شؤون محلية

«أبسلوتا» سبب خسائر محصول البندورة الطرطوسية

سومر إبراهيم

تشكل الزراعة المحمية في الساحل السوري عصب الحياة ونقطة ارتكازٍ غذائية تعتمد عليها سورية في فصل الشتاء بالتحديد وهي مصدر دخل لأبناء المنطقة ومشغّل قوي لليد العاملة، وتسمى الزراعة المحمية لغرض حمايتها من الظروف الجوية غير المناسبة ولإمكانية إنتاجها في غير موسمها، وتتوافر للخضراوات الظروف البيئية التي تلائم نموها الخضري والثمري من حيث درجات الحرارة وشدة الإضاءة .
«الوطن» التقت المهندس تيسير بلال مدير الزراعة في محافظة طرطوس للحديث عن واقع الزراعة المحمية فيها: حيث بيّن بلال أن عدد البيوت البلاستيكية في المحافظة بلغ 124 ألف بيت ، مستثمر منها 109251 بيتاً بمساحة تبلغ 46482 دونماً تتوزع بين 46352 بيتاً في منطقة طرطوس و40556 في بانياس والباقي في الأرياف والقرى المحيطة ، موضحاً أن الزراعة في البيوت البلاستيكية تبدأ كل عام في منتصف الشهر الثامن وتستمر حتى بداية الشهر السابع من العام الذي يليه وتزرع بجميع أنواع الخضراوات (بندورة وخيار وفليفلة وباذنجان وفاصولياء) وأيضاً الفريز، ولكن النسبة العظمى مزروعة بالبندورة حيث يبلغ عدد البيوت المزروعة بهذا المحصول 75132 بيتاً بمساحة 31366 دونماً وهذا يحقق إنتاجاً يقدر بـ300 ألف طن سنوياً ويليها الخيار بعدد بيوت 9604 ومساحة 4144 دونماً بإنتاج يقدر بـ39 ألف طن وهذه الكميات تغطي جانباً مهماً في السوق المحلية من حيث توافر المادة ولكن أسعارها تتناسب مع العرض والطلب وتوافر أسواق التصريف وبعدها عن مركز الإنتاج وما يرتبط بأجور النقل.
وعن الصعوبات التي تعترض العملية الإنتاجية قال مدير الزراعة: إن الصعوبات تكمن بغلاء مستلزمات الإنتاج من (بذور وشرائح نايلون ومبيدات وأسمدة وغيرها) وكذلك بعملية تسويق المنتج سواء في السوق الداخلية أم الخارجية، بالإضافة إلى صعوبة تأمين المحروقات وخاصة المازوت لكونها تدخل في العمليات الإنتاجية كافة من حراثة وتدفئة ونقل، وتسعى مديرية الزراعة بشكل دائم لتذليل هذه الصعوبات والتقليل من آثارها بالتعاون مع اتحاد الفلاحين ومديرية الموارد المائية من حيث تأمين المازوت ومياه الري.
وأكد بلال أن مديرية الزراعة عن طريق وحداتها الإرشادية تقدم الإرشادات اللازمة للوصول إلى إنتاج جيد ونظيف بأقل التكاليف عن طريق نشر ثقافة الإدارة المتكاملة للآفات؛ وتساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج بتقديم فطر التريكوديرما لمكافحة النيماتودا الضارة للنباتات في البيوت البلاستيكية والتي تسبب خسارة في الإنتاج، بالإضافة إلى نشر التعليمات الفنية لمكافحة الحشرات الاقتصادية وخاصةً حشرة (توتا أبسلوتا) التي ظهرت في السنوات الأخيرة وسببت خسائر في محصول البندورة.
وعن الأضرار التي تعرضت لها هذه الزراعة نتيجة الصقيع والرياح العاتية التي عصفت بالمنطقة خلال الشهر الأول من هذا العام تحدث مدير الزراعة قائلاً: كان الضرر واضحاً على الزراعة المحمية حيث بلغ عدد البيوت المتضررة /36523/ بيتاً منها /12402/ بيت مزروع بالبندورة والباقي مزروعة بالخيار والفليفلة والباذنجان والفاصولياء والكوسا هذا غير الضرر الذي لحق بالهياكل وشرائح النايلون وفقدان كمية /115876/ طن خضراوات متنوعة، وهذه الأضرار أثرت سلباً على المزارعين الذين بلغ عددهم 7714 مزارعاً نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج وأثرت أيضاً على السوق والمستهلك، مشيراً إلى أن مديرية الزراعة تعمل بالتنسيق مع صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية للتعويض على هؤلاء المزارعين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن