رياضة

الفساد الرياضي وباء قضى على الرياضة … الدهمش: كرة اليد تراجعت، الأسباب واضحة والحلول متوافرة

نورس النجار :

كرة اليد واحدة من الألعاب التي تأثرت بالأزمة وانعكست عليها بشكل كبير، فلم تحقق أي تطور يذكر على الصعيد المحلي والآسيوي والعربي، وتعيش واقعاً أليماً، وعلى الرغم من ذلك فهي مستمرة ضمن الإمكانات المتاحة، وعلى مبدأ ليس بالإمكان أفضل مما هو موجود.
عصام دهمش عضو اتحاد كرة اليد، ورئيس اللجنة الفنية بدمشق، مسؤول المنتخبات، ومدرب وطني بكرة اليد تحدث عن واقع اللعبة في الحوار التالي، وإلى التفاصيل:

موقع الوسط
قال الدهمش: لم يطرأ أي تطور على لعبتنا خلال الفترة السابقة، وعلى العكس فقد شهدت تراجعاً ملحوظاً وهي الآن في مركز الوسط في آسيا، والسبب الأساسي خروج محافظات أساسية باللعبة من ساحة اللعبة، إن كانت تمويلاً أو على صعيد المشاركات، وهي محافظات كانت معقلاً للعبة، وعلى الرغم من ذلك فقد عمل الاتحاد على تشكيل منتخبات للناشئين والشباب، ولدينا مدير فني من الجزائر يعمل مع المنتخب منذ أربع سنوات، ونحن مستمرون بالعمل معه.

تطور اللعبة
تحدث الدهمش عن الصعوبات التي تواجه تطور اللعبة قائلاً: وقف تطورنا بسبب الأزمة، وعدم وجود دوري، ولتطور اللعبة نحن بحاجة بالبداية لإقامة مراكز تدريبية لا ترتبط بالأندية ضمن جميع المحافظات، ووضع خطة عمل لهذه المراكز التدريبية ووضع المدربين الاختصاصيين لها، مع المتابعة المستمرة والميدانية لهذه المراكز، وإقامة دوريات خاصة لهذه المراكز التدريبية وانتقاء المواهب منها، وبالوقت نفسه يكون لهذه المراكز التدريبية لجان فنية خاصة بها، ويتم وضع نظام مالي لها ووفقاً لعملها سنة بعد سنة يتم تطويرها والاستفادة منها قدر الإمكان، وهذا يساعد على إغناء اللعبة بالقواعد من الخامات الواعدة واللاعبين الموهوبين، وفي الدرجة الثانية لا بد من تأهيل كوادر اللعبة من مدربين ومدربات وحكام وإداريين وتطويرهم ليكونوا ضمن كوادر اللعبة، لاسيما أن هجرة العديد من الخبراء أثقلت كاهلنا، ولابد من تجديد الدماء وصنع توليفة من الخبراء الموجودين والشباب الطموح.
لابد أيضاً من تشكيل المنتخبات الأولمبية والناشئين والأشبال والناشئات ووضع كوادر خاصة لهم وخطة عمل سنوية من المدير الفني، والمتابعة الميدانية لتنفيذ خطة العمل وزجهم بالمشاركات الآسيوية والعمل على عدم الغياب عن جميع المحافل الآسيوية، حتى ولو لم نحصد فيها نتائج، فالاحتكاك والخبرة ضروريان لقواعدنا.
الاهتمام بالقواعد والأطفال عماد كل بنيان رياضي فهم يحبون اللعب والمرح ويمكن الاستفادة من حبهم هذا لإغناء ألعابنا ليس بكرة اليد فقط بل جميع الألعاب.

صعوبات وعقبات
تعاني لعبتنا من عدد من الصعوبات والعقبات التي تقف عائقاً أمام تطورها وسيرها ومن العقبات عدم وجود المال الكافي، وإن وجد المال وسخر بالشكل الصحيح فسنستطيع إحراز نتائج.
عدم وجود صالات وملاعب خاصة للعبتنا حيث إنها تندمج مع صالات كرة السلة في الأندية وكرة الطائرة والريشة الطائرة وغيرها في المحافظات.
عدم وجود احتكاك خارجي وهو ضروري لإكساب لاعبينا الخبرة وصقلهم، ومراسلاتنا لإقامة معسكرات خارجية جاء ردها سلبياً من الجميع، كذلك فالأندية وإداراتها تهتم بلعبتي القدم والسلة فقط، وتنسى أن هناك ألعاباً أخرى.

مشاكل رياضية
وتحدث الدهمش عن مشاكل الرياضة بشكل عام قائلاً: ينقص رياضتنا الاحتراف الحقيقي احتراف لاعبين وإداريين ومدربين ومعالجين، كذلك نحن بحاجة إلى شركات تمول اتحادات الألعاب وتتبنى منتخباتها ضمن شروط اتحاد اللعبة، ويجب أن تعمل ضمن خطة لسنتين مصدقة من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وتتم المحاسبة على ما تم إنجازه، والمحاسبة يجب أن تكون على النوع وليس على الكم.
الفساد مشكلة من مشاكل رياضتنا، لا بل هي وباء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويجب وضع أشخاص موثوقين بهم وخصوصاً بالناحية المالية، وألا يتحكم شخص بالعمل وحده، وأن يكون العمل عملاً مؤسساتياً حقيقياً، وتوفير المال اللازم لجميع الألعاب، وعدم العمل بفوقية وإعطاء الأوامر فقط.

مشاركات
أما مشاركات اللعبة خلال السنوات السابقة فكانت بطولة آسيا للناشئين بالبحرين 2012 وأحرز منتخبنا المركز السابع من أصل 14 مشاركاً، وقبل البطولة لم نجر أي معسكر، وشاركنا ببطولة آسيا للناشئين عام 2013 بالصين وأحرزنا المركز السابع أيضاً، كما شاركنا بنهائيات آسيا للشباب بإيران عام 2014 وأحرزنا المركز السابع.
وكل هذه المشاركات جاءت بدعم من القيادة الرياضية التي وفرتها مشكورة لتحريك اللعبة وعدم تغييبها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن