اقتصادالأخبار البارزة

في صمت حكومي مثير للريبة الدولار يتخطى 370 ليرة لأول مرة في التاريخ … مجلس الوزراء يختصر المشهد: ستصدر إجراءات تعزز صمود الليرة!!

ناقش مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية يوم أمس العديد من القضايا الخدمية والاقتصادية والهموم المعيشية وخاصة واقع القطاع الكهربائي ومياه الشرب والنقل وتوزيع مادة المازوت على المواطنين واستعدادات الجهات كافة لفصل الشتاء من خلال توفير مخازين إستراتيجية لمختلف المواد لضمان انسيابية السلع على الأسواق وكذلك المشتقات النفطية إلى محطات الوقود منعاً لحدوث أي اختناقات إضافة إلى تحسين أداء البلديات.
كما اطلع المجلس على الواقع الخدمي والمعيشي في المحافظات كافة وخاصة محافظتي حلب ودير الزور وبحث العديد من المشاريع المقترحة من عدد من الوزارات وأعاد عدداً منها لمراجعها للأخذ بالملاحظات وعرضها مجدداً على مجلس الوزراء.
بدوره قدم رئيس المجلس وائل الحلقي عرضاً لواقع أداء القطاعات كافة خلال الأسبوع الماضي مبيناً سعي الحكومة إلى رسم سياسات اقتصادية وتنموية تساهم في محاربة البطالة وتوفير فرص عمل جديدة تساهم في خلق الاستقرار لأبناء الوطن وأهمية ربط مخرجات التعليم بسوق العمل بالإضافة إلى الاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر بالتوازي مع تطوير القطاع العام الصناعي والاقتصادي ودعم وتنمية القطاع الخاص لما له من دور مهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة.
ووجه الحلقي وزارة الإدارة المحلية بتحسين خدمات الصرف الصحي ومصارف المياه وخاصة مع حلول فصل الشتاء مؤكداً ضرورة التشدد في منع التعدي على الشبكات الكهربائية ووضع حد للاستجرار غير المشروع.
وطلب رئيس مجلس الوزراء من وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي تأمين مستلزمات الموسم الزراعي القادم وزيادة المساحات المخطط لها لزراعة محصولي القمح والشعير من أجل زيادة المخزون الإستراتيجي من مادة القمح.
كما طلب من الوزارات كافة ضرورة استكمال خططها في إطار تنفيذ المشاريع التنموية ضمن الخطط الاستثمارية وموافاة مجلس الوزراء بالمشاريع الاستثمارية التي تم إنجازها، لافتاً إلى الإجراءات المعتمدة والقرارات التي ستصدر لتعزيز صمود واستقرار الليرة السورية بالإضافة إلى محاربة التهريب بكل مكوناته.
هذا ولم يتضمن البيان الصحفي الذي وزعه المكتب الصحفي في المجلس أي تفاصيل عن الإجراءات التي كما قيل ستصدر لتعزيز صمود واستقرار الليرة، في الوقت الذي واصل فيه الدولار بالارتفاع رسمياً وفي السوق السوداء متجاوزاً جميع المستويات التاريخية السابقة بعد تخطيه مستوى 370 ليرة سورية للمرة الأولى في التاريخ، ومن دون ظهور لمسؤولين في السياسة النقدية لطمأنة الناس، فالأسعار في الأسواق تلحق الدولار في كل لحظة، في ظل صمت حكومي مثير للريبة، وكأن النية ترك الدولار يرتفع لمستوى قياسي جديد ومن ثم تثبيته عنده لخدمة حسابات الموازنة.
يأتي ذلك في ظل استمرار تدخل مصرف سورية المركزي في السوق عبر شركات محددة، تم مخالفة إحداها وإغلاقها بالشمع الأحمر كما نشر التلفزيون العربي السوري اعترافات لصاحبها وبعض العاملين فيها حول المخالفات المرتكبة وخاصة التلاعب بالدولار في السوق السوداء. وكان مصرف سورية المركزي قد سعر دولار الحوالات الشخصية يوم أمس بـ341 ليرة سورية ووسطي المصارف بـ342.07 ووسطي شركات الصرافة بـ342.7.
وبالعودة لتفاصيل اجتماع المجلس يوم أمس، قدم الحلقي التعزية للأسرة الإعلامية السورية باستشهاد الإعلامية بتول مخلص الورار جراء قذائف الحقد والإرهاب التي أطلقتها العصابات الإرهابية على ضاحية حرستا مؤكداً أن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تزيدنا إلا تصميماً وإرادة على محاربة الإرهاب وهزيمته.
بعد ذلك قدم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عرضاً لآخر المستجدات السياسية على الساحة الدولية والحراك السياسي المتصاعد خلال الأسبوع الماضي في اتجاه إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وأكد الوزير المعلم أن التقدم في محاربة الإرهاب والقضاء عليه في سورية يفتح الباب أمام الحل السياسي معبراً عن ارتياحه بوجود تفهم دولي للموقف السوري بهذا الخصوص وخاصة روسيا الاتحادية مؤكداً أن الانتصارات التي حققها جيشنا الباسل على جميع الأراضي والمناطق السورية أحرج الممولين والداعمين له وهم في حالة إرباك مؤكداً أن الحل السياسي سوف يرسمه السوريون بأنفسهم من دون تدخل أو إملاءات خارجية وأن محاربة الإرهاب أولوية وطنية ودولية.
من جهته قدم وزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي عرضاً لواقع أداء قطاع الخدمات والاعتداءات المتكررة للمجموعات الإرهابية على هذا القطاع مؤكداً أن تعزيز المخزون الإستراتيجي من الفيول والغاز سوف يساهم في تعزيز وتحسين أداء القطاع الخدمي في مكوناته كافة.
وأشار الوزير غلاونجي إلى جاهزية القطاع الصحي لمواجهة أمراض فصل الشتاء وخاصة حالات الأنفلونزا التي ظهرت في مدينة طرطوس حيث تم معالجة المرض كما أشار إلى وجود ارتفاع في أسعار السلع في مدينة حلب وإلى الجهود المتخذة لتأمين المستلزمات المعيشية والحد من ارتفاع الأسعار وكذلك الاهتمام بتوفير المواد الغذائية والتموينية لمدينة دير الزور وكذلك المشتقات النفطية.
بدوره أكد وزير الصحة أنه يوجد لدينا رصد للواقع الصحي في كل المحافظات حيث تم رصد عدد من حالات الأنفلونزا والإسهالات جاءت بسبب انخفاض درجات الحرارة وخاصة في محافظات حماة واللاذقية وطرطوس وقامت الفرق الطبية بمتابعة هؤلاء المرضى ومعالجتهم وهم في طور التعافي.
بعد ذلك بحث مجلس الوزراء مشروع قانون تعديل المادة 4 من المرسوم التشريعي رقم 24 لعام 2006 المتضمنة تعديل المادة 87 من قانون الخدمة العسكرية رقم 18 لعام 2003 لجهة ترقية العريف المتطوع إلى رتبة رقيب واستحقاقه الدرجة المحاذية لدرجته، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال إصداره.
كما بحث المجلس مشروع قانون تعديل الفقرتين (ب-ج) من المادة 20 من المرسوم التشريعي رقم 26 لعام 2007 المتعلق بالأحوال المدنية لجهة تسجيل شهادات الولادة والوفاة والمدة القانونية اللازمة لذلك، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال إصداره.
وبحث المجلس مشروع قرار مجلس الوزراء بتفويض وزير المالية بمنح مؤسسة الإسكان العسكرية سلفة من أموال الخزينة الجاهزة لتتمكن من صرف الزيادة الصادرة بالمرسوم التشريعي رقم 41 تاريخ 23/9/2015 وذلك عن ثلاثة أشهر من عام 2015.
بعد ذلك قدم مجلس الوزراء التعازي القلبية الحارة للشعب والقيادة والحكومة الروسية بضحايا الطائرة المنكوبة وأكد الدكتور الحلقي أن هذا الحادث المأساوي الأليم يبعث على الحزن والأسى في قلوب السوريين جميعاً الذين يقدرون الشعب الروسي الوفي والعظيم والبطل وقيادته الحكيمة والشجاعة ووقوفه إلى جانب الشعب السوري الصامد في تصديه للإرهاب العالمي معبراً عن ثقته بأن الشعب الروسي الصديق قادر على تجاوز هذه الحادثة المأساوية ومعبراً عن ارتياحه لتنامي العلاقات بين البلدين على كل الصعد، هذا وكان الدكتور الحلقي قد بعث ببرقية تعزية للسيد ديمتري ميدفيديف رئيس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن