اقتصاد

بعد ارتفاع سعر زيت الزيتون.. الفلاح والمستهلك خاسران … 1057 ليرة سورية سعر كيلو الزيت الواحد

علي محمود سليمان :

حسب تقديرات المختصين في القطاع الزراعي فإن سعر كيلو زيت الزيتون هذا العام يتراوح بين 800 ليرة إلى ألف ليرة سورية، حيث سيكون سعر صفيحة زيت الزيتون للنوع الجيد بين 13- 16 ألف ليرة سورية، وزن 16 كغ، على حين وصل سعر البيدون من زيت الزيتون وزن 18كغ للنوع الجيد، بين 15- 16 ألف ليرة سورية، وبين 17- 18 ألف ليرة للنوع الممتاز.
وبذلك يكون سعر زيت الزيتون مرتفعاً للعام الثاني على التوالي، بعد أن شهد العام الماضي ارتفاعاً كبيراً عن الأسعار التي كانت رائجة سابقاً، حيث وصل سعر صفيحة زيت الزيتون العام الماضي إلى 13 ألف ليرة سورية، بينما كانت في العام الذي سبقه بسعر 3500 ليرة سورية كحد أعلى، ورغم هذا الارتفاع في السعر على جيب المستهلك الذي يعاني من ارتفاع أسعار جميع المواد، فإن مبيع زيت الزيتون بالنسبة للفلاح لا يعتبر رابحاً، وهو بالحد الأدنى يخرج بتكاليف إنتاجه إن لم يكن خاسراً.
وفي تفاصيل تكلفة إنتاج كيلو زيت الزيتون قمنا بدراسة للتكاليف حيث يسعر كيلو الزيتون كحد أدنى بـ200 ليرة سورية للنوع الجيد للأكل أو للعصر، ويكلف عصر كيلو الزيتون في المعصرة 10 ليرات سورية، يضاف إليها تكلفة نقل 5 ليرات سورية، وبذلك يكون ثمن طن زيتون للعصر 200 ألف ليرة سورية يضاف إليها 15 ألفاً تكاليف نقل وعصر للطن الواحد، يكون المجموع 215 ألف ليرة سورية للطن الواحد من الزيتون، فإذا كانت الزيت المستخرج من طن زيتون بنسبة 20 % كحد وسطي، فإن طن الزيتون ينتج 200 كيلو زيت زيتون، وبالتالي يكون ثمن كيلو الزيت الواحد 1075 ليرة سورية، لم يضف إليها تكاليف القطاف وحراثة الأرض لكون أغلبية مزارعي الزيتون يقومون بقطاف الزيتون بأنفسهم كعمل عائلي ويحرثون الأرض بأنفسهم ويقلمون الأشجار بأيديهم، ولكن من الضروري معرفة أن أجرة اليد العاملة لقطاف الزيتون هي ألف ليرة سورية باليوم الواحد، وأجرة ساعة الحراثة لجرار صغير هي 3 آلاف ليرة سورية في الساعة، وأن دونم زيتون يتسع لثلاثين شجرة يحتاج لساعتين حراثة، بما يعادل 6 آلاف ليرة سورية للدونم الواحد.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينّ رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية المهندس محمد كشتو أنه على الرغم من ارتفاع سعر زيت الزيتون هذا العام إلا أنه يعتبر خاسراً بالنسبة للفلاح مقارنة مع ارتفاع تكاليف الشحن والعصر وباقي عمليات الإنتاج للزيت، يضاف إلى ذلك خسارة القيمة المضافة نتيجة أن عمليات بيع زيت الزيتون في أسواقنا تتم بطريقة «الدوغما» وهي غير مجدية اقتصادية ولا تحقق مكاسب للفلاح، في حين المتعارف عليه عالمياً أنه يباع زيت الزيتون بعد خضوعه لعمليات فلترة وتعبئة بمواصفات ومقاييس عالمية.
وأشار كشتو إلى أن مشروع بنك زيت الزيتون الذي تم الاتفاق على إنشائه ما بين اتحاد غرف الزراعة السورية واتحاد المصدرين السوري ما زال قائماً ولكن تم التريث بإنشائه نتيجة لظروف الأزمة التي تمر بها البلد، حيث كان مقرراً في البداية إقامة المقر الرئيسي له في محافظة إدلب، ولكن نتيجة خروج مناطق مهمة في إنتاج الزيتون وخاصة في ريفي إدلب وحلب، فقد تم التريث بإقامة المشروع، لكونه أسس لدعم الفائض من الإنتاج، ولكن ما يتم إنتاجه حالياً يغطي حاجة السوق المحلية فقط.
يُذكرُ أن وزير الزراعة المهندس أحمد القادري، كشف سابقاً أن إنتاج سورية من الزيتون بلغ 1.1 مليون طن قبل الحرب، وكانت سورية في المرتبة الرابعة عالمياً والأولى عربياً في إنتاج الزيتون، والذي تراجع إلى أقل من النصف العام الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن