سورية

التنـــــاقض الأميــــركي يتواصــــــــل.. البيت الأبيض: لنا مع الروس هدف مشترك في مكافحة داعش.. والخارجية الأميركية تواصل التشهير بالحملة الجوية الروسية

وكالات :

ذكر البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وروسيا، يجمعهما هدف مشترك في سورية يتمثل في مكافحة تنظيم داعش، على حين رفضت وزارة الخارجية الأميركية تقديم أدلة على مزاعمها بشأن تدمير طائرات سلاح الجو الروسي لأهداف مدنية خلال غاراتها على مواقع التنظيمات الإرهابية في سورية.
وبينما دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قراره إرسال عناصر من القوات الخاصة الأميركية إلى سورية بوصفه لا يخالف تعهده بعدم نشر «قوات على الأرض» السورية، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن ترشح الرئيس بشار الأسد للانتخابات المقبلة في سورية سيعني «عجز» فرنسا عن حل الأزمة.
وفي أول تصريحات تتعلق بنشر القوات منذ الإعلان عن ذلك مطلع الأسبوع الجاري، قال أوباما في مقابلة مع برنامج «إن. بي. سي نايتلي نيوز»، «ضع في الاعتبار، أننا قمنا بعمليات خاصة بالفعل، وهذا في حقيقة الأمر مجرد امتداد لما نحن مستمرون في القيام به»، في إشارة إلى العملية التي نفذها الكومندس الأميركي في شهر أيار الماضي، واستهدفت القيادي البارز في تنظيم داعش أبو سياف قرب أحد المواقع النفطية بمحافظة دير الزور.
ويمثل نشر قوات أميركية على الأرض تحولاً بعد أكثر من عام على اقتصار المهمة في سورية على الضربات الجوية ضد داعش. وأضاف أوباما خلال المقابلة، التي نقلت وكالة «رويترز» للأنباء مقتطفات منها: «نحن لا نضع قوات أميركية على جبهات قتال تنظيم داعش.. كنت متسقاً دائماً في أننا لن نقاتل كما فعلنا في العراق من خلال الكتائب والغزو.. هذا لا يحل المشكلة».
وعند إعلان عملية النشر، قال البيت الأبيض: إن القوات ستكون في مهمة «للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة» وإن العدد سيكون أقل من 50 فرداً.
وقبل العام الماضي، استبعد أوباما، الذي يعارض إرسال قوات إلى حروب الشرق الأوسط، إرسال قوات برية أميركية إلى سورية. وخلال خطاب تلفزيوني للأمة في أيلول 2013، قال أوباما: «لن أرسل قوات أميركية على الأرض في سورية». وخلال العام المنصرم أكد أنه لن يرسل قوات «قتالية» إلى هناك.
في الغضون، أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، أن الولايات المتحدة وروسيا، يجمعهما إلى حد ما، هدف مشترك في سورية وهو مكافحة تنظيم داعش.
وقال رودس متحدثاً أمام مؤتمر في العاصمة الأميركية واشنطن، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «بصراحة، إلى حد ما، مصلحتنا المشتركة هي محاربة تنظيم (داعش) وضرورة هزيمته»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي لا ينظر «إلى الوضع على أنه شد حبال على الساحة الدولية، من قبل الذين لديهم إمكانيات للتأثير بقدراتهم في الشرق الأوسط»، في إشارة إلى رفض أوباما أن ينجر إلى حرب بالوكالة مع روسيا في سورية.
وعلى الرغم من ذلك، تمسكت الإدارة الأميركية بسياسة التشهير بالعمليات الروسية الحربية في سورية. وفي هذا السياق، جددت وزارة الخارجية الأميركية رفضها الكشف عن «معلومات استخباراتية» تزعم واشنطن أنها تثبت استهداف منشآت مدنية بينها مستشفيات في سورية، بغارات روسية.
ونصحت مديرة المكتب الإعلامي بالخارجية الأميركية اليزابيث ترودو الصحفيين الذين طلبوا منها الكشف عن المواقع التي استهدفت فيها الطائرات الروسية «منشآت مدنية»، بالتوجه إلى «منظمات غير حكومية تعمل على الأرض وإلى مصادر مفتوحة»، وفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم».
وذكرت ترودو أنها لن تدخل في «المسائل الاستخباراتية والتقييمات بشأن البيانات العملياتية».
وقبل يومين دحضت وزارة الدفاع الروسية مزاعم قصف المستشفيات في سورية جراء غارات روسية. وقدم الناطق باسم الوزارة للصحفيين صوراً جوية التقطت يوم السبت الماضي تبين أن مبنى مشفى بلدة سرمين بريف إدلب، سليم، بخلاف ما زعمته جمعية «المجتمع الطبي الأميركي السوري» المسجلة في الولايات المتحدة.
في سياق منفصل، أطلعت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي سوزان رايس وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على قرارات أوباما الخاصة بتعزيز الإجراءات الأميركية الرامية للتصدي لتنظيم داعش بما في ذلك زيادة المساعدات العسكرية الأميركية للأردن الخاصة بمواجهة داعش.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايس، أن رايس أكدت لجودة خلال لقائهما الإثنين في البيت الأبيض، «التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم أمن واستقرار الأردن». وأشار نيد وفقاً لما نقلته وكالة «الشرق الأوسط» المصرية للأنباء، إلى أن الجانبين «بحثا الخطوات القادمة لدعم العملية الانتقالية في سورية عقب المباحثات الإيجابية التي أجرتها الأطراف الإقليمية والدولية في فيينا يوم الجمعة الماضي».
من باريس، رفض الرئيس الفرنسي أن يترشح الرئيس الأسد للانتخابات المقبلة في سورية، في تدخل صارخ بالشؤون السورية ومصادرة لحق شعبها في تقرير مصيره.
وأيد هولاند في تصريحات لإذاعة «أوروبا1»، نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، اجتماع فيينا، الذي شاركت فيه إيران وغيرها من الأطراف من أجل إيجاد حل سياسي للقضية. واعتبر أن «الحل الوحيد (للأزمة في سورية) هو إجراء انتخابات في وقت ما»، واستدرك قائلاً: «طبعاً، بعد إحلال الأمن، لكن من دون أن يترشح (الرئيس) الأسد في هذه الانتخابات». وأضاف: إن مشاركة (الرئيس) الأسد في أي انتخابات جديدة ستكون بمنزلة «إقرار بعجزنا عن التوصل إلى حل للأزمة السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن