الأولى

موسكو تعمل لتوسيع «رباعية فيينا».. وباريس ولندن مستاءتان لاستبعادهما عن الحل … إيطاليا: إزاحة الرئيس الأسد عن السلطة مجازفة

وكالات :

واصلت روسيا مساعيها لزيادة عدد الدول المشاركة في مباحثات فيينا التي اقترحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتشمل الدول الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية، على حين ردت باريس ولندن، اللتان غيبهما كيري عن فيينا، بدعوة الأولى إلى مؤتمر في العاصمة الفرنسية دون أن تدعو إليه موسكو لبحث الأزمة ذاتها، في حين عمدت الثانية إلى مراجعة علاقاتها الدبلوماسية وتعاونها في محاربة الإرهاب كمؤشر آخر على الاستياء الأوروبي من استبعاد القارة العجوز من لقاء فيينا وما يليه.
وفي التفاصيل كشفت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن احتمال توسيع «رباعية فيينا» الخاصة بالتسوية السياسية في سورية، لتشمل مصر والدول الخليجية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وإيران إضافة إلى روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية الموجودين فيها حالياً، مؤكدة بحسب «رويترز» أن توسيع المشاركة جاء «على خلفية استمرار الاتصالات بين موسكو وواشنطن اللتين استطاعتا لأول مرة التوصل إلى مواقف مشتركة متفق عليها إزاء سورية».
بالمقابل أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان نقلته «فرانس برس» أن بلاده تحضر لاجتماع حول سورية (اليوم) الثلاثاء في باريس يشمل «أبرز الأطراف الإقليمية» مستبعداً روسيا بزعمه «سيكون هناك اجتماعات أخرى نعمل فيها مع الروس»، في مؤشر واضح إلى انزعاج باريس لاستبعادها عن فيينا.
وفي ذات السياق أعلن السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو، في حديث لصحيفة «التايمز» أن بريطانيا علقت عملياًالحوار السياسي مع روسيا على خلفية الأزمتين السورية والأوكرانية، ورفضت التعاون في قصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي، وإقامة «علاقات» بين روسيا وميليشيا «الجيش الحر» في سورية، محملاً «حزب المحافظين» البريطاني المسؤولية عن ذلك.
في الغضون نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني قوله في تصريحات تلفزيونية أن اقتصار التفكير «على إزاحة (الرئيس) الأسد من سدة السلطة عسكرياً، يعني المجازفة بفراغ في سورية ستشغله التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة، وليس القوى الديمقراطية»، مشدداً أن بلاده كانت دائماً على قناعة بأن هناك حاجة لمرحلة انتقالية في سورية تؤدي إلى خروج الرئيس الأسد من المسرح السياسي، وأن روسيا بإمكانها أن تلعب دوراً إيجابياً في الحل.
وتزامناً مع ذلك نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية بياناً أكد أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس «وجهات النظر حول العمل على تنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة في سورية من خلال حشد الدعم الدولي للجهود الدبلوماسية بمشاركة الدول الرئيسية في المنطقة».
وبعدما أعربت بلاده مراراً عن ترحيبها بمشاركة الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر، إن الحكومة الألمانية لا تتخيل أي سيناريو يلعب فيه الرئيس الأسد دوراً في حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة، وأن «قوى كثيرة في المنطقة، بما في ذلك تركيا والسعودية ودول خليجية أخرى، لا تتخيل هذا الأمر».
وفي بيان صدر عقب لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأحد قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف إن السيسي أكد أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية «بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية وبالتزامن مع مواصلة جهود مكافحة الإرهاب والبدء في جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية».
وبعدما وجهت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها الأخير اتهامات إلى روسيا بانتهاك قوانين الحرب زاعمة أن ضحايا مدنيين سقطوا أثناء غارات روسية بسورية في 15 من الشهر الجاري، وصف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف تلك المزاعم بأنها «خدعة إعلامية متعمدة»، بحسب «سانا»، مؤكداً أن وزارة الدفاع الروسية تولي الأولوية «لعدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين لدى تحديد أهداف العملية العسكرية في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن