عربي ودولي

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: نخشى «كارثة» بسبب الأزمة «بالغة الخطورة» بين إسرائيل والفلسطينيين … استشهاد فلسطينيين.. وقوات الاحتلال تحتجز جثامين 25 شهيداً فلسطينياً وعباس يطلب تدخلاً إنسانياً

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، معتبراً في كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن «ما تقوم به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هو تغيير ممنهج لديموغرافية القدس».
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن «حالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبما فيها القدس الشرقية، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، هي الأسوأ والأخطر منذ العام 1948».
وطالب عباس في كلمته بتدخل قوي وحاسم وتحمل المسؤولية، وقبل فوات الأوان، من قبل منظمة الأمم المتحدة، بهيئاتها المتخصصة ووكالاتها الدولية كافة، ودولها الأعضاء، وخاصة مجلس الأمن الذي هو مطالب أكثر من أي وقت مضى، بإنشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبشكل فوري وعاجل.
وتساءل عباس «أما آن الأوان للمجتمع الدولي أن ينتقل من التنادي بعدالة القضية الفلسطينية، إلى اتخاذ التدابير والإجراءات العملية التي تحقق هذه العدالة للشعب الفلسطيني وتقيم السلام والأمن كواقع ملموس؟»
وأوضح أن الهبّة الغاضبة لأبناء شعبنا هي نتيجة حتمية لما حذّرنا منه وعرضناه سابقاً من انتهاكات وجرائم إسرائيلية، وعدم نجاح المجتمع الدولي برفع الظلم والمعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا وخاصة الشباب منهم، وأن استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به ومن شأنه أن يدمر ما تبقى من خيار السلام على أساس حل الدولتين.
وسأل الرئيس الفلسطيني «ألم تتساءلوا إلى متى سيظل الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده لأرضنا؟ وإلى متى سيبقى شعبنا محروماً من التمتع الكامل وغير المنقوص بحقوقه التي كفلتها الشرعية الدولية، وأولها حقه في الحياة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة ذات السيادة؟» وجدد دعوته للمقررين الخاصين كافة لـ«المجيء إلى فلسطين للاطلاع على الأوضاع بأنفسهم».
ورحّب عباس «بالجهود الدولية والأوروبية والعربية الداعية إلى توسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام بما في ذلك إصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن المعايير الواضحة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين على حدود 67 وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وبإشراف دولي وإطلاق ذلك من خلال مؤتمر دولي للسلام وخلال ذلك تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى».
بدوره اعتبر المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين أمس أن الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين «بالغة الخطورة» وستؤدي إلى «كارثة» إن لم يتم التحرك على الفور لوقف العنف.
وقال زيد أثناء اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف «إن العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيقودنا إلى الكارثة إن لم يتوقف على الفور».
إلى ذلك استشهد فلسطينيين اثنين زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنهما كانا يحاولان تنفيذ عملية طعن في غوش عتصيون شمال الخليل، وأصيب عدد من الفلسطينيين خلال تصديهم لاعتداءات قوات الاحتلال في الخليل وبيت إيل بالضفة الغربية المحتلة.
على حين ودّعت عائلة جرادات في بلدة سعير قضاء الخليل ابنها إياد تسعة عشر عاماً بالتكبير والهتاف إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة، فيما تنتظر العائلة تسليم جثمان الشهيد رائد جرادات المحتجز لدى إسرائيل.
وتحتجز إسرائيل جثامين خمسة وعشرين شهيداً عقاباً لذويهم، فيما نظم أهالي الشهداء في الخليل مسيرة حاشدة سارت باتجاه شارع الشهداء المغلق والشاهد على عمليات إعدام طالت شباناً وشابات قبل أن تفرقهم قوات الاحتلال بوابل من الرصاص والغاز المسيل للدموع.
وفي رام اللـه تحولت مسيرة دعت إليها الفصائل والقوى الوطنية إلى تظاهرة غاضبة أمام الحاجز العسكري عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، فقمعتها قوات الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الفلسطينيين في مدن الضفة وفي القدس ووضعت بوابات حديدية على حاجز حوارة قرب نابلس ومدخل قرية نعلين غرب رام اللـه.
(الميادين – وكالة «وفا» الفلسطينية – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن