رياضة

الدوري الكروي… ملاحظات وذكريات … اتحاد الكرة لم يكن جاداً بتطبيق قوانين كرة القدم

نورس النجار :

أسبوع وينطلق الدوري الكروي في موسمه الجديد بثوبه القديم الذي أصر اتحاد الكرة الذي يودع أيامه الأخيرة على أن يكون على الشكل ذاته رغم ملاحظات الأندية وخبراء اللعبة ووسائل الإعلام عليه.
الدوري الجديد لن يختلف عن سابقيه إلا بزيادة العدد فبلغ عدد المشاركين عشرين فريقاً وهو رقم لم يصل إليه الدوري المحلي سابقاً، وله محاذيره الكثيرة وسلبياته المتعددة.
وتم توزيع الفرق على مجموعتين ضمت كل مجموعة عشرة فرق، ستلعب مبارياتها بين دمشق واللاذقية على مرحلتين متناوبتين.
في هذه الحلقة نتناول قضية هبوط الفرق التي تجنبها اتحاد الكرة ونتناول آثارها السلبية على أن نتابع باقي الفصول والقضايا في حلقات قادمة.

تضخم
السمة الرئيسية التي صار شكل الدوري في السنوات السابقة أن الهبوط ملغى لأسباب عديدة، منها عراقة الأندية الهابطة، ومنها ضغوط الأندية وتمسكها بمسوغ الأزمة، والأهم من كل ذلك عدم جدية اتحاد الكرة في فرض الهبوط على الدوري.
وعلى الدوام كانت الأندية الهابطة عريقة كالاتحاد والحرية وتشرين وحطين وجبلة والكرامة، وأخيراً جاء الدور على الجزيرة والجهاد، فكان إلغاء الهبوط لأسباب معللة، وهي عدم غياب هذه المحافظات الكبيرة عن الدوري.
هذا الأمر أفقد الدوري القدرة التنافسية بين فرقه، لأن قناعة فرقنا بعدم وجود هبوط جعلها تؤدي مبارياتها من باب تأدية الواجب فقط.
وعلينا هنا أن نتذكر أن فريقين فقط تم تطبيق الهبوط عليهما في السنوات الخمس الماضية وهما فريقا الحرية وأمية، وذلك في الموسم قبل الماضي بعد عملية فريدة من نوعها تم تسميتها بالدورة السداسية، وكان هدفها إنقاذ فريقي حلب، لكن الحرية أخفق بعكس الاتحاد وبقي عوضاً عنه الفتوة، وهبط مع الحرية فريق أمية وها هما عادا هذا الموسم من جديد.
والهبوط لم يتحقق في موسم 2010-2011 لعدم اكتمال الدوري وقد يكون هذا القرار هو الصحيح بين كل القرارات العشوائية المتخذة.

الموسم الثاني
موسم 2011-2012 انطلق الدوري على مجموعتين بمشاركة 16 فريقاً بعد أن انضم فريقا مصفاة بانياس والحرية إلى الدوري لصعودهما من الدرجة الثانية، وكان هذا الدوري هو الأول الذي يقوده اتحاد صلاح رمضان، فأقر نظاماً جديداً، بحيث تتأهل الفرق الأربعة الأولى من كل مجموعة لتلعب على بطولة الدوري، على حين تلعب الفرق التي احتلت المراكز الأربعة الأخيرة بكلتا المجموعتين لتفادي الهبوط، حيث كان من المقرر أن يهبط فيه أربعة فرق.
ولكن لم تكتمل الصورة بين الفرق المتأهلة، ولم تتضح صورة الهبوط في دوري تفادي الهبوط.
في دوري المتأهلين غاب الكرامة والوثبة عن الدوري لأسباب الأزمة، ومثلهما غاب أمية في مجموعة الهبوط، والمفترض أن يهبط الثلاثة حسب قوانين اللعبة، لكن اتحاد الكرة جنب الكرامة والوثبة الهبوط باعتبارهما نجوا من الهبوط من خلال مباريات الدوري في الدور الأول، وأمية قدّر ظروفه اتحاد الكرة فأعفاه من المشاركة وبالتالي من الهبوط، أما الفرق التي جاءت بالمراكز الأخيرة فكانت على التوالي: الجزيرة وحطين والنواعير وتشرين وأمام الاعتراض وأمام سوء الإدارة وعدم جدية القرار تم إلغاء الهبوط، وتم رفع عدد الفرق إلى 18 فريقاً بتأهل فريقي المحافظة والجهاد الوافدين من الدرجة الثانية.

الموسم الثالث
موسم 2012-2013، لم يشارك فيه الفتوة والجهاد لأسباب الأزمة، وبنتيجة المباريات التي جرت بعد توزيع الفرق على مجموعتين جاء فريقا الجزيرة والنواعير في قاع المجموعة الأولى، وتذيل فريقا أمية والكرامة المجموعة الثانية، ومن المفترض أن يهبطوا إلى الدرجة الثانية.
لكن اتحاد الكرة أبقى الحال على ما هو عليه، فلم يهبط أحد من الفرق، ولم يتخذ أي قرار بشأن عدم مشاركة الفتوة والجهاد، ولم يصعد أحد من الدرجة الثانية لعدم إقامة هذا الدوري في هذا الموسم، فبقي عدد الفرق كما هو (18) فريقاً.

الموسم الرابع
موسم 2013-2014 أيضاً كغيره من المواسم انطلق على مجموعتين وتم إقرار هبوط أربعة فرق، بواقع فريقين من كل مجموعة، وجاء فريقا الاتحاد والفتوة أخيرين في المجموعة الأولى، والحرية وأمية كانا أخيري المجموعة الثانية.
اتحاد الكرة ابتدع فكرة جديدة لمنح الهابطين فرصة البقاء بالدوري، فأضاف إليهم فريقي العربي وحرفيي حلب وهما وصيفا النضال وجبلة المتأهلين إلى دوري الدرجة الأولى، فصار عدد الفرق ستة، ولعبت في مجموعة واحدة تصدرها الاتحاد والفتوة، فبقيا بالدوري وهبط الحرية وأمية، وبقي العربي وحرفيو حلب مكانهما في الثانية.

الموسم الخامس
موسم 2014-2015 وهو الموسم السابق المنتهي حديثاً وقد هبط فيه فريقا جبلة والجزيرة من المجموعة الأولى، وحطين والجهاد من المجموعة الثانية، لكن اتحاد الكرة لأسباب انتخابية ألغى الهبوط متجاوزاً كل القوانين والأنظمة كما كل موسم، وبالمحصلة العامة نجد أن اتحاد الكرة لم يرد فرض الهبوط كأمر مقدس وهو سمة الدوري وغايته في كل المنافسات التي تقام في كل البطولات على مستوى العالم، وأكثر من مرة سمعنا أن هدف اتحاد الكرة كان تمرير المشاركة بغض النظر عن القانون وقدسيته، وبغض النظر عن المستوى الفني، أو الأداء الإداري لاتحاد الكرة، فالمهم أن يكون هناك دوري قائم ونشاط والسلام…
هذا الكلام وتداعياته سيكون لنا معه حديث آخر في الحلقة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن