رياضة

أسطوانة مكررة

محمود قرقورا :

وهكذا أسدلت الستارة على مشاركة منتخبنا الناشئ في كأس العالم وسط ردود أفعال متباينة يمكن القول: إن القاسم المشترك الأكبر فيها بعلم الرياضيات القول المأثور للإعلامي الراحل عدنان بوظو: هذه حدودنا.
والقول المأثور الآخر للقائمين على اللعبة والجمهور الكروي: يجب استثمار الخامات التي برزت علّها تكون نواة منتخب مستقبلي نباهي به الغير.
عند القول المأثور الأول أكتفي بما قاله أحد الظرفاء يوماً ما: نردد على الدوام عبارة هذه حدودنا حتى صرنا بلا حدود كروية.
أما ما يخص القول الثاني فأعتقد أنه للاستهلاك والتخدير ليس إلا، وكي لا يظن القائمون الحاليون على الكرة السورية أنهم هم المقصودون، أذكر أن أسلافهم عجزوا عن تطبيقها لأن تصريحاتهم آنذاك كانت للاستهلاك والتخدير، وكأن الزمن يعيد نفسه وكرتنا تراوح في المكان تعيش على ذكريات بعض الطفرات.
كلنا يتذكر منتخب شباب سورية البطل غير المتوّج بكأس آسيا 1988 بفعل تلاعب الحكم الكويتي غازي الكندي، المنتخب الذي قدّم عروضاً طيبة في مونديال الشباب 1989، وكلنا يتذكر المنتخب الذي حالت ركلات الترجيح بينه وبين نصف نهائي مونديال 1991 بعد نتائج قد لا تتكرر، قوامها الفوز على الأورغواي والتعادل مع إنكلترا وإسبانيا وأستراليا.
ذلكما المنتخبان عندما شاركنا بتصفيات مونديال 1994 حضر ستة لاعبين منهما وعندما وصلنا إلى تصفيات مونديال 1998 شارك في المباراة الحاسمة أمام إيران بطهران لاعب واحد فقط هو علي الشيخ ديب! جميعنا يتذكر أبطال القارة لفئة الشباب 1994 الجبان وقره علي وعباس وظاهر ونهاد ومحملجي وكردغلي ورفاعي وبقية القائمة، لكن الذي لا يتذكره المتابعون أنه خلال تصفيات مونديال 2002 وتحديداً في أيار 2001 شارك طارق جبان فقط من بين الأبطال، كدليل على أننا لا نحتفظ بالخامات لتكون نواة منتخب مستقبلي. منتخب الناشئين دون شك قدّم ماعليه في تشيلي ولم نطلب منه التحليق لأننا لم نقدم له شيئاً وبرز منه لاعبون يتوقع لهم شأن لو توافر الاهتمام والصقل أمثال الغنام والنداف والحلاق وغزال وبركات وشلحة وعاجي، لكن التجارب السابقة تقول غير ذلك وما علينا سوى الانتظار وإن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن