المهم والأهم
خالد عرنوس :
يدخل منتخبنا بكرة القدم امتحانه الأهم في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى النهائيات الآسيوية والمونديالية بمواجهة نظيره السنغافوري، والمهم فيها ألا نخسر والأهم أن نخرج فائزين، فالنقاط الثلاث تمنح لاعبينا نفحة كبيرة من الثقة نحو الدور الثاني للتصفيات العالمية ونحو البطولة الآسيوية من باب أفضل (الثواني) حيث صدارة المجموعة الخامسة بعيدة إن لم نقل مستحيلة بوجود منتخب اليابان الذي تغلب علينا ذهاباً بالثلاثة.
الوضع حالياً مريح لفريقنا بوجوده بين الأربعة الأفضل من المنتخبات التي تحتل وصافة مجموعاتها فيحتل المركز الثاني، لكن مع وجود منتخبات قوية في هذا الصف كأستراليا والعراق والإمارات فإن مهمة الحفاظ على موقع بين الأربعة الأوائل يبدو صعباً إلا إذا كحّل لاعبونا عيوننا بالفوز غداً.
الأمر ببساطة لا يقبل القسمة على اثنين وعلى مدربنا ولاعبينا إدراك أن الفوز وحده يبقينا بين فرق المقدمة، ولا يبدو هذا الأمر بعيداً عن المتناول على الرغم من أنه فاز على نظيره السنغافوري ذهاباً بصعوبة وبهدف وحيد، فالفريق المنافس من الفرق الطامحة للوصول إلى النخبة الآسيوية ويعول على مباراة منتخبنا لقطع شوط كبير نحو هذا الهدف ولاسيما أنه بدأ التصفيات بنتيجة لم تكن في الحسبان عندما قاد منتخب اليابان إلى التعادل السلبي قبل أن يعود إلى حجمه الطبيعي في مباراة الإياب قبل أيام بالخسارة صفر/3، ولن نكون مغالين إذا وصفنا مباراتنا بأنها المباراة الأهم لكرتنا في السنوات الخمس القادمة على اعتبار أن مصير رجالنا يتوقف عليها في أهم بطولتين ستقامان خلال هذه الفترة، وإذا كنا لا نأمل كثيراً بالوصول إلى المونديال لصعوبة المهمة إن لم نصفها بالمستحيلة فمن الأجدى أن نفكر بكأس آسيا لنستعيد بعضاً من آمالنا بالوصول إلى النخبة القارية.
استعدادات رجالنا لم تكن بالمستوى المطلوب وهو أمر تعودناه قبل الاستحقاقات الكبرى وخوضنا مباراة تجريبية واحدة مع فريق غير معروف لا يمكن وصفه بالجيد على الرغم من الفوز العريض الذي كشف ضعف دفاعاتنا وهو أرق جمهورنا منذ ما قبل انطلاق التصفيات، ثم ظهر جلياً في مباراتي اليابان وأفغانستان.
هذا الأمر لابد أن مدربنا وجهازنا الفني على دراية وعلم به وعليه تداركه والعمل على تلافي الأخطاء قدر الإمكان، الفوز مطلبنا كما هو هدف السنغافوريين وهو ما يعني أن الفريقين سيلعبان بطريقة مفتوحة نتمنى أن تنتهي في مصلحتنا لأنها بصراحة مربط الفرس حالياً لكرتنا الجريحة على صعيد الفئات كلها.