ثقافة وفن

مدينة شالة المغربية تظهر في سورية

في إطار الدراسة الأكاديمية المنهجية لإظهار التراث والكشف عن المخبوء منه، قدمت الدكتورة عبير شدود دراسة وتحقيقاً لكتاب (الدرة اليتيمة في وصف مدينة شالة الحديثة والقديمة) وهو للمؤلف ابن علي الدكالي، وقد كان هذا البحث من اللوازم الأكاديمية، ولا يقتصر العمل على جانب تراثي، فهو ليس نصاً أدبياً أو شعرياً، ولكنه نص يملك التراث مع الآثار مع المعمار، لذلك يمكن للمرء أن يتهيبه، والمدينة التي يتناولها المخطوط هي مدينة في المغرب العربي، وليست مدينة سورية، ما يجعل العمل في المخطوط محفوفاً بالصعوبة والمخاطر، بسبب الجغرافية والمكان والتاريخ والأسماء، وكلنا يعلم أن الخلاف كبير في الكتابة والخط والمقصد اللغوي بين مشرق الوطن العربي ومغربه، لكن الدكتورة شدود بما ملكت من خبرة هندسية وآثارية أقدمت على تحقيق هذا المخطوط ليصدر في دمشق هدية لهذه المدينة وتاريخها، الذي يقف القارئ عند المشترك بينها وبين دمشق والمدائن الأخرى، لما يشكل تاريخها من مشترك في العمق بين الدول التي أثّرت في الحياة العربية وحضارتها، وأثْرت هذه الحضارة.. ومن المقدمة إلى الدراسة العميقة في الدكالي وحياته وآثاره وعلومه ومصنفاته، إلى المخطوط ووصفه وصوره وآلية العمل به، إلى نص المخطوط.. مع ملاحظة مهمة أن الدكالي ليس كاتباً قديماً، لذلك يكتسب المخطوط أهمية بالغة لأنه يجمع بين التاريخ الحديث والتاريخ القديم وما تبقى من هذه المدينة التي ما تزال موجودة محددة المعالم.. من دمشق يخرج التعريف بشالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن