سورية

أوباما وبوتين يفشلان في التوافق حول محاربة الإرهاب.. و«بريكس» تدعم موقف موسكو … الأزمة السورية وتفرعاتها تسيطر على قمة العشرين الاقتصادية..!

وكالات :

هيمنت تفجيرات باريس ومكافحة الإرهاب والأزمة السورية على قمة مجموعة دول العشرين «الاقتصادية». الأزمة السورية الحاضرة على طاولة مجموعة العشرين سواء بتفرعاتها من مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وإطلاق العملية السياسية، ومسألة اللاجئين، التي ستعتبرها القمة «قضية عالمية»، حضرت أيضاً في اللقاءات الجماعية والثنائية على هامش أعمال القمة.
وفي هذا الصدد، أخفق لقاء بين زعيمي روسيا وأميركا في جسر هوة الخلافات بين الجانبين بشأن سبل مكافحة الإرهاب والأزمة السورية، وذلك في حين نالت روسيا دعم مجموعة «بريكس» لدعوتها «تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب».
وبدأت أعمال قمة العشرين في مدينة أنطاليا التركية، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا الاعتداءات الأخيرة في باريس وأنقرة. ووصل الرئيس الأميركي باراك أوباما متأخراً إلى طاولة الاجتماع وكانت دقيقة الصمت قد بدأت. وعقب جلسة مباحثات غير رسمية عقدها أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين، اتفق الزعيمان على بعض الأمور إلا أن خلافاتهما لا تزال قائمة حول السبل التي يجب اللجوء إليها لمواجهة تنظيم داعش.
وصرح مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف للصحفيين على هامش قمة العشرين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن موسكو وواشنطن «تتقاسمان الأهداف الإستراتيجية المتقاربة جداً حول القتال ضد تنظيم (داعش)، ولكن الخلافات حول سبل تحقيق ذلك لا تزال ماثلة».
وبدوره، ذكر مسؤول في البيت الأبيض من أنطاليا، أن الرئيسين اتفقا خلال لقائهما الذي دام لـ35 دقيقة، «على الحاجة لعملية انتقال سياسي تقودها سورية، وتملكها سورية، تجري من خلال مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام إضافة إلى وقف إطلاق النار» حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال المسؤول: إن أوباما أوضح «بشكل تام أنه يتعين على الرئيس الأسد الرحيل في إطار أي عملية انتقالية في سورية»، مبيناً أن الرئيس الأميركي رحب بجهود جميع الدول لمواجهة تنظيم داعش وشدد على أهمية أن تتركز الجهود العسكرية الروسية في سورية على محاربة هذا التنظيم.
وقبيل انعقاد القمة دعا الرئيس الروسي الأسرة الدولية إلى «توحيد جهودها» من أجل السيطرة على التهديد الجهادي ومساعدة اللاجئين.
وصرح بوتين في اجتماع مع قادة دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) «لن نتمكن من السيطرة على التهديد الإرهابي… ما لم توحد الأسرة الدولية جهودها»، وذلك قبل بدء أعمال قمة مجموعة العشرين في منتجع أنطاليا بجنوب تركيا.
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يجب تشكيل جبهة شاملة عالمية لمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن «قادة دول بريكس أجمعوا على أن الأحداث الأخيرة بما فيها الأعمال الإرهابية في باريس تحتم وضع التبريرات والشروط المسبقة جانباً والتركيز على تشكيل هذه الجبهة».
وأشار لافروف وفقاً لوكالة الأنباء «سانا»، إلى أن قادة دول بريكس أعربوا عن «تقييمات إيجابية بشأن الاجتماع الوزاري الذي عقد في فيينا» أول من أمس، وعن الأمل بأن «يتم تنفيذ الاتفاقات حول بدء العملية السياسية في سورية».
وأيد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك تعاوناً أميركياً روسياً لمحاربة تنظيم داعش في سورية. واستدرك في مؤتمر صحفي على هامش أعمال قمة أنطاليا: «لكننا بحاجة ليس فقط للتعاون، ولكن للمزيد من النيات الحسنة أيضاً خاصة من ناحية التحرك الروسي على الأرض في سورية. يجب أن يركز أكثر على (داعش) وليس على المعارضة السورية المعتدلة لأننا لا يمكن أن نقبل بهذا».
وقال توسك وفق ما ذكرت وكالة «رويترز»: «ليس لدينا شك في أن النتيجة الوحيدة للتحركات ضد المعارضة السورية ستكون موجة جديدة من اللاجئين وبدأنا نرى هذا. لقد بدأ في الحقيقة»، وتابع «ولذلك، فإن التعاون بين روسيا والدول الأخرى خاصة الولايات المتحدة مهم للغاية أيضاً في سياق أزمة اللاجئين».
وضغطت تركيا وأوروبا اللتان تأثرتا أكثر من غيرهما بأزمة اللاجئين من أجل أن تعترف المجموعة التي تضم أقوى 20 اقتصاداً في العالم بعالمية المشكلة وأن تساعد في مواجهتها مالياً رغم معارضة من الصين وروسيا والهند.
وجاء في مسودة بيان يتوقع أن يعتمدها الزعماء، التي أطلعت عليها «رويترز»، «ندعو جميع الدول للإسهام في مواجهة هذه الأزمة، وأن تشارك في الأعباء التي تفرضها بوسائل تشمل توطين اللاجئين كما تشمل أشكالاً أخرى مثل الإغاثة الإنسانية وجهود تضمن قدرة اللاجئين على الحصول على الخدمات والتعليم وفرص كسب العيش».
ويتعين أن تقر جميع دول المجموعة مسودة البيان لينشر يوم الإثنين.
وجاء في المسودة أن قادة مجموعة العشرين سيتفقون أيضاً على تعزيز تمويل المنظمات الدولية التي تساعد المهاجرين -كما طلبت أوروبا- وأن تواجه الأسباب الأساسية للهجرة مثل الحرب في سورية.
وفي وقت سابق تعهد الرئيس الأميركي بـ«مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم داعش.
وقال أوباما للصحافة في ختام لقاء مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف (ضد تنظيم الدولة الإسلامية) لضمان انتقال سلمي في سورية والقضاء على داعش كقوة يمكنها أن تتسبب بالكثير من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة وأنحاء أخرى من العالم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن