رياضة

في الطريق إلى قبة الفيحاء … لماذا يتم تغييب خيرة كوادرنا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟

نورس النجار :

أقل من شهر على انتخابات اتحاد كرة القدم، والشعار المرفوع حتى كتابة هذه الكلمات (نعم للتغييب، لا للتنافس الشريف)، وكما يقال (المكتوب مبين من عنوانه) وحتى الآن عنوان الانتخابات: المصالح والتكتلات والبقاء للأقوى، ولا مكان لمن يريد التطوير ولمن يريد العمل.
لعبة المصالح على أرض الفيحاء في أعلى وتيرة، والجميع يتحالف ويتكتل لتقاسم كعكة كرة القدم، انتخابات تكتيكية للروابط، الهدف منها وصول الشخص الذي صوته أمانه لشخص بحد ذاته ليكون داعماً في قياديته الكروية، ومن الخاسر؟ من دون أي تفكير الكرة السورية أكبر الخاسرين.
يتحدث الخبراء عن الانتخابات الحالية ويقولون: التكتلات والتحالفات عادة ما تكون من تحت الطاولة، لكن هذه المرة على (عينك يا تاجر) والمبدأ العام (اللي استحوا ماتوا)، فإن كانت هذه هي البداية، فكيف ستكون النهاية، وإلى أين ستسير الكرة السورية؟

الروابط
كما يعلم الجميع فروابط الحكام والمدربين واللاعبين لم نجد لها أثراً في السنوات الخمس الماضية وكانت في الفعل حبراً على ورق، وتم تشكيلها لأن قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم ينص على وجود مثل هذه الروابط في الانتخابات لأنها تملك أصواتاً انتخابية، وهدفها في اتحادنا جمع الأصوات فقط لأجل العملية الانتخابية لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وكما رأينا فهذه الروابط لم تفعل أي شيء أو تقدم أي شيء لكرتنا، وهي فقط أسماء تم وضعها لزيادة الأصوات الانتخابية، أو هدية ترضية لبعض الأشخاص ليبتعدوا عن كعكة كرة القدم التي (على ما يبدو) مقسمة لعدد محدد من الأشخاص فقط، ويمنع منعاً باتاً الاقتراب لمن هم دون الدعم والحظوة.
في انتخابات روابط الحكام ومع احترامنا للجميع وصل لرابطة التحكيم من قاد التحكيم في السنوات السابقة، ويتساءل البعض: ماذا قدمت لجنة التحكيم للتحكيم السوري؟ كم حكماً قاد مباريات في التصفيات المؤهلة لنهائياًت آسيا والنهائياًت الآسيوية؟ هل تم استدعاء حكامنا لأحد المحافل العربية أو القارية أو العالمية؟ لجنة الحكام رسبت في امتحانها، وعرفاناً من الحكام على رسوبها تم تجديد الثقة بها، وعلى ما يبدو هناك أعمدة جديدة من أعمدة التحكيم السورية لم تدمر بعد، الفساد الفكري ليس فقط بالأشخاص الذين وصلوا للروابط أو اللجان الرئيسية والفرعية، بل الفساد وصل للمنتخِبين الذين يمتلكون مصالح مع هؤلاء الأشخاص فانتخبوهم، ففي انتخابات اتحاد كرة القدم كل صوت له ثمنه، وبالنهاية هناك أشخاص بعينهم يجب أن يكونوا ضمن الروابط لأن الرابطة لها صوت في انتخابات اتحاد كرة القدم وهذا الصوت أمانة!
في انتخابات روابط اللاعبين كانت لعبة التحالفات والتكتلات واضحة وضوح الشمس وهدفها جمع الأصوات أيضاً كما حدث في رابطة الحكام.

تغييب
خلال انتخابات روابط الحكام واللاعبين كان واضحاً تغييب العديد من الأسماء التي تعتبر أحد المطالب الجماهيرية، والمشهود لها بالقدرة على التطوير، فإن تحدثنا عن روابط اللاعبين وعن الأسماء فلابد أن نسأل: أين عبد القادر كردغلي وهو نجم من نجوم الكرة السورية ومطلب جماهيري، لماذا تم تغييبه؟ أين وليد أبو السل وهو من خبراتنا الكروية المشهود لها؟ أين ماهر السيد الذي يبحث الآن عن ورقة ترشيح من ناديه، كل اللاعبين الذين ذكرناهم، وغيرهم من أعمدة كرتنا في مختلف الأندية لم يحصلوا على مبتغاهم من أنديتهم وتم إقصاؤهم من هذه العملية، وبالمقابل نجد من لا علاقة له بكرة القدم قد مسك الورقة ليرسم معالم كرة القدم بجهله فيها! وللأسف فإن الضرورات يجب أن تدفعنا ليكون ممثلو الأندية من خيرة خبراتنا الكروية وخصوصاً من اللاعبين وغيرهم من الإداريين المشهود لهم بالعمل الجيد ونظافة الفكر الكروي، ونظافة اليد أيضاً، فالكثير من اللاعبين والخبراء يستطيعون أن يكونوا صوتاً للاعبين يوصلون مشاكلهم وهمومهم لاتحاد كرة القدم ليتم حلها، ويستطيعون أن يديروا المنتخبات الوطنية بشكل حسن وحرفي ومهني، ومع احترامنا للجميع فمن أدار منتخباتنا الوطنية خلال الفترة السابقة لا يفقه أبجدية كرة القدم، ولم يمارس اللعبة، ووضح أن هدفه السياحة والسفر وما خفّ حمله وغلا ثمنه، والشواهد كثيرة ويعلمها الجميع.
في روابط التحكيم كذلك تم تغييب الكثير من الخبرات التحكيمية التي تملك الفكر التطويري البعيد عن المصالح، خبرات قادرة على تغيير دفة التحكيم نحو الأفضل، ونحن نسأل: أين هذه الخبرات؟ ولماذا تم تغييبها؟
مادامت المصلحة الشخصية والتحالف والتكتل هي السائدة في انتخابات اتحاد كرة القدم، وما دامت كرة القدم هي بالنسبة للبعض منجم ذهب، فلا يوجد أي دور لأي شخص يريد تطوير كرة القدم أو تطوير العمل الإداري والفني فيها، وسيبقى التغييب مستمراً ما بقي هناك أسماء بحد ذاتها تتكرر في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وعلينا أن ندرك أن المنصب ليس من يزين الرجال، بل الرجال هي التي تزين المنصب بعملها وإخلاصها وسمعتها وخبرتها، ومع احترامنا للجميع لم يأت من زيّن كرة القدم بعمله وبهذه الصفات، بل جاء من هدم عماد الكرة السورية بعمله!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن