سورية

أوباما يربط توسيع التعاون العسكري مع روسيا بتجاوز الخلافات حول الرئيس الأسد … تزايد التأييد في أوروبا للتحالف مع موسكو لضرب الإرهاب وبكين تدعم الموقف الروسي

وكالات :

علق الرئيس الأميركي باراك أوباما توسيع التعاون العسكري مع روسيا على قدرة الجانبين على تجاوز خلافاتهما بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد. في غضون ذلك دعمت الصين الموقف الروسي في مجلس الأمن الدولي الداعي إلى تشكيل جبهة موحدة لضرب الإرهاب، على حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن اعتماد المجلس لقرار بشأن التحرك في سورية سيكون أفضل، لكن ليس ضرورياً.
وفي كل من تشيكيا وإيطاليا صدرت دعوات موجهة للغرب تطالبه بالتحالف مع روسيا والتنسيق مع سورية لقتال تنظيم داعش الإرهابي، وذلك على حين حذرت أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي من وجود عدو آخر غير داعش يتهدد العالم يتمثل بالتشدد والسلفية.
ومن مانيلا عاصمة الفلبين، أشاد الرئيس الأميركي بالدور الذي تلعبه روسيا في المحادثات الهادفة لوضع حد للحرب في سورية، حسبما نقلت وكالة الأنباء «سانا».
وعلى هامش مشاركته في قمة المنتدى الاقتصادي، قال أوباما: إن روسيا «شريك بناء في فيينا» من خلال محاولتها «خلق مرحلة انتقالية سياسية في سورية»، في إشارة إلى الاجتماعين الدوليين حول سورية، الذين استضافتهما العاصمة النمساوية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأشار إلى بقاء خلافات بين بلاده وروسيا حول مستقبل الرئيس الأسد في سورية، وربط توسيع التعاون العسكري بين واشنطن وموسكو بتجاوز تلك الخلافات.
ورفضت واشنطن دعوات روسيا للتعاون العسكري مع حملتها الجوية لضرب داعش، وقبلت فقط بتوقيع تفاهم عسكري بشأن «عدم التصادم» لمنع وقوع حدوث بين طائرات التحالف من جهة، والطائرات الروسية من جهة أخرى.
وأمس الأول دعت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن، إلى التوافق على المشروع الروسي المقدم في 30 أيلول حول تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب.
وأيدت بكين الموقف الروسي، وأكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي مساء أمس الأول ضرورة أن يعمل مجلس الأمن على تنسيق الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون بين الأطراف المعنية في مواجهة الإرهاب والعمل على تشكيل جبهة موحدة في هذا الصدد.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» عن ليو جيه قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الحفاظ على الأمن والسلام العالميين: «على المجلس ضمان التطبيق الفعال للقرارات الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتنظيم (داعش)، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لمكافحة استخدام الإرهابيين للشابكة في التخطيط لأنشطة إرهابية وقطع قنواتهم لمنعهم من الحصول على الدعم الخارجي».
في لندن يسعى كاميرون وراء نيل موافقة مجلس العموم (البرلمان) على خططه توسيع مشاركة بلاده في التحالف الدولي لضرب داعش من العراق إلى سورية أيضاً. ونشّط كاميرون مساعيه مؤخراً عقب تفجيرات باريس، معولاً على التغلب على الحذر والرفض العميقين اللذين يطبعان مواقف النواب البريطانية حيال خططه.
وقال كاميرون للبرلمان حين سئل من إذا ما كان سينتظر صدور قرار من الأمم المتحدة حتى يتحرك: «روسيا لديها أهداف مختلفة عنا، وهددوا مراراً باستخدام حق النقض (الفيتو) في وجه أي قرار بهذا الشكل».
وأضاف وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: «بالقطع من الأفضل دوماً في مثل هذه الظروف الحصول على تأييد كامل من مجلس الأمن، لكن علي القول إن الشيء الأهم، هو أن يكون أي تحرك نقوم به قانونياً، ويساعد أيضاً في حماية بلادنا».
في روما دعا عضو حزب رابطة الشمال الإيطالي كلاوديو دي إميكو بلاده إلى الانضمام للجهود الروسية في مكافحة داعش، ومساعدة روسيا في مساعيها لتحديد المسؤول عن حادثة إسقاط طائرة الركاب الروسية إيه 321 فوق سيناء. جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك».
بدورها حذرت السيناتور الفرنسية ناتالي غوليت من أن هناك عدواً آخر غير داعش يتهدد العالم إلا وهو «التشدد والسلفية».
وأضافت غوليت في حديث خاص لشبكة «سي. إن. إن» الأميركية في تعليقها على اعتداءات باريس يوم الجمعة الماضي: «نحن لم نستطع حل مشكلة التطرف، وخصوصاً عند الشباب».
في براغا دعا رئيس الحكومة التشيكية بوهسلاف سوبوتكا المجتمع الدولي إلى محاربة تنظيم داعش الإرهابي وهزيمته واعتبار ذلك أولوية للمجتمع الدولي كله، مشيراً إلى أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس ذكرت من جديد بمدى خطورة ظاهرة الإرهاب.
كما أشار سوبوتكا في حديث له نقلت وكالة «سانا» مقتطفات منه، إلى أن أزمة تدفق اللاجئين يجب حلها بالدرجة الأولى من خلال العمل على إحلال الأمن والاستقرار في سورية والعراق وليبيا وأيضاً استقرار الأوضاع في دول الجوار الأوروبي وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي فيها. وأكد أن جذور أزمة الهجرة تكمن في الحروب وتخريب هياكل الدول وما يمارسه المتعصبون القتلة بحق السكان في المناطق التي ينتشرون فيها.
وفي سياق متصل دعا رئيس الحكومة التشيكية السابق ييرجي باروبيك الغرب إلى دعم الدولة السورية العلمانية في مكافحتها للإرهاب وإلى التوقف عن دعم التنظيمات المتطرفة وإجبار تركيا والسعودية وقطر على التوقف عن دعمها أيضاً. وأكد باروبيك في مقال نشره أمس في موقع «قضيتكم تسي زد»، وفق وكالة «سانا»، أنه إذا كان الغرب يريد فعلا محاربة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، فإن عليه أن يبدأ بالتنسيق مع الجيش السوري وروسيا في محاربة الإرهاب وقيام تنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا في العراق.
ونبه إلى أن داعش يمتلك أحدث الأسلحة الغربية ولا سيما الأميركية منها، مشيراً إلى أن التنظيم «يتاجر بالنفط السوري والعراقي المسروق مع الأتراك دون أي إشكالات ومن ثم يحصل على تمويله من هذه السرقات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن