عربي ودولي

سقــــوط مزيــــد من الشهـــــــداء … مجلس الشيوخ الأميركي يجمد المساعدات للسلطة الفلسطينية والانتفاضة تتواصل وكيري يضغط على عباس لوقفها

فلسطين المحتلة– محمد أبو شباب – دمشق- وكالات :

تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل موقعة المزيد من الشهداء والجرحى فقد أعدمت قوات الاحتلال أمس السبت الفتى محمد زكارنة (16 عاماً) على حاجز الجلمة العسكري شمال مدينة جنين بالضفة الغربية كما استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي بداية الشهر الجاري شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية: إن عدد شهداء انتفاضة القدس ارتفع منذ بداية تشرين الأول، إلى 57 شهيداً، بينهم 13 طفلاً، بينهم الأسير فادي الدربي الذي استشهد في مستشفى إسرائيلي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من سلطات سجون الاحتلال.
إلى ذلك شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس حملة اقتحامات في أحياء وبلدات في الضفة الغربية والقدس المحتلة اعتقلت خلالها عدداً من الفلسطينيين بينهم طفلان وفتشت منازل الفلسطينيين وعاثت خرابا فيها. وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينيا في العشرينيات من عمره بعد أن دهمت منزله في مخيم جنين واقتحمت بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة ودهمت عدة منازل فيها وحطمت أثاثها واستجوبت ساكنيها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من بلدة بيت اولا غرب الخليل أثناء وجوده داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. على حين نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجزها العسكرية على مداخل مدينة الخليل الشمالية ومدخل بلدة سعير شمال شرق الخليل وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها.
في سياق متصل شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس وليلة الجمعة السبت حملة اعتقالات جديدة في أنحاء مختلفة من مدينة القدس طالت 11 فلسطينياً بينهم طفلان. ويتلثم الفلسطينيون بالكوفية ويتسلحون بالحجر والمقلاع وإلى مناطق التماس يتوجهون غاضبين من أجل القدس والأقصى ومن أجل رفاق لهم قتلتْهم إسرائيل بدم بارد، مؤكدين أن التهدئة لن تتحقّق ما دامت إسرائيل تواصل اعتداءها على المسجد الأقصى والقدس وتستمر بالاستيطان.
وامتدت التظاهرات من مداخل الخليل جنوباً إلى بيت لحم وإلى رام اللـه وطول كرم شمالا، واستجاب العشرات لدعوات الغضب التي دعت إليها الفصائل والقوى الوطنية. العشرات أصيبوا برصاص الاحتلال، بعض الإصابات وصفت ما بين المتوسطة والخطرة بعد استخدام الاحتلال للرصاص الحي في تفريق التظاهرات. وعلى الرغم من عدم فرض قوات الاحتلال قيوداً على دخول المسجد الأقصى إلا أنها نشرت الآلاف من جنودها في شوارع المدينة الذين عززوا من وجودهم على مداخل البلدة القديمة التي حوّلوها إلى ثكنة عسكرية. إلا أن آلاف المواطنين توافدوا إلى المسجد الأقصى وأدّوْا الصلاة فيه وأعادوا جزءاً من الحياة إلى البلدة القديمة من القدس التي شهدت حصاراً مكثفاً خلال الأسابيع الماضية. وسياسياً التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في العاصمة الأردنية عمان. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الرئيس استمع إلى بعض الخطوات، التي يسعى كيري للقيام بها مع الجانب الإسرائيلي. وأكد عباس لكيري أن القدس والمقدسات والحفاظ على الوضع القائم التاريخي، ووقف اعتداءات المستوطنين، يجب أن تكون الخطوات الأولى التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي، قبل أي عمل.
وشدد عباس أن المطلوب من الحكومة الإسرائيلية الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وقال: «سنرى إذا ما كان الجانب الإسرائيلي سيقوم بأي إجراءات جدية، حتى يمكن التعامل معه».
في حين قال بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني إن كيري وبان كي مون وغيرهم يسعون لإعادة إنتاج ذات الأساليب السابقة التي تظهر على شاكلة «مفاوضات أزمة مفاوضات»، على حين أن الهبة الشعبية ومصالح الشعب الفلسطيني تتلخص في إنهاء الاحتلال والاستعمار الاستيطاني وتهويد القدس.
وأضاف الصالحي: إن إعادة إنتاج هذه الدائرة، وعدم التركيز على القضية المركزية بإنهاء الاحتلال وآلية دولية ملزمة لإنهاء الاحتلال ووقف التعديات، والاكتفاء بالسقف المطروح من نتنياهو وكيري، وتعهداتهم إن وجدت أصلاً هي عملية إعدام سياسي لا تقل خطورة عن الإعدامات الميدانية «لا كبيرة للإعدام السياسي»، مطلوبة اليوم في اللقاء مع كيري.
في سياق متصل طلبت وزارة الخارجية الأميركية تحويل ميزانية المساعدات الأميركية السنوية إلى السلطة الفلسطينية، لهذا العام، بقيمة 370 مليون دولار، إلا أن مجلس الشيوخ الأميركي قرر تجميد تحويل هذه الأموال، وذلك على ضوء الأوضاع الأمنية في إسرائيل.
وطلب مجلس الشيوخ الأميركي من وزارة الخارجية الأميركية تقديم تقرير حول التحريض في السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل، وحول نيات أبو مازن لبدء محادثات سلام مع إسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن