شؤون محلية

أولوية الإغاثة

محمود الصالح :

يبدو أن معظم الجهات العاملة في مجال الإغاثة على مختلف مجالاتها لم تستطع حتى الآن تلمس الطريق الصحيح لذلك بسبب العمل العشوائي الذي يعتقد البعض أنهم يبذلون جهداً كبيراً في سبيله.
لكن وبعد مرور ما يقارب أربع سنوات على ازدياد زخم العمل الإغاثي ما زالت الجهات العاملة في هذا المجال ينفرد كل منها في العمل غير المخطط وغير المنضبط ليس هذا فحسب بل يهاجم بعضها بعضاً في الاجتماعات وأمام المواطنين كل منها تدعي شفافيتها في تقديم أفضل المساعدات للمحتاجين والمهجرين الذين تؤكد الإحصائيات التقديرية أنهم تجاوزوا خمسة ملايين وتركزت إقامة هؤلاء في المناطق الآمنة وإذا كانت الجهات الأهلية والرسمية قد ساهمت بشكل كبير في التخفيف من معاناة اللاجئين من خلال توفير الحد الأدنى من المساعدات لكن هذه الأعمال المشكورة لم تكن منظمة بحيث إن نقل ملف الإغاثة من الشؤون الاجتماعية إلى الإدارة المحلية بسبب ما قيل فيها عن وجود فساد فإن الوزارة ما زالت تشرف على الجمعيات الخيرية، التي لا تتلقى من الوزارة أي مساعدات وكل جمعية تعمل بشكل منفصل وحسب نشاط مجلس إدارتها وحسب الدعم المالي الذي تتلقاه من الأيادي الخيرة ومن المؤسف أننا لم نتمكن من تأطير العمل الإغاثي بشكل واضح سواء لناحية التنظيم أو توزيع الخدمات، وحتى الآن لا توجد شروط واضحة للاستفادة من المساعدات التي تقدم في إطار الإغاثة حيث نجد عائلات يصل مصروفها اليومي إلى آلاف الليرات ومع ذلك تنافس المهجرين على السلل الغذائية وهناك عائلات مهجرة لم تحصل حتى الآن على حصيرة أو شادر يقيها برد الشتاء، كل ذلك أدى إلى نشوء سوق رائجة لبيع ما تحويه هذه السلة. كل ذلك على حساب المحتاجين ونعتقد أنه يجب أن يوضع برنامج واضح تلتزم به كل الجهات العاملة في مجال الإغاثة يحدد المستفيدين ويقدم أفضل المواد وبشكل كاف لحاجة المهجرين وعدم اعتبار السلة الغذائية أو المساعدة المادية مكسباً يسعى إليه كل من له صولة وجولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن