قضايا وآراء

عادل الجبير.. عيب التشدق بما تفتقده مملكتك

نعيم إبراهيم :

غريب أمر وزير خارجية آل سعود عادل الجبير.. أو ربما هو واضح أكثر من غيره في تنفيذ أجندات الغرب والكيان الصهيوني التي تستهدف الدول العربية وأنظمة بعينها لا لشيء إلا لأنها ترفض التساوق مع مشاريع تدمير الذات العربية بأدوات داخلية وخارجية.
ما تفتقت عنه ذهنية النظام السعودي منذ بداية «الربيع العربي» ضد سورية يصر الجبير اليوم على التمسك به.. رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
الجبير في ختام لقاء فيينا يتوعد «الخيار أمام بشار الأسد هو التنحي عن طريق عملية سياسية أو الهزيمة في ميدان القتال». وكان قال قبيل مغادرته للمشاركة «إن لم نصل لتفاهم حول رحيل الأسد فسنضطر إلى اللجوء لخيارات أخرى»، مضيفاً: «أن بلاده تؤيد إيجاد حل سياسي في سورية على ألا يكون للأسد دور في مستقبل البلاد».
وقال الجبير: إن «الخلافات الراهنة مع روسيا وإيران تتمحور حول متى وكيف سيرحل الأسد، وأن جلب إيران إلى اجتماعات فيينا هو لتوحيد المواقف واختبار جديتها».
إذا كانت السياسة فن الممكن فيجدر بالجبير أن يدرك مدلول وخطورة كل كلمة يتفوه بها حول العمل العربي المشترك والتضامن العربي والوحدة العربية ومعاهدة الدفاع المشترك والوحدة الوطنية والقومية العربية والشرق الأوسط الجديد والآخر الكبير والفوضى الخلاقة وحوار الحضارات وتكامل الحضارات وحقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومتمم كل ذلك وغيره ومحركه الصراع العربي- الصهيوني وآخر تجلياته المتمثل في الربيع العربي الذي يصح أن ننعته بالموت العربي انطلاقا من مقولة أحد عتاة الصهاينة «إن العربي الجيد هو العربي الميت».
هذا ما يرده عادل الجبير وغيره من رسميات الرجعية العربية، وإلا فلماذا يصر على التدخل في شؤون الدول العربية وتغيير أنظمتها تحت ذرائع واهية من مثل (محاربة الفساد وضرورة الإصلاح والعدل والمساواة والحرية والديمقراطية والتعددية و… الخ).
إن أي مقاربة ذاتية وموضوعية لهذه الأقانيم في مملكة آل سعود ستقودنا حتماً إلى التأكد من افتقار المملكة لأي منها. فأي فن ممكن تبتدعه سياسة الجبير عندما يشترط رحيل الرئيس الأسد للوصول إلى حل سياسي لـ( الثورة السورية.. الأزمة السورية.. الكارثة السورية.. النكبة السورية.. الحرب على سورية.. العدوان على سورية.. التحالف الدولي ضد النظام السوري وتحرير سورية… الخ) لا يهم التسمية بقدر ما يراد لسورية (الدولة والشعب والجيش والمقاومة والنظام.. الحاضر والمستقبل) من تدمير وإبادة في محاكاة لمصير الشعب الهندي الأحمر الذي أقيمت على أنقاضه الإمبراطورية الأميركية.
لذلك لا بد من تكرار السيناريوهات للوصول إلى النتيجة ذاتها. وفي مثل الحال العربية تكون أدوات التنفيذ داخلية والمخططون خارجيين، هم الأعداء ذاتهم الذين ما كلوا وما ملوا من محاولات فرض سيطرتهم على الوطن العربي الكبير ومقدرات أمته.
لهذا ولغيره يصر عادل الجبير اليوم على رحيل الرئيس الأسد كما أصر سلفه الفيصل على ذلك وكان له الدور المشهود في قتل الزعيم الليبي معمر القذافي وتدمير الجماهيرية العربية الليبية وقبل ذلك جمهورية العراق وتكريس حدود سايكس بيكو. لا بل المراد اليوم تفتيت المفتت وصولا إلى القضاء على العرب ومقدراتهم في كل المجالات.
وبعد
أي حديث عن محاربة الفساد وضرورة تحقيق الإصلاح والحرية والديمقراطية والتعددية، الأولى أن يتكرس اليوم في مملكة آل سعود وتحرير أرض الحجاز من هذه الأسرة الظالمة التي تهيمن على مقاليد الحكم منذ ما ينوف على مئة وخمسين سنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن