رياضة

الكاراتيه.. بين الآهات والآمال والآلام … ميا: مكافحة الفساد خطوة أولى على الطريق الصحيح

نورس النجار :

طموح ومجتهد، كان بطلاً في لعبته، واليوم يقودها، إنها الكاراتيه السورية التي تبوأت البطولات العربية، وزجت اسمها بين كبار آسيا، لكنها اليوم تدخل حلباتها بخجل..
لكل شيء أسباب، وأسباب تراجع الكاراتيه هي ذاتها أسباب تراجع رياضتنا..
قصة الإمكانات المتاحة، ومسوغات الأزمة، واللامبالاة التي باتت منهج المؤسسات الرياضية في التعامل مع الألعاب الرياضية..
قصة طموح وقصة إخفاق يرويها لنا رئيس اتحاد الكاراتيه جهاد ميا بالحوار التالي، معتبراً أن الفساد الرياضي هو أهم مرض يقضي على الرياضة قبل أي مسوغ آخر وإلى التفاصيل:

الإمكانات المتاحة
في البداية يعتبر رئيس اتحاد الكاراتيه أن الإمكانات المتاحة هي التي تعيق تطور الرياضة بشكلها الظاهري، ونحن نعتقد أن الرياضة تمتلك من الإمكانات الكثيرة القادرة على إنعاش الرياضة بكل ألعابها.
ولأننا اتحاد فني، فليس لنا سلطة على المال، لذلك فإن روزنامة نشاطاتنا الداخلية والخارجية تعتمد على الميزانية التي تقدرها المنظمة، والتي وفقها تسير الرياضة.
مع العلم أن لاعب الكاراتيه يحتاج إلى الكثير من النشاطات الداخلية والخارجية لكي يحقق التطور المطلوب، والمفترض للنهوض باللعبة أن يكون لنا بطولات على مدار العام لكل الفئات وللجنسين، فلا تكفي بطولتان أو ثلاث، ليتطور المستوى، بل نحن بحاجة إلى أكثر من عشرين بطولة على مدار الموسم الواحد.

الإهمال المتعمد
يرى جهاد ميا أن تراجع الكاراتيه في سورية أمر واقع مثلها مثل بقية الألعاب القتالية، وهو بسبب الإهمال المتعمد من الأندية لهذه الألعاب، وهو برسم اللجان التنفيذية في المحافظات.
وعلى سبيل المثال فإن بطولة الجمهورية الأخيرة شارك بها أحد عشر نادياً بعد (تبويس الشوارب)، هل هذا المستوى الذي وصلنا إليه؟
للأسف فإن القائمين على المؤسسات الرياضية لا يدعمون الرياضة كما يجب، وبات اهتمامهم منصباً على الاستثمارات أكثر من الرياضة، فالأندية تعتبر الألعاب القتالية ألعاباً استثمارية تجني منها المال فقط، من خلال المشاركين، من دون أن تعمل لانتقاء المواهب منهم وزجهم كرياضيين يمكن أن يضيفوا للرياضة بصمة مستقبلية، وأنا هنا أضع اللوم بالكامل على أنديتنا وفروع الرياضة بالمحافظات لعدم جديتها بالتعامل مع الرياضة وإهمالها للشأن الرياضي.

الأزمة

وعن مسوغات الأزمة التي يطلقها البعض كمبرر للتراجع وما شابه ذلك، يقول جهاد: لا شك أن الأزمة ساهمت بجزء عبر هجرة الشباب أو انتقال اللاعبين نحو أندية عربية بحثاً عن المال، لكن الأزمة لم تقض على الرياضة، فبلدنا بخير وهو معطاء، ولدينا الشيء الكثير لنقدمه، ولدينا الجيل العريض القوي القادر على ممارسة الرياضة والتفوق بها، ولكن مع الفساد المستشري بالرياضة، والتعامل معها بمبدأ المصالح الخاصة الشخصية والمنافع الذاتية، ستنتهي الرياضة ليس بالكاراتيه وحدها، بل بكل ميادين الرياضة.
والمفترض أن تبدأ القيادة الرياضية بمكافحة الفساد أينما وجد، لأنه الحل الناجع للقضاء على أمراض رياضتنا وهو الخطوة الأولى في طريق البناء الرياضي الصحيح.

الإصلاح الإداري
في اتحاد الكاراتيه قمنا (والكلام لميا) بعملية إصلاح واسعة على الصعيدين الإداري والتنظيمي والفني، فاعتمدنا الشهادات العلمية وشهادات الخبرة والامتحانات الجادة لاعتماد المدربين والحكام وفق المعايير الدولية، وهذا الأمر اتبعناه وعلى ضوئه تم تصنيف الفنيين على درجات.
والكلام نفسه ينطبق على اللاعبين ودرجاتهم، وقمنا بترجمة القوانين الدولية، ووزعناها على كل المدربين والحكام ليتم الاطلاع عليها ودراستها لأنها المقياس في العمل.
ولتطوير كوادرنا أقمنا دورات متقدمة لكل المدربين والحكام ودورات مماثلة في الإدارة والعمل التنظيمي، فلا يمكن لأي اتحاد رياضي أن يتقدم من دون المتابعة المتواصلة لتفاصيل اللعبة وكل تطوراتها، ولدينا قناعة أن لاعباً متعلماً خير من بطل جاهل، فالعلم هو أساس التطور والنجاح.
وفي الموسم الأخير أطلقنا الأتمتة في مكاتب الاتحاد وبات كل شيء مبرمجاً ومنظماً، سواء كشوف اللاعبين ودرجاتهم ومثلهم كل الإداريين والفنيين، إضافة لكل البطولات الداخلية والخارجية مع البريد الداخلي والخارجي وبات كل شيء متاحاً للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن