رياضة

اليوم في سنغافورا يتحدد مصير كرتنا على طريق المونديال … الفوز مطلوب لقطع الشك باليقين وإلا؟!

محمود قرقورا :

تستقبل جماهير كرتنا انطلاقاً من الثانية بعد ظهر اليوم سادس مباريات منتخبنا الأول بكرة القدم على طريق التصفيات القارية المونديالية أمام المضيف السنغافوري بنظرة تتفاوت بين التفاؤل والتشاؤم.
عار أن نحسب حساب منتخب سنغافورا في عرف كرة القدم لكنها حقيقة واقعة، فهل استنسر السنغافوريون على حساب تواضع أداء لاعبينا؟
معيب أن نهلل للفوز على منتخبات الصف الثالث والرابع في القارة الصفراء لكنها حقيقة دامغة، وكلنا شاهد بأم العين كيف انفرجت أسارير المعنيين عقب الفوز على كمبوديا وأفغانستان!
إنه لمن دواعي خجلنا أن نخرج فائزين على استحياء في مباراة الذهاب بهدف عدي جفال بعدما كان حارسنا العالمة عالماً بمكنونات المهاجمين السنغافوريين الذين ضلّوا الطريق.
ماذا نقول للأجيال القادمة عن مسيرتنا في التصفيات المونديالية الحالية إن كُتب علينا الخروج أمام منتخب كان يحلم باللعب معنا؟
بالتأكيد لا نريد نظرة تشاؤمية فالأمور لم تخرج من قبضتنا بعد، وفوزنا بأي نتيجة يضعنا في النهائيات القارية، وبالتالي يمضي بنا على الطريق الصحيح ويستمر حلمنا وفق الشعار الذي أطلقه القائمون على المنتخب: سورية بروسيا 2018 وحقيقة لا نهاب عدم التأهل للنهائيات القارية وفق نظام التأهل الجديد، وإنما نخشى ضياع الحلم المونديالي مبكراً.

الحذر مطلوب
اليوم ترفع الأقلام وتجف الصحف إن عجزنا عن تحقيق الفوز حتى ولو كانت المباراة في سنغافورا، فكل العوامل التي تجعلنا حذرين انطلاقاً من المثل العربي (من مأمنه يؤتى الحذر) يجب الأخذ بها.
فالتعادل الذي حققته سنغافورا في مباراة الذهاب مع اليابان ماثل في الأذهان.
والخسارة الأليمة التي منينا بها في التصفيات القارية الفائتة حاضرة في الذاكرة.
والدرس المجاني الذي حصل معنا في مباراة الذهاب مازلنا نردد أفكاره حتى نهضمه.
فوفق هذه المعطيات يجب أن يكون المنتخب السنغافوري كالكتاب المفتوح، فلم يعد لعنصر المفاجأة أي مبرر، إلا إذا كانت المفاجأة من طرفنا ووجهنا الضربة القاضية لمنافسنا أمام جماهيره التي باتت تتطلع لأكثر من مدى رؤيتها الطبيعي، مع العلم أن مركزها الآسيوي في تصنيف الفيفا الخامس والعشرون والعالمي 152 في حين منتخبنا يحتل المركز 132 عالمياً السابع عشر قارياً.

مشكلات دفاعية
لا خلاف أن منتخبنا يعاني مشكلات دفاعية، فتلقي هدفين أمام طاجيكستان ودياً ومثلهما أمام لبنان، وثلاثية في شوط واحد أمام اليابان، وهدفين أمام أفغانستان، ومثلهما ودياً أمام عُمان، وكذلك أمام متذيل ترتيب الدوري الماليزي، فهذا دليل لا يخامره شك، وتاريخياً تتفوق منتخبات سورية دفاعياً أكثر منه هجومياً، ومباراة اليوم تتطلب حلاً للمشكلات الدفاعية ونجاعة في الشق الهجومي، ولدينا من النخبة الهجومية ما يكفي لفك طلاسم الدفاع السنغافوري، كما نمتلك من الأسماء ما يكفي للذود عن مرمانا ببسالة، وبالتأكيد لا ننتظر أن ينقذنا حارس المرمى، سواء أكان العالمة الذي بدا مقنعاً أم البلحوس التواق لخوض مباراته الدولية المئة حسب سجلات الفيفا.

وجهاً لوجه
خمس مواجهات جمعت منتخبنا بنظيره السنغافوري والكفة متوازنة والمباريات الخمس مسجلة في الفيفا ما عدا لقاء الأسياد 2006 والأهداف 7 لسورية مقابل 6 لسنغافورة وإليكم البيان:
27 تموز 1978: خسرنا بهدف لأربعة ضمن دورة مرديكا الودية وسجل هدفنا فؤاد عارف مع المدرب زكي الناطور.
18 تشرين الثاني 2006: تعادلنا من دون أهداف ضمن دورة الأسياد بالدوحة مع المدرب الحالي فجر إبراهيم.
15 تشرين الأول 2013: خسرنا في سنغافورا بهدف لاثنين ضمن التصفيات القارية وسجل هدفنا رجا رافع مع المدرب أنس مخلوف.
15 تشرين الثاني 2013: فزنا بأربعة أهداف ضمن التصفيات القارية وسجل أهدافنا سنحاريب والدوني وجفال وعبد الفتاح الآغا مع المدرب حسام السيد.
3 أيلول 2015: فزنا 1/صفر ضمن التصفيات الآسيوية المونديالية وسجل الهدف عدي جفال مع المدرب فجر إبراهيم.

نظرة متفائلة
الكادر الفني للمنتخب أبدى تفاؤله واعداً بقطف النقاط الثلاث والبقاء رقماً صعباً في التصفيات، وإثبات أن ما حدث أمام اليابان لا يعدو كونه كبوة جواد، وبدورنا نثمن هذا التفاؤل وسنغفر زلة اليابان إن واظبنا على العلامة الكاملة بمواجهة منتخبات الصف الثالث والرابع وسنكون أول المباركين، وغير ذلك جريمة لا تغتفر بحق الكرة السورية التي عاشت خيبات بالجملة الشهر الفائت، ولم يعد أمام المعنيين في اتحاد اللعبة إلا ورقة المنتخب الأول للرهان عليها وإلا فسيكون السيل قد بلغ الزبى.
لن نقبل بمقولة هيأنا ظروفاً مثالية آخرها مباراة ودية مع متذيل ترتيب الدوري الماليزي!
ولن نقبل من المدرب التبريرات الواهية وبأنه تعامل وفق الظروف المتاحة فلا أحد يجبر أحداً على العمل بظروف غير مناسبة، وما دمت ارتضيت العمل فمن حق الجميع النقد البناء والتقييم المنطقي.

برنامج المباريات :

المجموعة الأولى: تيمور الشرقية × السعودية، ماليزيا × الإمارات.
المجموعة الثانية: بنغلادش × أستراليا، قيرغيزستان × الأردن.
المجموعة الثالثة: هونغ كونغ × الصين، بوتان × قطر.
المجموعة الرابعة: غوام × إيران، تركمانستان × عُمان.
المجموعة الخامسة: سنغافورة × سورية، كمبوديا × اليابان.
المجموعة السادسة: تايوان × العراق.
المجموعة السابعة: لاوس × كوريا الجنوبية.
المجموعة الثامنة: كوريا الشمالية × البحرين، اليمن × أوزبكستان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن