سورية

واشنطن: السوريون ينبغي أن يحددوا كيف يريدون أن تحكم بلادهم … طهران تؤكد أنها وموسكو فرضتا إرادتهما على المطالبين بجدول زمني للعملية السياسية

الوطن- وكالات :

حضت الولايات المتحدة المعارضة في سورية على المشاركة في جهود «فيينا» لتحريك العملية السياسية، متعهدة بالوقوف إلى جانبها. وعلى حين كشفت إيران أنها وروسيا تمكنتا من فرض إرادتهما في اجتماع فيينا على من طالب بوضع جدول زمني لما يريده في سورية، أوضح العراق أن اجتماع فيينا هدف إلى «إيجاد إطار عمل يضمن وقف إطلاق نار شامل غير مشروط.. يعقبه السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين، والبدء بعملية سياسية».
في المقابل، انتقد الأمين لعام للأمم المتحدة بان كي مون بشكل مبطن السعودية وتركيا، إذ وصف رهن عملية التفاوض السياسي حول الأزمة السورية بمصير الرئيس بشار الأسد بالأمر «غير المقبول».
وبعد يوم على اجتماع فيينا، سعت السفارة الأميركية في دمشق إلى طمأنة المعارضة إلى ما جرى في العاصمة النمساوية يوم الجمعة. وفي تعليقات نشرتها على حسابها في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، قالت السفارة: «لقد كان لدى المعارضة السورية بعض أبرز أصدقائها حاضرين في اجتماع فيينا»، مبينةً أن «الشيء الأهم (في اجتماع فيينا) هو أن الجميع اتفق على أن بيان جنيف هو الأساس للحل في سورية. إذ إن بيان فيينا قائم على ذلك وعلى الاتفاقات السابقة». وأوضحت السفارة أن «الأمم المتحدة ستشرف على الانتخابات، التي يجب أن تكون شفافة وحرة ونزيهة، والمشاركة فيها مفتوحة أمام جميع السوريين بما في ذلك من هم في الشتات». وأضافت: «نتطلع جميعاً إلى تحريك هذه العملية إلى الأمام ومشاركة السوريين فيها في أقرب وقت ممكن»، مشيرةً إلى أن السوريين «ينبغي أن يحددوا لأنفسهم، وفقاً لمعاييرهم، كيف يريدون أن تحكم بلادهم»، وبينت أن «إنهاء العنف جزء لا يتجزأ من هذه العملية. إذ لن يكون هناك استقرار ما دام الأبرياء يعيشون في خوف دائم». وطالبت السفارة المعارضة بأن تدعم هذا الجهد، وختمت تغريداتها: «نقول لأصدقائنا في المعارضة السورية: نحن معكم وسنستمر بالوقوف إلى جانبكم لإيجاد حل لهذا النزاع». في غضون ذلك، كشف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان عن كواليس ما جرى في اجتماع فيينا. وقال في تصريح للصحفيين الإيرانيين، نقلته وكالة الأنباء «سانا»، إن «الاجتماع كان صعباً جداً، وترافق مع الكثير من التعقيدات، ولكنه يمكن أن يشكل بداية لمحادثات جيدة وبناءة متعددة الأطراف». وأوضح عبد اللهيان أن المشكلة الأولى في الاجتماع كانت وجود «فارق واسع» بين آراء مختلف الأطراف حيث سعى البعض إلى الإعلان عن جدول زمني لما يريده في سورية، في إشارة إلى السعودية وتركيا وفرنسا. وأضاف المسؤول الإيراني: «ولكن في النهاية وبفضل الجهود الإيرانية الروسية تم الاتفاق على سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وعلى العملية السياسية وأن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه دون جدول زمني». في غضون ذلك، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، أن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، حذر خلال مباحثات فيينا، من ارتباط الإرهاب في سورية، مع جماعات في دول الجوار.
ونقل جمال في حديث مع وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، نص كلمة الجعفري، والتي جدد فيها وجهة نظر العراق إزاء الأزمة السوريّة، التي تتلخص في أن الحل، والقرار النهائي في تحديد من يحكم سورية، وشكل النظام يجب أن يكون بيد الشعب السوري وحده. وأكد الجعفري، خلال المباحثات، ضرورة وقف نزيف الدم في سورية، والذي استمر لأكثر من أربع سنوات، مشدداً على ضرورة تجنب الحال الذي لحق العراق من الإرهاب بسبب امتداده. وأوضح جمال أن وزير الخارجية العراقي لمس خلال المباحثات جدية ورغبة في حل الخلافات المعنية بسورية، لكنه رأى أنها ليست كافية ما لم تعقبها خطوات عملية على الأرض. وفي انتقاد مبطن لمواقف السعودية وتركيا، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن رهن إطلاق العملية السياسية في سورية برحيل الرئيس الأسد، أمر «جائر» و«غير مقبول». وشدد بان في مقابلة مع صحف «ال باييس» و«ال موندو» و«إي بي سي» و«لا فنغارديا»، ونقلتها وكالة الأنباء الفرنسية: أن «مستقبل الرئيس الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري». وفي حديثه عن الحل المقترح، تشكيل حكومة انتقالية، لخص بأن التباين في المواقف، بقوله: «إن الحكومة السورية تصر على فكرة وجوب أن يكون الرئيس الأسد جزءاً منها فيما تقول دول عديدة وخاصة الغربية بأن لا مكان له فيها». وأردف قائلاً: «لكن بسبب ذلك أضعنا ثلاث سنوات، وسقط أكثر من 250 ألف قتيل وأكثر من 13 مليون نازح في داخل سورية إضافة إلى تدمير أكثر من 50% من المستشفيات والمدارس والبنى التحتية، لم يعد من الممكن إضاعة الوقت».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن