شؤون محلية

الزراعة النائمة!!

هني الحمدان :

جميلة هي الأهداف العامة المحددة لأعمال وزاراتنا ومؤسساتنا، والأجمل عندما تأتي النتائج مشجعة ومرضية للمواطن وتنعكس على العملية التنموية والإدارية كلها.. في بعض الأحيان يستغرب بعضنا من الأدوار والمهام الملقاة على عاتق هذه الوزارة أو تلك الإدارة، وماذا كانت نتائج أنشطتها وهل جاءت منسجمة مع حجم الوقائع..؟!

لست أعلم يقينا ما الأدوار المؤملة التي تفعلها وتتعاطاها وزارة الزراعة الموقرة مع ثرواتنا الطبيعية التي تحفل بها تقاسيم الوطن، ومع المحاصيل الزراعية ومدى اكتفائها للاحتياجات المتزايدة.. وحتى الآن لا نعرف ماذا تقدمه للإخوة الفلاحين والنحالين والرعاة من مساعدات وقروض، وفي حال قدمت هل هي كافية…؟وهل استطاعت إيجاد أي خرق بمجال التسويق؟
وهنا لنا في زراعة القطن مثال فالإنتاج كان منذ سنوات مليون طن أما اليوم فلم يتجاوز ربع مليون، ناهيك عن تناقص أرقام الشوندر، ، وحتى هناك مخاوف من تقلص مساحة زراعة القمح وغيرها من بعض الزراعات..!!
غاباتنا تتعرض للحرائق والاعتداءات المستمرة، ولم تحظ الغابات الزراعية بذاك الاهتمام.. وكذلك ما تحفل به المساحات الزراعية، بما تستحقه من تطوير وبحوث ودراسات والتي تتميز بالتنوع في الطبيعة والمنتج والحياة…
مع الأسف ظلت وزارة الزراعة ولم تزل تكرس غياباتها وتجاهلها وإقصاءها لأهم ثروات الوطن.. وكأنها تخلت عن التشجيع والتحفيز للفلاح، وإن كان دعمها فهو قليل مقارنة مع أرقام اعتمادات الموازنة الزراعية بشقيها..!
لا نستغرب انتقادا من أحد محافظينا للمهندسين الزراعيين بتركهم الفلاح غارقا في مشكلاته، وخبراتهم الهندسية والزراعية داخل البيوت من دون الاعتناء الصحيح بما يواجه ذاك الفلاح من ويلات….!
ميزانيات ضخمة تضخها الدولة سنويا دعما للزراعة، ورغم ما تحفل به بلادنا من كنوز متنوعة، أمر يمنح منتجاتها التميز والوفرة في كل الأوقات والفصول… إلا أن هناك تراجعات بدأت تطفو على السطح، مترافقة مع مخاوف تبدو محقة…!! أمام كل هذا التراجع والتراخي من كوادر وأجهزة الزراعة النائمة كما يبدو، تجاه أهم ثروات تحتويها بلدنا، زد على ذلك ما تكتظ به بلادنا من ثروات حيوانية كانت كبيرة، وصلنا اليوم لاستيراد أبقار من الخارج، ولا أحد يعرف مصير مراكز البحوث وتجهيزاتها والمليارات التي صرفت على السلالات الحيوانية…! لم تستشعر الزراعة النائمة في العسل، خطورة تراجع بعض المحاصيل والثروات، بل سلمت رقابنا وصحتنا للمنتجات العابرة للحدود، بعيداً عن الرقابة والمساءلة..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن