سورية

واشنطن تتفق مع باريس على تدابير إضافية ضد داعش.. ومع تركيا على إغلاق ما تبقى من الحدود في وجهه.. ولندن تحضر لإستراتيجية شاملة

وكالات :

في وقت أعلنت بريطانيا عزمها وضع إستراتيجية شاملة للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي ورؤية لـ«شرق أوسط أكثر استقراراً وسلاماً»، كشفت واشنطن أنها بدأت عملية مع تركيا لإغلاق ما تبقى من حدودها مع سورية. وأعلنت واشنطن أنها اتفقت مع باريس على تدابير إضافية لمواجهة داعش. وجددت الدبلوماسية الأميركية دفاعها عن إستراتيجيتها لقتال التنظيم المتطرف، معلنةً أن التحالف الذي شكلته، يحقق مكاسب على حساب التنظيم.
جاء ذلك في وقت «كثفت» فرنسا غاراتها الجوية ضد مناطق سيطرة تنظيم داعش في سورية والعراق، بعد «أسابيع من التحضير» سبقت تبني التنظيم للاعتداءات الدامية في باريس الأسبوع الماضي.
وفي محاولة لإقناع مجلس العموم (البرلمان)، الذي أوصت إحدى لجانه برفض طلب الحكومة المحافظة بتوسيع مهمة القوات البريطانية لقتال داعش، إلى سورية، مطالبة بإستراتيجية متكاملة لقتال داعش، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيضع إستراتيجية شاملة من أجل التصدي لتنظيم داعش، تتضمن الأسباب التي تدفعه للاعتقاد أن بلاده يجب أن تنضم إلى ضربات التحالف الدولي ضد التنظيم في سورية.
وأضاف كاميرون في كلمة أمام مجلس العموم، وفق ما نقلت وكالة الأنباء «رويترز»، «سأضع إستراتيجيتنا الشاملة للتصدي لداعش ورؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقراراً وسلاماً». وتابع: «يطلب حلفاؤنا منا ذلك وأصبحت الأسباب للقيام به أكثر قوة بعد هجمات باريس». وأعرب عن أمله، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، «لدى طرح هذه الحجج في أن أتمكن من المساهمة في تأمين دعم لدى مجمل هذا المجلس، للأعمال التي أعتقد أنها ضرورية».
وفي أواخر صيف 2013، لم يتمكن ديفيد كاميرون من الحصول على موافقة البرلمان لضربات في سورية. ومنذ ذلك الحين، قال كاميرون إنه لن يعيد طرح هذا الاقتراح للتصويت إلا بعد التأكد من دعم أكثرية ساحقة من النواب.
ومن باريس التي وصلها ليل أول أمس للمشاركة في تأبين ضحايا اعتداءات الجمعة، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده ستقف «جنباً إلى جنب» مع فرنسا في تصميمها على هزيمة داعش.
وقال كيري حسب وكالة «رويترز»: «في النهاية سنهزم داعش، وجميع من يشاركونها فكرها الخسيس»، وأضاف: «هذه مهمتنا في فرنسا… سنقوم بها معاً وسننتصر».
وأشار كيري إلى أنه اتفق مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، على تدابير إضافية لمواجهة داعش. وقال: «التعاون في أعلى مستوياته. اتفقنا على تبادل المزيد من المعلومات وأنا على قناعة بأنه على مدى الأسابيع المقبلة ستشعر داعش بضغط أكبر. هم يشعرون به اليوم. وشعروا به أمس. وشعروا به في الأسابيع المنصرمة. كسبنا مزيداً من الأرض. وأصبحت لدى داعش أراض أقل».
واعتبر في تصريحات نقلها موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أن ثلاثة أرباع الأراضي في سورية أصبحت تحت سيطرة أصحابها بعيداً عن داعش، وقال: «هناك إستراتيجية واضحة وخطوة تلو أخرى للقضاء على داعش».
وفي هذا السياق، كشف كيري عن أن بلاده بدأت عملية مع تركيا لإغلاق ما تبقى من حدودها مع سورية. وفي مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأميركية، أوضح كيري أنه «تم إغلاق الآن 75 بالمئة من كامل الحدود الشمالية لسورية. ونحن نقوم بعملية مع الأتراك لإغلاق آخر 98 كلم متبقية» في إشارة إلى المناطق المحاذية لريف حلب الشمالي والتي يسيطر عليها تنظيم داعش. وتضم هذه المناطق مدينتي إعزاز وجرابلس. وترغب تركيا في تحويل هذه المناطق إلى «آمنة»، على حين تصر واشنطن على طرد تنظيم داعش منها فقط.
وبدوره، طالب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر حلفاء بلاده الأوروبيين باتخاذ خطوات أكثر جرأة لإلحاق الهزيمة العسكرية بداعش.
وفي أول تصريحات منذ هجمات باريس، قال كارتر: إن الهجمات دفعت فرنسا لاتخاذ موقف أكثر جرأة ضد داعش ولتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وعبر عن أمله في يكون للهجمات نفس الأثر على الشركاء الأوروبيين الآخرين، وفق ما نقلت «رويترز».
وشدد على أن الولايات المتحدة تتطلع للقيام بالمزيد وتبحث عن كل فرصة لاستهداف داعش لكنها تحتاج أن يفعل الآخرون الشيء نفسه. وأوضح أن السبل الأميركية ضد داعش تشمل مهاجمة البنية التحتية النفطية وتحديد القوات الفاعلة على الأرض ومساعدتها واستهداف الأعضاء المعروفين بالتنظيم المتطرف.
وفي العاصمة الفلبينية مانيلا، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه ناقش مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول الحاجة لزيادة الضغوط على تنظيم داعش.
وتحدث الزعيمان إلى الصحفيين بعد اجتماعهما الثنائي قبل بدء قمة لآسيا والمحيط الهادي، حسب «رويترز».
عسكرياً، قالت قوة المهام المشتركة التي تقود عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة إن التحالف نفذ أول أمس 23 ضربة جوية استهدفت داعش في سورية والعراق بما في ذلك منشآت نفطية يستخدمها التنظيم المتشدد. وأضافت في بيان نشر الثلاثاء: إن ست ضربات نفذت قرب ثلاث مدن سورية واستهدفت عدة مواقع قتالية إلى جانب وحدة لفصل النفط والغاز قرب البوكمال وثلاث منشآت نفطية قرب دير الزور تابعة للتنظيم المتشدد.
قال الأميرال الفرنسي أنطوان بوسان: إن «داعش هو عدونا، داعش هو عدو محدد بشكل واضح».
ويتولى بوسان قيادة عملية «شمال»، الاسم الذي أطلق في أيلول 2014 على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش في العراق، ضمن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وفي مقابلة أجرها مع وكالة الأنباء الفرنسية من قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج، أضاف بوسان: «هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكملها بعزم. اليوم، نكثف ملاحقتنا، ضربنا في الأيام الماضية (…) لكن عملنا، انخرطنا به منذ أشهر طويلة». وتابع «الأهداف التي استهدفناها اليوم (أمس) هي أهداف عملنا عليها لأسابيع»، وذلك بعد «مقاطعة معلومات (…) أتاحت لنا أن نقترح على رئيس الجمهورية» إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات «رافال» و«ميراج 2000» المتمركزة في الشرق الأوسط. وامتنع بوسان عن تقديم معلومات أو تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس.
وفي وقت سابق، صرح متحدث باسم قيادة الجيش الفرنسي لرويترز أن مقاتلات فرنسية شنت ضربة جديدة في سورية استهدفت مركز قيادة ومركزاً لتجنيد داعش في مدينة الرقة.
وشاركت في الضربة التي نفذت ليلاً عشر مقاتلات انطلقت من الإمارات والأردن.
وتعتزم فرنسا تعزيز وجودها العسكري في شرق المتوسط عبر إرسال حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن