قضايا وآراء

ماذا يتوقع خبراء المال والنفط للسعودية في الأعوام الثلاثة المقبلة

تحسين الحلبي :

تؤكد جميع المواقع الإلكترونية لأسواق وأسعار النفط أن السعودية هي الخاسر الأكبر من تخفيض أسعار برميل النفط وهو الذي أجبرتها واشنطن على فرضه لتخفيض أرباح روسيا من النفط وتشير مجلة (فايننشال تايمز) إلى أن قيمة العجز في الميزانية السعودية العامة بلغت في عام 2015- 130 مليار دولار ومع تزايد نفقات الحرب السعودية على اليمن يرى المختصون في الوضع الاقتصادي السعودي أن السعودية لن تتمكن من الاستمرار في حربها على اليمن بسبب تصاعد النفقات المالية لأكثر من سنتين أو ثلاث، وستنعكس هذه الخسارة على دول الخليج الأخرى التي ورطتها السعودية في الحرب على اليمن، وفي تخفيض أسعار نفطها بموجب السياسة الأميركية ويرى (دالان ماك أندريه) في الموقع الإلكتروني (أويل- برايس) أن جبهات الحرب المباشرة (ضد اليمن) وغير المباشرة (ضد سورية ولبنان والعراق وإيران) والمتطلبات المالية لسكوت السعوديين ستزيد من نسبة العجز في الميزانية لتصل إلى 20% وهو رقم يهدد الوضع الداخلي على كل المستويات الشعبية والاجتماعية والاقتصادية وهذا ما يتوقعه الخبراء لمستقبل السعودية في الأشهر والسنوات المقبلة.
وكانت مجلة (فوربز) المالية الشهيرة قد نشرت تحليلاً مثيراً بقلم (جيمس كونكا) تحت عنوان: «الولايات المتحدة هي الرابح في حرب النفط مقابل السعودية» يشرح فيه أن مستقبل السعودية النفطي سيتدهور بشكل كبير أمام تزايد استخراج النفط في مختلف أرجاء العالم وخصوصاً لأن الولايات المتحدة ستصبح بعد سنوات قليلة من أكبر الدول المصدرة والقادرة على القيام بدور كبير في إبعاد المنافسين وأهمهم السعودية (الحليفة والصديقة) وروسيا (المنافسة والخصم العالمي) عن التأثير على أسواق النفط.
ويقول (جون بيرجيس) الدبلوماسي الأميركي المختص بالشرق الأوسط: إن السعودية كانت تحصل سنوياً على 360 مليار دولار حين كان سعر برميل النفط 115 دولاراً وحين أصبح سعره 85 دولاراً فقدت 90 ملياراً في السنة وخسرت نصف هذا المبلغ 360 حين أصبح سعر البرميل 50 دولاراً؟! وهذا ما دفع الأمير وليد بن طلال إلى الجنون حين أعلن أن السعودية ستشهد كارثة في السنوات المقبلة.. ويرى خبراء عسكريون في أوروبا وروسيا أن الحرب السعودية على اليمن ستفرض خسارة مزدوجة على السعودية سواء انتصرت فيها أو لم تنتصر لأنها حرب سعودية بالوكالة عن الولايات المتحدة التي ستصبح الرابح الأكبر من انغماس السعودية في هذه الحرب ومهما كانت نتيجتها بل إن الموقع الإلكتروني (أنتي وور) يرى أن استمرار استنزاف السعودية وبقية دول الخليج في هذه الحرب سيوفر لواشنطن مصالح سياسية ومالية في منطقة الشرق الأوسط… ويقول (بيرجيس): إن السعودية قد تصمد خمس سنوات فقط إذا بقي سعر البرميل ما بين 50 و45 دولاراً لكنها ستؤجل وتلغي برامج ومشاريع ونفقات كثيرة وستخفض الدعم المالي للتعليم ويقول (جوزيف هولمان) الخبير في شؤون النفط والسياسة الأوروبية: إن واشنطن تحارب من خلال تخفيض أسعار النفط من أجل منع روسيا من زيادة دخلها من ناحية ولأن واشنطن تسعى إلى تسخير السعودية لمد شبكة أنابيب غاز لأوروبا وهذه الشبكة لا يمكن أن تمر إلا عبر سورية التي ستدافع عنها روسيا لأسباب إستراتيجية وإقليمية في المنطقة.
ويرى (آمبروز بريتشارد) في صحيفة (ذي تيلغراف) البريطانية أن السعودية ستظهر فيها المتاعب والأزمات الداخلية خلال السنتين المقبلتين بسبب هذه السياسة النفطية التي تجبرها عليها واشنطن فالسعودية لن تستطيع المحافظة على توازن ميزانيتها السنوية إلا حين يكون سعر البرميل 106 دولارات على حين أن النرويج يمكنها المحافظة على ميزانيتها حتى حين يصبح سعر البرميل 40 دولاراً والنرويج من الدول المصدرة للنفط… ويضيف (بريتشارد) إن السعودية ستجد نفسها قد وقعت في (فخ) لأنها ستتحول بعد سنتين أو أكثر إلى دولة متوسطة في إنتاج النفط بالمقارنة مع الدول التي ستنتج (النفط الصخري) وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي لن يكون من مصلحتها سوى منافسة السعودية وتحجيم دورها في سوق النفط… ويتوقع (بريتشارد) ألا يبقى في ميزانية السعودية عام 2018 سوى 200 مليار دولار وستضطر إلى انتهاج سياسة تقشف حادة تعجز فيها عن تقديم الدعم المالي لمن يعمل معها ضد طهران وسورية ولن تأسف الولايات المتحدة حينذاك على السعودية؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن