سورية

أكد أنه كان لدى السوريين أكبر حرية معتقد ومساواة من أي شعب عربي.. وعلى واشنطن الإصرار على أن تمنح الأردن والسعودية وقطر و‏الإمارات و‏الكويت حريات مماثلة لشعوبهم … سيناتور أميركي في رسالة للرئيس الأسد: الحرب على سورية عدوان وسُررت بالتدخل الروسي ضد الغزاة

تلقى الرئيس بشار الأسد رسالة من ‏السيناتور الأميركي ريتشارد ‏بلاك سيناتور ‏فيرجينيا، أكد فيها أن «الحرب السورية لم يكن سببها اضطرابات داخلية» بل «كانت حرباً غير قانونية لعدوان من قبل قوى خارجية صمّمت على فرض نظام عميل بالقوة».
وعبّر بلاك في الرسالة عن خيبة أمله من أن «‏الولايات المتحدة قد واجهت المساعدة الروسية لسورية بتحويل شحنات من صواريخ «تاو» المضادة للدبابات للإرهابيين».. وقال: «لقد بدأ الناس يدركون أن ‏الإرهابيين السوريين مدعومون عسكرياً من حلفائنا، تركيا، السعودية وقطر..».
وفيما يلي النص الكامل للرسالة بحسب ما وردت في صفحة رئاسة الجمهورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»:

عزيزي السيد الرئيس:
سُررت بالتدخل الروسي ضد الجيوش التي تغزو سورية، وبدعمهم، حقّق الجيش – السوري خطوات دراماتيكية ضد الإرهابيين.
وقد أسعدني الانتصار الساحق ضد داعش في مطار ‏كويرس، تحياتي لأولئك الذين أنقذوا بشكل بطولي حياة 1000 جندي سوري شجاع من موت محقّق. وأنا مقتنع بأن انتصارات كهذه تلوح بالأفق.
إن الحرب السورية لم يكن سببها اضطرابات داخلية، كانت حرباً غير قانونية لعدوان من قبل قوى خارجية صمّمت على فرض نظام عميل بالقوة. لقد كشف الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، أنه في عام 2001، طوّرت القوى الغربية خططاً لقلب نظام الحكم في سورية. ومع ذلك، وبعد 15 عاماً من أعمال التآمر العسكرية، فإن حلف ناتو و‏السعودية و‏قطر لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد قائد واحد للثوار يتمتع بدعم شعبي بين الشعب السوري.
لا يحقّ للقوى الغربية إسقاط انتخابات شرعية وفرض إرادتها على الشعب السوري. بل السوريون وحدهم يجب أن يقرروا مصيرهم، ومن دون تدخل خارجي، أشعر بخيبة الأمل أن الأمم المتحدة تغض الطرف عن التدخل غير القانوني في الشؤون الداخلية السورية.
قبل بداية الحرب، كان لدى السوريين أكبر حرية معتقد ومساواة للمرأة من أي شعب عربي. والكثير من الأميركيين مندهشون لمعرفة أن الدستور السوري ينص على حرية الانتخابات وحرية المعتقد وحقوق المرأة وحكم القانون، وقبل توجيه الانتقاد لسورية على الولايات المتحدة أن تصرّ أولاً بأن يمنح حلفاؤنا، الأردن، السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة و‏الكويت، حريات مماثلة لشعوبهم.
أشعر بخيبة الأمل لأن الولايات المتحدة قد واجهت المساعدة الروسية لسورية بتحويل شحنات من صواريخ «تاو» المضادة للدبابات للإرهابيين. وهذا سيطيل، فقط، سفك الدماء في سورية. لأن تزويد «الإرهابيين الجيدين» بالأسلحة ومنعها عن «الإرهابيين السيئين» لعبة غبية. كما أن النشر الطائش لصواريخ «تاو» يهدد الطيران المدني في العالم أجمع. فالأسلحة المضادة للدبابات طويلة المدى يمكن أن تستهدف طائرات الركاب التي تستعد للإقلاع وتدمرها بسهولة. وبصفتي سيناتوراً عن ولاية فرجينيا، أشعر بالقلق لأن مثل هذه الصواريخ يمكن أن تجد طريقها إلى مناطق نائية متاخمة لمطار «ريغان» المحلي، ومطار «دالاس» الدولي وغيرها. وقد تواصلت مع رئيس الولايات المتحدة حول مشاغلي هذه.
لقد تلقى اليوم «جيش الفتح» مساعدات عسكرية أميركية مكثفة. «جيش الفتح» هذا مكون من ‏النصرة التي أقسمت بولائها للقاعدة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تقدم أسلحة لنفس الإرهابيين الذين قتلوا 3000 أميركي يوم 11 أيلول. وهذا الأمر خيانة قذرة لضحايا 11 أيلول.
لقد بدأ الناس يدركون أن الإرهابيين السوريين مدعومون عسكرياً من حلفائنا، ‏تركيا، السعودية وقطر. وبالفعل، فإنه لا يوجد داعم أكثر ولاء لداعش من تركيا، التي تعد القناة الرئيسية للجهاديين، والأسلحة، والمساعدات الطبية والتجارة. إن تركيا لم تقدم أي شيء مهم لأداء التحالف الباهت، على الرغم من أنها ضمن التحالف ضد داعش.
إنه من الواضح أن هدف الأتراك والسعوديين هو فرض دكتاتورية دينية على الشعب السوري. وإذا تمكنوا من النجاح في هذا الأمر فإن المسيحيين والأقليات الأخرى سوف يذبحون أو يباعون بسوق النخاسة. وسوف يُحرق، ويُغرق، ويُصلب، وتُقطع رؤوس كثير من السنة والشيعة المسلمين الجيدين.
لكن الرأي العام العالمي ينقلب ضد الإرهابيين وداعميهم. فالمعاملة الوحشية للأسرى من الجنود السوريين على يد المجموعات المسلحة مروعة. فالكثير من الأميركيين يجدون تصرفات ما يسمى «المعتدلين» بغيضة أخلاقياً.
لقد قَدّمتُ الدماء، للدفاع عن شرف هذه الأمة. وسوف أعارض الدعم الأميركي للإرهابيين، مثل «جيش الفتح» وداعش اللذين يهددان سورية. ويشارك الكثير من أهل ولاية فرجينيا بالصلاة كي ينتصر الجيش العربي السوري وحلفاؤه على قوى الشر، وكي يعود السلام قريباً إلى سورية. أشكركم لحماية حياة المسيحيين وكافة الناس الطيبين السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن