قضايا وآراء

الأسد في موسكو… دلالات ومضامين

ميسون يوسف :

حملت أخبار صباح يوم الأربعاء في 21 تشرين الأول الجاري خبراً صعق أعداء سورية وأسعد أحباءها وأصدقاءها وحلفاءها، خبر مفاده أن الرئيس الأسد قام بزيارة إلى روسيا وعقد لقاءات مهمة مع الرئيس بوتين محاطاً بوزيري الخارجية والدفاع الروسيين، خبر صعق أعداء سورية لأن في الزيارة وكيفية تنفيذها دلالات بالغة الأهمية وخاصة في عناوين ثلاثة:
الأول: في الدلالة المعنوية وفيه أن الرئيس مطمئن واثق أن المواجهات التي تجري في سورية تسير في الاتجاه الصحيح بالفعالية المطلوبة، وأنه واثق من الوضع الميداني والوضع العسكري ثقة تمكنه من مغادرة البلاد والعودة إليها من دون أن يكون هناك عائق أو مانع، ولو لم يكن الرئيس مطمئنا لما غادر مقر قيادته.
الثاني: في الدلالة العسكرية حيت إن الزيارة التي مكنت من عقد لقاءات قمة سمحت بتقييم المساعدة الروسية ونتائجها الأولية خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، كما مكنت من تخطيط العمل للمرحلة المقبلة بما يفعّل العمليات العسكرية ويحقق الأهداف المرجوة منها.
الثالثة: في الدلالة السياسية، ففي الزيارة رسالة لكل المتنطحين للتدخل في الشؤون السورية خلافاً لإرادة الشعب السوري، فقد كانت الزيارة كافية لتسخيف مواقفهم وتأكيد مسلمة كانت وأكدها الرئيسان بأن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مصيره ومستقبله وليس لأي أحد سواه أن ينوب عنه في ذلك، وبالتالي ففي الوقت الذي تكون العمليات العسكرية متوجهة لمنع تنامي الإرهاب والحد من مخاطره فإن العملية السياسية يجب أن تبدأ من هذه المسلمة وتقر باحترام إرادة الشعب السوري السيد على أرضه من غير منازع أو شريك.
هذا في الدلالات، أما في المضمون فقد توقف المراقبون أيضاً عند مسائل بالغة الأهمية فيما يتصل بالوضع السوري.
فمن جهة كان مهماً- مباشرة بعد الزيارة وبعد أن كان أعلن الرئيس الأسد أن المساعدة الروسية المتمثلة بالعمليات الجوية الروسية في سورية تجري في إطار القانون الدولي، وعن أمله في استمرار التعاون بين البلدين لإعادة بناء سورية في مختلف المجالات- أن أكدت روسيا وعلى لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعدادها للمساعدة في العمليتين العسكرية والسياسية في سورية، ثم تبعه وزير الدفاع بالتأكيد أن روسيا ماضية قدما في المساعدة حتى تمنع تنامي الإرهاب.
ومن جهة أخرى كان توافق وتطابق في المواقف الروسية السورية حول النظرة إلى المخرج من الأزمة بالفصل بين الإرهاب والحل السياسي واعتبار مواجهة الإرهاب واجباً يتقدم على كل شيء على الجميع الانخراط به، في حين تكون العملية السياسية من أجل تمكين الشعب السوري من تحديد خياراته وليس الحلول مكانه في القرار. مواقف جاءت لتؤكد صوابية نظرة سورية للوضع منذ بدء العدوان عليها.
والآن وبعد الزيارة التاريخية الناجحة للرئيس الأسد إلى موسكو سيبدأ البحث في مسار جديد تتخذه الأزمة في سورية، مسار سيكون بكل تأكيد لمصلحة الشعب السوري والدولة السورية على الصعيدين العسكري والسياسي، ولن يكون فيه الشعب إلا المنتصر بذاته ومع أصدقائه وحلفائه الصادقين الحقيقيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن