الأولى

حلب تحت رحمة الإرهابيين وتجار الأزمة… وتواكل مسؤوليها

حلب- الوطن :

ارتفعت الأسعار في حلب خلال أربعة أيام بمعدل الضعف في كل يوم من عمر حصارها من الإرهابيين الذين قطعوا طريق خناصر سبيل إمدادها الوحيد والذين وجدوا لهم معينين في الداخل من تجار الأزمة الذين فاقموا، من دون وازع ضمير، وطأة الحصار على السكان ممن يشكون من تواكل مسؤولي المحافظة وتقاعسهم في احتواء آثار وتداعيات الأزمة الخانقة.
ولمس المواطنون جور وظلم الحصار منذ اليوم الأول بفقدان السلع بشكل تدريجي بالتوازي مع ارتفاع ثمنها على الرغم من قلة الطلب عليها بفعل قلة السيولة النقدية في السوق خلال العشر الأخير من الشهر.
وزاد من ثقل الأزمة توقف تدفق الخضار أيضاً من ريف حلب الشرقي بقطع طريق استجرارها عبر منطقة الراموسة بتسلل الإرهابيين إلى إحدى النقاط.
ووضع السكان ثقتهم كما هي العادة بالجيش العربي السوري فقط على اعتباره الوحيد محل ثقتهم لإعادة الأمور إلى نصابها بفتح طريق خناصر في أسرع وقت ممكن من دون انتظار أي مبادرة من المسؤولين التنفيذيين ولو على صعيد تأمين احتياطي لطحينهم ومحروقاتهم التي نفدت من الأسواق وكادت توقف حركة السير.
ووصلت أسعار البندورة إلى 700 ليرة للكيلو الواحد و400 ليرة لكل من البطاطا والكوسا والباذنجان، وقل الطلب على الفواكه، التي مصدرها الوحيد باقي المحافظات، بحدود 90 بالمئة لارتفاع أسعارها بشكل جنوني حيث وصل سعر كيلو الموز الواحد إلى ألف ليرة.
ويتندر أحد الحلبيين بقوله: «اشتقنا لإزعاج مكبرات صوت سيارات بائعي الخضار والفواكه الجوالين ولسماع موسيقا أغنية فيروز «أمس انتهينا» المنبعثة من مكبرات بائعي الغاز الذين اختفوا في أول يوم من الحصار على الرغم من وجود أسطوانات تكفي لستة أشهر في الوقت الذي انهمك فيه أصحاب بقاليات السلع والمواد الغذائية بتسجيل التسعيرة الجديدة لمعروضاتهم التي ترتفع أكثر من مرة في اليوم بذريعة شحها ورفعها من قبل تجار الجملة ومستودعاتها، أما المسؤولون ففي غفلة عن كل ما يحدث»!
وما يقلق الحلبيين أن مدينتهم ستغرق في الظلام الدامس خلال أيام قليلة ما لم يفتح طريق خناصر نتيجة فقدان مازوت مولدات الأمبير وانقطاع التيار الكهربائي لليوم الثالث على التوالي، والذي في حال عودته لا يكفي لإنارة الأحياء أكثر من ساعة في اليوم في حين لم يحصل 90 بالمئة منهم على مازوت التدفئة للشتاء الذي دقت بوادره الأبواب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن