رياضة

التحكيم الكروي … كما شهدته وتابعته

فاروق بوظو :

على مدى أكثر من خمسة وثلاثين عاماً مضت.. وبعد عامين اثنين من اعتزالي التحكيم الكروي الميداني بعد مشاركتي التحكيمية الدولية صافرة وراية في أول نهائيات لكأس العالم للشباب التي استضافتها تونس عام 1977.. تلاها مباشرة وفي العام التالي تكليفي الدولي بالتحكيم صافرة وراية في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في الأرجنتين.. فقد بدأت بعدها مباشرة ومن دون تردد المحاضرة والإشراف على التحكيم الكروي محلياً وعربياً لأنتقل بعدها إلى المجالين الآسيوي والدولي بدءاً من عام 1980..
حاولت خلالها إدخال جملة من الاقتراحات والتعديلات خلال وجودي في رئاسة اللجنة التحكيمية آسيوياً وعضويتها دولياً، وحضوري الرسمي للعديد من الاجتماعات السنوية للجنة التشريعية الدولية «البورد» والخاصة بتعديل قوانين اللعبة.
وكل هذا الذي ذكرته وشهدته وشاركت فيه من أنظمة وتعديلات كان أمراً ضرورياً يهدف لإنعاش اللعبة.. الأمر الذي زاد من حرارة تنافساتها باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية في العالم من دون منافس. ولعل الأبرز هو ما شاركت وأضفته من إدخال روح جديدة إلى مباريات البطولات المختلفة أندية ومنتخبات كان الهدف منها أولاً وبشكل أساسي حماية اللاعبين والحد من تعرضهم للإصابات القاتلة التي تهدد مسيرتهم الكروية، وبشكل خاص ما تم إقراره من تعديلات جريئة ودقيقة بدءاً من الحرص على وضع حد للعب السلبي الذي كان يمارس من حراس المرمى.. مروراً بمنح الحكام المساعدين صلاحية إشهار الراية ومساعدة حكام الساحة في ضبط جميع المخالفات التي ترتكب خارج وداخل منطقة الجزاء.. وانتهاء بضرورة الحرص على طرد أي لاعب يسعى لارتكاب أي مخالفة بقصد منع فرصة تسجيل مستحقة.. وكل هذا ساعد إلى حد كبير مطلقي الصافرة في تحديد مكان ارتكاب الأخطاء وتقييم طبيعة ارتكابها واتخاذ القرارات التحكيمية الصحيحة والعادلة حيالها.
إن ما شهدته وشاركت فيه واكبه الاهتمام ومتابعة جدية للإعداد البدني والفني والنفسي للحكام ومساعديهم وحرص شديد على رقابتهم ومتابعتهم وتوجيه النصح لهم في معظم القارات من دون استثناء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن