ثقافة وفن

ورشة عمل الثقافة والإعلام… دور الصحافة في نشر الوعي الموسيقي … تغيب النقد الصحفي عن المادة الموسيقية

عامر فؤاد عامر – تصوير: طارق السعدوني :

استكمالاً لنشاط ورشة عمل الثقافة والإعلام التي شارك بها ممثل وسائل الإعلام المحليّة، وممثلون من وزارة الثقافة في 8 شهر أيلول الماضي، تتابع الورشة نشاطاتها بناءً على رغبة المشاركين فيها من خلال محاضرات يُتمم فيها الصحفي والمتتبع للخبر نقاط الضعف التي يمكن أن يقع فيها من خلال تناوله لمواد نقديّة في مجالات متنوّعة فيما يتعلق بالعمل الصحفي والتغطيات الإعلاميّة في مجالي الثقافة والإعلام.

مشاركون وضيوف
والبداية كانت في مجال الموسيقا، والأعمال الفنيّة، وكيفيّة تناول المادّة الصحفيّة النقديّة، في هذين المجالين، في ظل غياب التخصص الصحفي لدينا، وقد استضافت الورشة كلّاً من عميد المعهد العالي للموسيقا «أندريه معلولي»، وقائد الفرقة الوطنيّة للموسيقا العربيّة «عدنان فتح الله»، للإضاءة والتعريف حول أهم النقاط التي يجب على المادّة الصحفيّة أن تشملها، وكانت المشرفة على الورشة «لبنى بشارة» مديرة التنمية الإدارية في وزارة الثقافة التي رحبت بالمشاركين وبالضيوف وأدارت المحاضرة ولخصت أهم النقاط الأساسية في الورشة.

في مفهوم الموسيقا
الموسيقي «اندريه معلولي» قدم تعاريف مبسّطة لمفهوم الموسيقا والمدخل إليها، وقام باستعراض بسيط لتقسيم الموسيقا؛ فأوضح للمشاركين الموسيقا الكلاسيكيّة، التي تعني الإنسانية كلّها، ولا تخصّ شخصاً من دون آخر، مع نفي معلومة أن الأوركسترا فقط للغرب، بل هي للشرق أيضاً، على الرغم من ضعف تطوير مختصّي الموسيقا الشرقيّة فيها، وبيّن أن هناك موسيقا مختصة بالشعوب أو مختصة ببلد معين من دون آخر، وهنا يمكن تجزئة الموسيقا في هذا الميدان، كالموسيقا الحلبيّة أو الشاميّة أو الباريسيّة أو غيرها، التي تتأثر بعادات الشعوب، وساكني المكان فقط، أمّا الموسيقا الكلاسيكيّة فهي ذات قواعد ثابتة، واضحة، تعني كلّ البشر أينما قطنوا، وأيضاً من النقاط التي ألقى «معلولي» الضوء عليها هي: أهمية أن يدّرك الصحفي بعض المصطلحات الموسيقيّة؛ قبل تقديمه أي كتابة عن المجال الموسيقي، وفهم طبيعة العصر التي أنتجت القطعة الموسيقيّة، وأهمية الموسيقا كلغة ضروريّة في حياتنا، وتقدّم الأبحاث الموسيقيّة في العالم، ووصولها لمرحلة العلاج في الطبّ الحديث وغيرها من النقاط المهمّة أيضاً.

في الموسيقا العربيّة
بدوره الموسيقي «عدنان فتح الله» شارك في مجموعة من الأفكار الغنيّة التي تعني الصحفي، والمادّة الموسيقيّة النقديّة، وكانت حول الأوركسترا الشرقيّة، وواقع الموسيقا الحالي في بلدنا، وأوضح فكرة الموسيقا العربيّة، وخدمتها للشعر المغنّى، بالتالي هذا ما سبب ضعف التطوّر في الموسيقا العربيّة، وأشاد بإقامة المعهد العالي للموسيقا في دمشق منذ العام 1990 الذي قدّم إبداعات مهمّة، وما يزال يقدّم، ويصدّر الموسيقا العربيّة بطريقةٍ حضاريّة، لافتة للانتباه. وقد تحدّث «فتح الله» عن نقاط كثيرة عرّف فيها الآلات التي تستخدم في الأوركسترا الشرقيّة، والفرق بين الأوركسترا الشرقيّة والغربيّة، والفرق بين الموسيقا العربيّة والغربيّة، وقدم شرحاً سريعاً عن المقامات الموسيقيّة، وغيرها من النقاط التي تهمّ الصحفي، والباحث في الموسيقا والنقد الموسيقي.

في الوعي الموسيقي
خلال المحاضرة أيضاً تمّت الإجابة عن نقاط وأسئلة طرحها المشاركون في الورشة على المحاضرين، وتمّ تأكيد نقاط كثيرة منها: كيفيّة تعامل الصحفي مع الفنان الموسيقي، وتغطية الحفلة الموسيقيّة، وأهمية التجارب السوريّة التي تمثلت في المعهد العالي للموسيقا في دمشق، والعلوم التي يتلقاها الطالب في هذا المعهد وميّزة المعهد في كون المعهد الوحيد عالميّاً في تعليم الموسيقا العالميّة والعربيّة معاً لكلّ طلابه مهما كانت اختصاصاتهم، وتمّت الإضاءة على بعض المساهمات الأخيرة كأمثلة على العمل المستمر مثل الأعمال الفنيّة التي قُدّمت بمناسبة ذكرى وفاة الفنان الكبير «وديع الصافي» من خلال إعادة توزيع موسيقا الأغاني بطريقة أكاديميّة متجددة، وفرادة العمل على مستوى العالم، وكذلك حفلة «رباعي العود» التي تعدّ تجربة رائدة على مستوى العالم، وأيضاً تمّت الإشارة لنقاط كثيرة تشير لقلّة الوعي الموسيقي في بلدنا، وأهمية العمل الصحفي في تقديم المعلومة التوضيحيّة والتعريفيّة للناس من خلال الوسائل الإعلاميّة المتاحة. أيضاً أكد المحاضران على عناصر مهمّة وضروريّة لا بدّ للصحفي من العمل على نقدها وتوضيحها كالعلاقة بين المايسترو، والجمهور، والمطرب، وأفراد الأوركسترا بالعموم، والمؤلّف الموسيقي، وغيرها من العناصر التي يجب إلقاء الضوء عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن