سورية

القاهرة تعتبر اجتماع فيينا نقطة تحول مهمة والعربي يستنكر عدم دعوة الجامعة

القاهرة – رلى الهباهبة- وكالات :

فيما استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عدم دعوة الجامعة لاجتماع فيينا الذي بحث مسألة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، اعتبرت القاهرة أن الاجتماع «نقطة تحوّل مهمة» في التعامل مع الأزمة السورية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد أن اجتماع فيينا بشأن سورية الذي عقد يوم الجمعة الماضي بمشاركة مصر وما دار فيه وما نتج عنه من محادثات، يعزز من الطرح المصري بشأن الأزمة ويؤكد أن الرؤية المصرية كانت من البداية ثاقبة وأن هذا هو المسار الطبيعي والمنطقي للأمور في إطلاق عملية سياسية.
وأضاف أبو زيد في تصريحات للصحفيين: إن هناك اتفاقاً على عقد جولة أخرى من المحادثات خلال الفترة القادمة بنفس هذا التشكيل، مؤكداً أن مصر تدفع دائماً بطرف «المعارضة السورية المعتدلة» كشريك في الحوار القادم، وأسهمت في منح الفرصة لـ«المعارضة» في التواصل مع المجتمع الدولي، لذلك «وبحسب المستشار» فإن هناك إدراكاً متزايداً من جانب الأطراف الدولية الكبرى لأهمية أن تكون تلك «المعارضة» التي شاركت في اجتماعي القاهرة الأول والثاني على طاولة أي مفاوضات قادمة.
وأوضح أبو زيد أن اجتماع فيينا الأخير بشأن سورية مثّل نقطة تحوّل مهمة للمجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السورية، لكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي كل هؤلاء الأطراف المؤثرين والمتأثرين بالأزمة على طاولة محادثات واحدة.
ووصف الاجتماع بأنه خطوة مهمة وإيجابية، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك توقعات بحدوث اختراق في أول لقاء، لأنه من المعروف وجود بعض الأطراف لديها مواقف متباينة تجاه بعض عناصر الأزمة السورية.
ونوه أبوزيد بأن العنصر الإيجابي أن الدول التي اجتمعت في فيينا تمكنت من الاتفاق على نقاط توافق نراها إيجابية ومهمة، ومنها الحديث على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وأن الحل سياسي وليس عسكرياً والحل السوري السوري على أساس مرجعية «جنيف 1» وضرورة مكافحة الإرهاب وإطلاق عملية سياسية جادة متزامنة مع وقف لإطلاق نار.
وأشار المستشار أبو زيد إلى أن كل هذه عناصر تعتبر مهمة وأساسية لإطلاق عملية سياسية جادة، لافتاً إلى أن البيان الختامي لاجتماع فيينا أقر بوجود خلافات، ولكن هناك رغبة في استمرار الحوار وفي تسوية تلك الخلافات وكيفية تنفيذ البيان.
ورداً على سؤال حول إمكانية مشاركة أطراف سورية من «النظام» و«المعارضة» في جولات قادمة من المحادثات، قال أبوزيد: إن المحادثات الحالية تساعد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لإنشاء مجموعات عمل وإطلاق حوار سوري- سوري، مؤكداً أن هناك اجتماعات قادمة لأحكام هذا الملف وهناك أسئلة كثيرة تحتاج إجابات حول طبيعة من يشارك في الحوار وكيفية تنفيذ وقف إطلاق النار وفرضه ومراقبته والإطار الزمني لهذه العملية، مضيفاً: إن هناك الكثير من التفاصيل التي تحتاج المزيد من النقاش، ولابد من الإبقاء على هذه المجموعة «مجموعة فيينا» متماسكة والحفاظ على نقاط الاتفاق فيها لكي تصل إلى الهدف.
وبشأن مجموعة الاتصال التي كانت قد اقترحتها موسكو، اعتبر أبوزيد أن المطروح الآن هو الإطار الحالي في إطار فيينا، حيث كانت هناك أفكار كثيرة طرحت في سبيل توحيد الصف وحاولت الاتفاق على خطوط عامة ويجب أن ننتظر إلى أين تأخذنا هذه المحادثات.
من جهته استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية، عدم دعوة الجامعة لاجتماع فيينا بشأن الأزمة السورية قائلاً: «لا أدري لماذا لم تتم دعوة الجامعة العربية لهذا الاجتماع»، موضحاً أن هذه الأزمة هي الشغل الشاغل للجامعة خلال السنوات الأخيرة، حيث قامت بزيارات كثيرة لدمشق والمتابعة وإيفاد مراقبين، ثم تمت إحالة الموضوع لمجلس الأمن.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس مع الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيرديكا موغريني، بمقر الأمانة العامة الجامعة العربية، بحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أشار العربي إلى أن الاجتماعات الأخيرة بشأن سورية قد تؤدي إلى انفراجة قريبة في الأزمة، مؤكداً أنها أسوأ مأساة إنسانية في القرن الواحد والعشرين، فيما قالت موغيريني، إنها بذلت جهوداً مشتركة مع جامعة الدول العربية من أجل تجنب الأزمات الحالية وإيجاد الحلول المشتركة لإنهاء الحرب في سورية وليبيا، والتعثر بعملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أنها مسألة تثير الكثير من قلقهم، كما تمت مناقشة قضايا أخرى يجري العمل بشأنها.
وأضافت موغيريني: إنه أتيحت لهم الفرصة لبحث القضايا المشتركة، حيث يشترك الاتحاد الأوروبي في الفضاء التاريخي والجغرافي، ويشعر بمسؤولية مشتركة لجعل شعوب المنطقة تشعر بتلك الجهود، مؤكدة أنها لن تكون الزيارة الأخيرة لها للمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن