة الحاسمة فيما يتعلق بمستقبل سورية يجب أن تكون للشعب السوري.

وفي التفاصيل، أعلنت وكالة «سانا» للأنباء أمس الأربعاء أن «الرئيس الأسد عقد لقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول (الثلاثاء) خلال زيارة إلى موسكو تلبية لدعوة من الرئيس بوتين زعيم الكرملين.
وأطلع الرئيس الأسد نظيره الروسي بحسب الوكالة على الوضع في سورية وسير العمليات العسكرية وخطط الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب، معرباً عن تقدير الشعب السوري للدعم الروسي المستمر له منذ بداية الأزمة الذي توج بدعم القوى الجوية الروسية للعمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية.
وبحث الرئيسان الأسد وبوتين في اجتماع موسع بحضور وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو جوانب محاربة التنظيمات الإرهابية كافة والمسائل المتعلقة بمتابعة القوى الجوية الروسية دعمها للعمليات التي تقوم بها القوات المسلحة السورية لضرب الإرهاب الذي يشكل خطراً ليس على الشعب السوري فقط بل على شعوب المنطقة والعالم على ما ذكرت «سانا».
وأوضح الرئيس الأسد وفقاً للوكالة، أن العمليات الجوية الروسية في سورية تجري في إطار القانون الدولي ووفق اتفاق بين حكومتي البلدين، معرباً عن أمله في استمرار التعاون بين الجانبين لإعادة بناء سورية في مختلف المجالات. وأكد الرئيسان الأسد وبوتين أن الكلمة الحاسمة فيما يتعلق بمستقبل سورية يجب أن تكون بلا أدنى شك للشعب السوري، بحسب «سانا».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن مشاركة القوى الجوية الروسية في عمليات ضرب الإرهاب في سورية ساهمت في وقف تمدد التنظيمات الإرهابية على حين تستمر دول أخرى بدعم الإرهاب، مؤكداً ضرورة وقف كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وفتح المجال أمام الشعب السوري لتحقيق تطلعاته وتقرير مستقبله بنفسه، موضحاً أن «هدف العملية العسكرية هو القضاء على الإرهاب الذي يعرقل الحل السياسي.. وأي تحركات عسكرية لا بد أن تتبعها خطوات سياسية» وفقاً لـ«سانا».
من جانبه أعرب الرئيس بوتين للرئيس الأسد عن استعداده للمساعدة في العمليتين العسكرية والسياسية في سورية، وقال بحسب الوكالة: «بكل تأكيد سورية بلد صديق لنا ونحن جاهزون للمساعدة ليس فقط في العملية العسكرية لضرب الإرهاب وإنما في العملية السياسية أيضاً».
ولفت الرئيس بوتين إلى أنه سيجري اتصالات مع قوى دولية أخرى لبحث التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية بالتزامن مع مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الهدف في نهاية المطاف هو التوصل إلى تسوية على أساس عملية سياسية تتم بمشاركة كل القوى السورية وتحقق ما يريده الشعب السوري من دون تدخلات خارجية. وأشار الرئيس بوتين إلى أن سورية تحملت وحدها عملياً عبء مواجهة الإرهاب على مدى سنوات ودفع شعبها أثماناً باهظة ومع ذلك فقد تمكن في الفترة الأخيرة من تحقيق نتائج إيجابية جدية في ضرب التنظيمات الإرهابية.
وتمت خلال القمة التي شهدت عقد اجتماع ثنائي أيضاً مناقشة مختلف جوانب العلاقات الثنائية على ما ذكرت «سانا» التي أوضحت أن الرئيس بوتين أقام عشاء عمل للرئيس الأسد حضره رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ووزيرا الخارجية والدفاع وعدد من المسؤولين الروس.
من جانبه وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الزيارة بأنها «زيارة عمل»، موضحاً أنها تمت مساء الثلاثاء، بحسب وكالة «أ ف ب»، وأوضح أن الرئيسين بوتين والأسد «ناقشا المسائل المتعلقة بمتابعة العملية الجوية الروسية في سورية»، مضيفاً: «ناقش الرئيسان بالطبع مسائل محاربة المجموعات الإرهابية المتطرفة، والقضايا المتعلقة بمتابعة العملية الروسية ودعم العمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية» على ما ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية. في الأثناء أكد متحدث باسم رئاسة الجمهورية بحسب «أ ف ب» أن الرئيس الأسد عاد إلى سورية، وأنه «في دمشق أمس (الأربعاء)». وفي السياق علقت الصحف الإسبانية على زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو، ووصفتها صحيفة «الموندو» الإسبانية بأنها «زيارة صاعقة للعالم»، حيث فوجئ العالم بأجمعه بهذه الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها مسبقًا، كما أنها «صادمة» لأنها تثبت دعم روسيا القوي للرئيس الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن